من التقاليد الحديثة نسبيا المتبعة في يوم تنصيب رئيس الولايات المتحدة، أن يكتب الرئيس الذي يترك منصبه لمن يخلفه، رسالة تقدم المشورة وأطيب التمنيات، وعادة ما يضعها على طاولة المكتب البيضاوي، ليجدها الرئيس الجديد عند دخوله أول مرة.
وبخلاف كل التوقعات، ترك الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، رسالة سرية إلى خلفه، جو بايدن، وقال نائب السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض، جود ديري، إن "ما كتبه الرئيس ترامب سيبقى سريا بينه وبينه الرئيس القادم".
وكتب باراك أوباما إلى دونالد ترامب حول أهمية المؤسسات المدنية، وكتب جورج بوش الأب للرجل الذي هزمه، بيل كلينتون: "أتمنى لك التوفيق"، و"أشجعك بقوة."
وهذا جانب من أبرز الرسائل التي تركها رؤساء أميركيون سابقون لمن خلفوهم في البيت الأبيض، دون أن يخلو بعضها من روح الفكاهة:
رسالة رونالد ريغين لجورج بوش الأب
جاء فيها "عزيزي جورج، أعتز بالذكريات التي نتشاركها وأتمنى لك كل التوفيق. سأتذكرك في صلواتي. بارك الله فيك وباربرا. سأفتقد وجبات غدائنا معا أيام الخميس."
ووضع ريغين في رسالته رسما كاريكاتوريا يحمل عنوان: "لا تدع الديوك تحبطك"، وأظهر الرسم مجموعة من الديوك تتسلق فيلا. علما أن الفيل هو رمز الحزب الجمهوري، بينما يستعمل بعض الديمقراطيين الديك رمزا لهم.
رسالة جورج بوش الأب لبيل كلينتون
"عزيزي بيل، عندما دخلت هذا المكتب الآن، انتابني الشعور ذاته بالذهول والرهبة الذي شعرت به قبل أربع سنوات، وأعلم أنك ستشعر بذلك أيضا.
أتمنى لك سعادة غامرة هنا، لم أشعر قط بالوحدة التي تحدث عنها بعض الرؤساء.
ستكون هناك أوقات صعبة للغاية، وستزداد صعوبة بسبب النقد الذي قد لا تراه عادلا. أنا لست متميزا جدا بتقديم المشورة، لكن فقط لا تترك للنقاد فرصة أن يثبطوا عزمك أو يدفعوك للخروج عن مسارك.
عندما تقرأ هذه الرسالة ستكون رئيسنا. اتمنى لك الخير والتوفيق لعائلتك.
نجاحك الآن هو نجاح بلدنا. وأنا أشجعك بشدة.
حظا طيبا".
البيت الأبيض
"المهمة المستحيلة".. هل ينجزها موظفو البيت الأبيض في ساعتين؟
جاء فيها "عزيزي جورج، أنت تقود شعبا فخورا ومحترما وصالحا. ومن هذا اليوم أنت رئيس لنا جميعا. أحييك وأتمنى لك التوفيق والسعادة.
الأعباء التي تتحملها الآن كبيرة ولكن غالبا ما تكون مبالغا فيها. إن فرحة إنجاز ما تعتقد أنه صواب، لا يمكن وصفها.
دعواتي لك ولعائلتك بالتوفيق".
جاء فيها: " تهاني على توليك منصبك كرئيس لنا، لقد بدأت للتو فصلاً رائعا في حياتك"، وأضاف بوش الابن لأوباما "سيغضبك النقاد، وسيحبطك أصدقاؤك، ولكن بغض النظر عما سيأتي، سيلهمك الأشخاص الذين تقودهم الآن".
رسالة باراك أوباما لدونالد ترامب
جاء فيها: "عزيزي السيد الرئيس، لقد وضع الملايين آمالهم فيك، وفينا جميعا، وبغض النظر عن الحزب، أتمنى زيادة الرخاء والأمن خلال فترة ولايتك".
وأضاف أول رئيس أميركي من أصول إفريقية في رسالته إلى ترامب: "هذه الوظيفة فريدة من نوعها، من دون مخطط واضح للنجاح، لذلك لا أعرف إن كانت أي نصيحة مني ستفيدك".
وتابع أوباما: "نحن مجرد موظفين مؤقتين في هذا المكتب. هذا يجعلنا أوصياء على المؤسسات والتقاليد الديمقراطية، مثل سيادة القانون، وفصل السلطات، والحماية المتساوية والحريات المدنية، التي حارب أسلافنا وضحوا بدمائهم من أجلها".
وختم أوباما رسالته بالقول: "نتمنى أنا وميشيل لك ولميلانيا التوفيق وأنتما تشرعان في هذه المغامرة الرائعة، وكن على علم بأننا على استعداد للمساعدة بأي طريقة ممكنة".