أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، اليوم الإثنين، على أنّ المقاومة الفلسطينية في غزة، نجحت في تطوير قدراتها العسكرية خلال السنوات التي توالت عقب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، حتى نجحت بخلق "توازن رعب" مع الاحتلال.
جاء ذلك خلال مؤتمر عُقد في العاصمة الإيرانية طهران، حمِل عنوان "غزة .. رمز المقاومة"، وشعار "القدس تجمعنا -معًا ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني"، بمناسبة ذكرى العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر 22 يومًا نهاية عام 2008 وبداية 2009.
وعُقد المؤتمر بتمثيل 20 دولة إسلامية وعربية داعمة لفلسطين على مستوى رؤساء البرلمانات ولجان العلاقات الخارجية من ضمنها إيران ولبنان وسوريا والعراق وقطر وتركيا وإندونيسيا وماليزيا وأفغانستان وباكستان.
وشدّد النخالة في كلمته، على أنّ الشعب الفلسطيني الذي صمد وقاوم الاحتلال الصهيوني وقدّم التضحيات الكبيرة، لن يستسلم أمام فهلوية الحكام والقادة العرب المهزومين، الذين رضخوا للأعداء بدعوى الواقعية والموضوعية والتطبيع والتعايش.
وقال: "اليوم تتكشف عوراتهم وهم يجأرون إلى الله بالدعاء كذبًا أن يحفظ عليهم دينهم ومقدساتهم بينما يغمضون عيونهم عمّا يجري في فلسطين والقدس".
وفي ذكرى عدوان الاحتلال عامي 2008، أضاف: "اثنا عشر عامًا تمر اليوم على ذكرى العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وهو العدوان الأول منذ انسحاب العدو من القطاع عام 2005، والذي استهدف كل شيء في قطاع غزة، واستهدف المدنيين، والبنى التحتية المدنية، وسقط على إثر هذا العدوان أكثر من 1400 شهيد أكثرهم من الأطفال والنساء، كما استهدف منازل المدنيين ودور العبادة، والمدارس، والمستشفيات، وتم استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا في هذا العدوان الذي استمر لأكثر من عشرين يومًا".
وتابع: "إنّ قوى المقاومة أثناء ذلك العدوان، وقفت تدافع بكل قوة عن الشعب الفلسطيني بما كانت تمتلك من إمكانيات متواضعة في ذلك الوقت، وأَجبرت العدو على الانسحاب من النقاط والمحاور التي تقدم فيها دون قيد أو شرط، وموضحا أن العدو منذ ذلك الوقت لم يتوقف عن ممارسة كل أشكال العدوان ضد غزة، من حصار وقصف وتدمير".
وأوضح أنّه "في عام 2012 شنت الحكومة الصهيونية عدوانَا آخر على قطاع غزة وصمدت المقاومة بشكل أكبر وخاصة بعد امتلاكها لإمكانيات عسكرية هامة تلقتها من الجمهورية الإسلامية في حينه، والتي مكنتها من قصف العديد من المدن الصهيونية وعلى رأسها عاصمة الكيان الصهيوني، وهذا شكل مفاجأة للعدو مما أدى لتقصير فترة العدوان".
وذكر أنّ "المقاومة انتقلت بعد ذلك نقلات نوعية في التدريب والتسليح والقدرة على مواجهة أي عدوان جديد وهذا تجلى في التصدي لعدوان 2014 الذي استمر لأكثر من خمسين يومًا ولم تستطع القوات الصهيونية المعتدية خلاله النيل من الشعب الفلسطيني و مقاومته، واضطر العدو للقبول بوقف اطلاق النار دون شروط مرة أخرى".
وأشار إلى أنّه على "الرغم هذه الحروب الكبيرة وحروب بينها كثيرة، لم يستطع العدو الصهيوني فرض شروطه على المقاومة، واستمرت المقاومة في تطوير قدراتها بمساعدة الجمهورية الإسلامية التي لم تبخل بشيء، حتى استطاعت اليوم أن تخلق حالة من توازن الرعب مع العدو، وأصبح العدو يحسب للمقاومة في قطاع غزة ألف حساب".
ونوّه إلى أنّ "الاحتلال الصهيوني يطلق اليوم على قطاع غزة الصغير والمحاصر، اسم الجبهة الجنوبية التي أصبحت تشكل تهديدًا جديًا على الكيان الصهيوني بجانب قوى المقاومة في المنطقة".
وحول التطبيع العربي، بيّن أنّه على "الرغم من صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، استطاعت الولايات المتحدة أن تُحدث اختراقًا كبيرًا في الصف العربي تمثّل في حملة التطبيع التي شاركت فيها العديد من الدول العربية في محاولة لمحاصرة المقاومة بالمنطقة، وليجعلوا أمريكا والعدو الصهيوني مطلقتي اليدين في تغيير الجغرافيا ورسم ملامح التاريخ القادم لمنطقتنا، وتوجوا ذلك بترسيم القدس عاصمة للكيان الصهيوني".
وجدّد التأكيد على الثقة بالشعوب العربية والإسلامية "التي قدمت التضحيات من أجل فلسطين ومن أجل القدس على مدار أكثر من قرن، وهي تدرك أن ما يجري اليوم هو مؤامرة على دينها وتاريخها وتضحياتها".
وفيما يخصّ الانتخابات الفلسطينية المرتقبة، أردف بقوله: "بعد ضغوط كبيرة ومتواصلة سيذهب الشعب الفلسطيني في الشهور القادمة لانتخابات على أمل الوصول لحكومة معترف بها عربيًا ودوليًا يراد لها أن تكمل مسيرة المفاوضات التي ماتت منذ سنوات".
واستطرد: "هم يخططون لذلك وعلينا كفلسطينيين وقوى مقاومة أن نكون على أتم الاستعداد لمواجهة كل التحديات وأن نعمل جميعًا لإفشال ما يخططون له، بصياغة برنامج سياسي مشترك وواضح وملزم، نخوض معركتنا القادمة على أساسه، إن كان عبر الانتخابات، أو أي توافقات أخرى".
وأكّد على أنّ "غياب برنامج سياسي مشترك وواضح وملزم يعني غموض الرؤى السياسية ويدفع إلى قيام أزمة ثقة ما زلنا نعاني منها حتى اللحظة، ويدفع شعبنا الفلسطيني ثمناً لها من دم أبنائه وقوتهم اليومي".
وختم كلمته، بأنّ حرك الجهاد الإسلامي ستسعى مع كافة قوى الشعب الفلسطيني من أجل أن تبقى راية المقاومة والجهاد عالية، حتى العودة والتحرير.