الرد العسكري على إيران إذا فشلت الدبلوماسية

اليكس فيشمان.jpg
حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان

 


يبدو أن إسرائيل تفعل شيئا ما صحيحا في مسألة النووي الإيراني. إذ إن إيران، وفقا لتقدير شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" الذي نشر، أول من أمس، توجد على مسافة سنتين من القنبلة النووية. وهذا ايضا فقط اذا لم يكن هناك مواضع خلل في الطريق. يوجد المشروع النووي الإيراني منذ 40 سنة، وفي العشرين سنة الأخيرة يعودون ليشرحوا لنا بأن الإيرانيين على مسافة سنة حتى سنتين من القنبلة. هذه الفجوة لا تتقلص، وليس صدفة. والمعنى هو ان عمل رجال الظلال في إسرائيل، في بريطانيا، في الولايات المتحدة، وفي فرنسا ينجح وينبغي المواظبة عليه قبل الركض للتهديد بحرب ضد إيران. وكشف رئيس شعبة الاستخبارات "أمان" النقاب عن ان لدولة إسرائيل – بما في ذلك بفضل اتفاقات النووي التي حققها اوباما ويسعى الرئيس بايدن الى العودة اليها – يوجد مجال اخطار معقول لرد عسكري، اذا ما فشلت المحاولات الدبلوماسية.
يصف تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية السنوي وضعا اقتصاديا – اجتماعيا صعبا جدا في الدول التي تحيط بنا، والتي يوصف بعضها كدول أعداء. والمعنى، ظاهراً، هو أنه على خلفية هذه الازمات فإن احتمال نشوب حرب بالمبادرة ضد إسرائيل هذه السنة ليس عاليا. وبهذا المعنى، فإن العام 2021 لن يكون مختلفا عن العام 2020. غير أنه هنا يجدر بنا ان نذكّر المقدرين في "أمان" بأن دولا عربية لم تبادر الى حرب ضد إسرائيل منذ بضعة عقود. وحرب لبنان الثانية ولدت نتيجة لخطأ في تقدير الرد الإسرائيلي.
ان الاعتماد على الوضع الاقتصادي المتهالك إشكالي، إذ ان الاقتصاد هو موضوع دولاب: مرة تكون في الأسفل ومرة تكون في الأعلى. إيران توجد تحت عقوبات مختلفة منذ العام 2000 ولا يوجد آلاف في الشوارع. سورية تعاني افلاسا دائما، وكان ينبغي للنظام ان ينهار منذ زمن بعيد. فضلا عن ذلك، فإن "أمان" هي الاخرى تقضي بأنه في السنة الماضية واصل "حزب الله"، مثل الإيرانيين ومثل "حماس"، زيادة قوته. الدولار الاول في الصندوق، هكذا تقول "أمان"، وضعوه لاجل زيادة القوة.
هكذا حيث إن الاستنتاج المعقول الوحيد في الوثيقة التي عرضتها "أمان" حول احتمالات الحرب هو انه لا توجد اي ضمانة الا يتدهور الوضع في العام 2021 بشكل غير متوقع. ففي 2006 ايضا لم يتوقع احد التدهور الى حرب. والتوقع الذي يقول ان "حزب الله" سيحاول خلق مواجهات محدودة تحت مستوى الحرب هو قول عابث. لا احد يمكنه ان يقول، اليوم، هل سيؤدي اسقاط طائرة إسرائيلية الى مواجهة مثلما كاد يحصل قبل اسبوعين. لا يتبقى الا إبقاء الجيش في وضع من التأهب والجاهزية لمواجهة متفجرة، غير مخطط لها.
تولي "أمان" أهمية كبيرة جدا لاتفاقات ابراهيم وتأثيرها على المكانة الاستراتيجية لإسرائيل. هذا صحيح، اليوم. وهناك حاجة فقط لنذكر بأنه كانت لإسرائيل في الماضي علاقات وثيقة مع إيران، تركيا، ودول في افريقيا. في الشرق الاوسط تتغير الانظمة والمصالح كل الوقت. ولا تزال ادارة بايدن لغزا يمكنه أن يغير الكثير جدا من التطورات في الشرق الاوسط. إسرائيل لا توجد، منذ سنين، تحت تهديد وجودي خارجي. بالمقابل، يحدث داخلها تهديد داخلي، اجتماعي – اقتصادي، خطير بقدر لا يقل. فيما يتعلق بهذا لا يوجد "رئيس امان" داخلي ليحذر.

عن "يديعوت"