"لاهاي"، نتنياهو الغبي، وبايدن: فلنبحث عن محامين لجنودنا

حجم الخط

بقلم: ران أدليست

 

 


كما كان متوقعا جاء هذا: قررت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي التحقيق فيما اذا كانت إسرائيل و"حماس" ارتكبتا جرائم حرب في حملة "الجرف الصامد" في العام 2014. وكانت وسائل الإعلام مليئة بتصريحات هجومية تبللت بدموع التماسيح وبوفرة من التفاصيل الفنية وبغياب تام للمنظور. كما يذكر، كان للفلسطينيين بعد الحملة اكثر من 2000 قتيل واكثر من 10 آلاف جريح. وكان لإسرائيل اكثر من 74 قتيلا، معظمهم جنود، واكثر من 2.200 جريح، منهم نحو الربع من مصابي الفزع.
لم تغير الحملة شيئا في الوضع سواء في الجانب الفلسطيني ام في الجانب الإسرائيلي. بل في واقع الامر جعلته اسوأ. المحكمة الدولية هي فقط جزء صغير من أضرارها. لا تعنى المحكمة بالاهمال بل بالدم والنار وأعمدة الدخان، وهي تدعي الانشغال بجرائم الحرب بالمستوى الجنائي. من هنا وحتى الادانة، الطريق طويل بل متعذر. القسم السيئ هو المسيرة حتى التبدد؛ مجرد البحث في الموضوع ومسيرة العار للمشاركين: من نتنياهو، رئيس الوزراء، عبر بوغي يعلون، الذي كان وزير الدفاع، وحتى رئيس الاركان في حينه، بيني غانتس، وهيئة الأركان، انتهاء بكل جندي سيطرح اسمه في اثناء "التحقيق". إسرائيل ليست عضوا في مجلس المحكمة وترفض التعاون بدعوى أننا نحقق مع أنفسنا. من زاوية الفم يهددون بالثأر من الفلسطينيين الذين رفعوا الدعوى.
الولايات المتحدة هي الأخرى ليست شريكا في مجلس المحكمة؛ لأن لها هي أيضا اسبابا خاصة بها لعدم التعاون مع تحقيقات دولة. مثلما في إسرائيل، عندما تصدح صرخة دماء الابرياء في العالم بنبرات لا تطاق، نحن والولايات المتحدة ايضا نقدم الى المحاكمة إمعات خرجوا عن كل سيطرة، ولكننا من حيث المبدأ نتجاهل، ليس فقط المحكمة بل نتجاهل ايضا نتائج افعالنا.
طالما كان ترامب يحمي نتنياهو كان يمكن الاعتماد عليه. ناهيك عن أنه حتى اليوم، فعل غير قليل كي يحبط شرعية المحكمة. والولايات المتحدة ايضا يوجد لها هياكل تريد أن تدفنها. مشكلتنا، اليوم، هي ان الولايات المتحدة في ظل بايدن قررت ان تسير نحو ميل المصالحة مع السلطات الدولية التي تعنى بجرائم الحرب. في هذه الايام يفترض بوزير الخارجية، انتوني بلينكن، ان يعيد الولايات المتحدة الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة والذي انسحب منه ترامب. والمسؤول الذي روى ذلك لوكالة "ايه.بي" قال، ان "بايدن يؤمن بأن المجلس ملزم بتنفيذ تغييرات، والسبيل الافضل لتحقيق التغيير هو ان نكون جزءا من المجلس". وأشار المسؤول الى أن المنظمة يمكنها ان تصبح "منتدى مهما لمكافحة الطغيان والظلم في ارجاء العالم، وتواجد الولايات المتحدة في المجلس يضمن ذلك". أما إسرائيل كما أسلفنا فترفض التعاون. لاهاي زائد بايدن زائد سلوك نتنياهو الغبي والمتجاهل هي سبب جيد لبعض الجنود والمواطنين للبحث لأنفسهم عن محامين.

عن "معاريف"