لماذا لم يعد الجماع من أسعد الأوقات التي يعيشها الزوجان؟ هل بات ما تحتاجه المرأة وتصبو إليه بعيد المنال؟ أم أن للرجل فكرته الخاصة واعتقاده الذي يؤمن به وليس عنده استعداد لتغييره؟ وهل ما يشغل بال العالم الآن هو عدد مرات الجماع؟ أم مع من يمارسون الجنس؟
ولأنها مشاكل شائكة و تعكر صفو العلاقة، سنبحث معك عن الأسباب الحقيقية وراء تلك المشكلة المستعصية.
يحاول “فوشيا” الإجابة عن كل الأسئلة المطروحة في هذا التقرير، وفقاً لما ورد في صحيفة “إندبندنت” البريطانية، بشأن الانزعاج الذي يحدث بعد الجماع، وما يصحبه من شعور بالبكاء والحزن والقلق والعدوانية والكآبة.
تقول “جيرلين”، 27 عاماً: أشعر بالاكتئاب بعد ممارسة الجنس، وأشعر بالمزيد من الخوف، وبدأت أتساءل عما يجري، على الرغم من أنني استمتعت بالفعل” .
وتجيب دينيس نولز، معالجة الجنس والمستشارة في العلاقات، في حديث مع صحيفة “إندبندنت”: “من غير المألوف أن نشعر بالحزن بعد ممارسة الجنس، وليس بالضرورة أن يكون نتيجة لصدمة، أو الشعور بالأسف”.
وأوضحت: “يأتي الانفجار الهرموني في الجسم بعد ممارسة الجنس، بما في ذلك الأندورفين والأوكسيتوسين والبرولاكتين، ما يمنحنا الشعور بالسعادة أثناء النشوة الجنسية، وهي ما تسمى الرعشة الجنسية، ثم تنخفض تلك الهرمونات تدريجياً عندما ينتهي الجماع، ما يجعلنا نشعر بالحزن، وهي طبيعة بيولوجية عضوية عند انفصال الجسدين، ويختلف أثرها على كل من الرجل والمرأة”.
وكشفت دراسة حديثة، أن 46 % من إجمالي 230 مشاركاً من الإناث، شعرن بالانزعاج بعد الجماع عدة مرات، في شهر واحد، ما يعني أن العلاقة الحميمة لا تؤثر بهذه الدرجة على حالاتهن.
وتوافق هذا الاكتشاف، مع دراسة منفصلة أجريت في العام 2011 ، حيث وجدت أن ثلث النساء يشعرن بالاكتئاب حتى بعد ممارسة الجنس، ووصفتها بأنها حالة مرضية، ما اعتبره العلماء تطورًا للوظائف الجسدية.
ولكن “نولز” تؤكد أنها تشعر بهذا الشعور بانتظام بعد ممارسة الجنس، ما تعتبره شيئاً غير طبيعي على الإطلاق”.
ولكن إذا كنت تشعرين عزيزتي بالضيق، وأن المسألة ليست بسبب انتهاء هذه اللحظات، والانفصال عن جسد حبيبك بعد ممارسة الجنس، فأنت تحتاجين إلى استكشاف الأمر، لأنه قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة أكبر، لذا ننصحك بطلب المشورة من أخصائي العلاقات الجنسية، لأننا نشك بوجود مشكلة ما في العلاقة نفسها، أكثر من كونها مشكلة في العلاقة الجنسية.