الناخب الإسرائيلي بين خيارين: «بيبي أو طيبي»!

حجم الخط

بقلم: جدعون ليفي

 

 


يشبه المرشحون الأربعة أصحاب احتمالية انتخابهم لرئاسة الحكومة، بعضهم البعض إلى درجة مؤلمة.
لا تصدقوا الأساطير التي بحسبها توجد فجوة فكرية هائلة بينهم. في الأساس هم توائم متشابهة: جميعهم صهاينة يؤيدون الاحتلال، من أتباع التفوق اليهودي في أرض إسرائيل، التي بالعبرية يطلقون عليه اسم دولة يهودية.
وهم يؤيدون المستوطنات والمستوطنين. ولا يوجد ما نتحدث عنه عن تصفيتها. أما الجيش فلن ينتقدوه بسبب نشاطاته الفاشلة في أي يوم من الأيام. وكل نشاط عنيف لإسرائيل هو مقدس بالنسبة لهم.
جرائم حرب؟ القانون الدولي؟ حقوق الشعب الفلسطيني؟ أضحكتموهم. فلا أحد منهم انحرف عن الخط حول محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، ولم تصدر عنه أي كلمة.
بنيامين نتنياهو ويئير لبيد وجدعون ساعر ونفتالي بينيت هم نفس الشيء. هم يتعهدون ببقاء الاحتلال والتفوق اليهودي إلى الأبد. هم قوميون متطرفون يهود – إسرائيليون، الذين في المواضيع الحاسمة يتحدثون بلسان واحد وموحد.
سيكون من الجيد لإسرائيل أن لا يتم انتخاب أي واحد منهم. لقد كان لدينا منهم ومن أمثالهم ما يكفي ويزيد.
ولكن في الواقع الحالي، لا أحد منهم بالتأكيد سيكون رئيس الحكومة القادمة، من بين هؤلاء الأربعة يفضل نتنياهو بصورة واضحة. فهو المؤهل والحكيم والمجرب من بينهم. لوائح الاتهام ضده التي هي في الواقع السليم كان يجب أن تمنعه من مواصلة تسلم منصبه – لكن القانون يسمح له بذلك – يجب إبقاؤها لتبت فيها المحكمة. باستثناء الاتهامات، كما هو دارج القول، هو بالتأكيد الشخصية الأكثر إثارة للإعجاب من بين الأربعة.
خلافا لما هو معتاد التفكير، فإنه أيضا الأقل خطرا من بينهم: لبيد وساعر وبينيت سيورطوننا في حرب بسرعة أكبر منه.
هم يريدون أن يثبتوا انفسهم، هذا الأمر يقاس في اسرائيل بالحرب، أو على الأقل بإثارتها.
هو لم يعد بحاجة إلى ذلك. كما أنه لا توجد أي ضمانة بأنهم سيعالجون "كورونا" بصورة افضل منه، بل العكس هو الصحيح. فنتنياهو سجل إنجازات "كورونا" مثيرة للإعجاب إلى جانب الإخفاقات.
لذلك فان كل من يعيش بسلام في دولة أبرتهايد، فإن تحقيق العدالة للفلسطينيين تهمه مثل قشرة الثوم، والاحتلال ليس أكثر من طنين مقلق في أذنه، يجب عليه التصويت لنتنياهو.
فهو أقل الشرور، حتى لو كان نمط حياته الشخصي مرفوضا والاتهامات ضده خطيرة.
هذه الاتهامات ستقول فيها المحكمة كلمتها. ولمتطهري الفساد نُذكر بأن الفساد الأكبر والأعمق هو الاحتلال، وعنه هم تقريبا لا يقولون أي شيء.
البديل الحقيقي الوحيد لنتنياهو هو القائمة المشتركة. بيبي أو طيبي، الجيل الثاني. وبين بيبي والطيبي توجد الفجوة الحاسمة الوحيدة في السياسة الإسرائيلية. وبين بيبي وأيمن عودة يمر خط تقاطع الصهيونية، التي انقضى عهدها وأضرارها للصورة الأخلاقية لإسرائيل تتراكم بصورة جلية للعيان. وبين الليكود وبلد يقف مثل جرف صامد الاختيار بين التفوق اليهودي والمساواة.
في الفضاء بين الليكود والقائمة المشتركة يوجد فقط نسخ طبق الأصل شاحبة لنتنياهو أو عروض وهمية، التي استهدفت في الأساس إعطاء شعور بالراحة والتنور للناخبين، لكنها غير مختلفة أو أكثر ثورية فيما يتعلق بما يجب أن يحدث.
المصطلحات مختلفة وتنزلق في الحلق، لكنها خادعة: اليسار الصهيوني يضلل منذ مئة سنة. إسرائيل لن تكون مختلفة تحت قيادة أي منهم. فقط نحن سنحصل على المزيد من نفس الشيء: حياة أبدية على حد السيف، الخوف والتحريض، تجاهل الشعب الفلسطيني ونكبته، نزع إنسانيته وشيطنته، لعب دور الضحية والتمرغ في الماضي اليهودي الذي لن يكفيها في أي يوم من الأيام.
في الفضاء بين بيبي والطيبي يوجد حزب يوجد مستقبل وحزب العمل وحزب ميرتس.
شخص يساري لن يصوت لمتطرف قومي مثل لبيد، الذي يدافع عن الجيش الإسرائيلي بصورة عمياء وانغلاق محرج كآخر اليمينيين.
ميراف ميخائيلي تثير الكثر من التعاطف، وعن حق، لكن ليس حزبها الذي أسس الاحتلال هو الذي سيفعل شيئا حقيقيا من أجل إنهائه، حتى لو برئاستها. وحزب ميرتس الذي يعيش على أصداء الماضي مع وجود جنرال على قمته، يقول إن الجيش الإسرائيلي لم ينفذ في أي يوم جرائم حرب، ليس هناك لشخص يساري ما يبحث عنه في صفوفه.
لقد بقينا مع طيبي. طيبي أو بيبي. الخيار يجب أن يكون واضحاً.

عن "هآرتس"