الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل

حجم الخط

بقلم: يوني بن مناحيم

 


تخوض إسرائيل وإيران سراً حرباً سيبرانية ضد بعضهما، في إطار الصراع الدائر بينهما على المشروع النووي الإيراني. يقول خبراء سيبرانيون في إسرائيل، إن قدرات إسرائيل السيبرانية أعلى بكثير من قدرات إيران. وتقول مصادر سياسية في إسرائيل، إن الحرب السيبرانية تحولت إلى بديل عن استخدام سلاح تقليدي في الحرب بين إسرائيل وإيران.
في الأسبوع الماضي، أعلنت السلطات الفيدرالية في فلوريدا في الولايات المتحدة أنها أوقفت هجوماً سيبرانياً موجهاً ضد منشأة مياه للشرب في الولاية، واتضح لاحقاً أنها كانت محاولة لرفع مستوى المواد الكيميائية في المياه بهدف تسميمها. قبل نحو عام جرت محاولة مشابهة موجهة ضد إسرائيل، على ما يبدو كان ذلك هجوماً سيبرانياً إيرانياً للمس بمنشأة مياه في إسرائيل.
رئيس منظومة السايبر الوطنية، يغآل أونا، وصف حينها الهجوم بأنه ذو إمكانية تدميرية، وكان يمكن أن يتسبب بضرر كبير. وحالياً يفحصون في إسرائيل العلاقة بين الحادثتين. يتناول الفحص مسألة ما إذا كان الطرف الذي قام بالهجوم ضد منشآت في إسرائيل يقف هو نفسه وراء الهجوم في فلوريدا. في إسرائيل، لم يشيروا حينها إلى مَن يقف وراء الهجوم السيبراني، لكن شبكة «فوكس نيوز» الأميركية قالت، إن إيران هي المسؤولة عن الهجوم. في ذلك الحين، قال رئيس منظومة السايبر الوطنية: «ما جرى لا علاقة له بمجموعة سيبرانية إجرامية، أو بهجوم للحصول على فدية». بالاستناد إلى مصادر أجنبية، رداً على ذلك نفّذت إسرائيل في أيار هجوماً سيبرانياً على مرفأ بندر عباس في إيران أدى إلى تشويش في مجال الملاحة.
تقدّر مصادر أمنية رفيعة المستوى في إسرائيل أن الحرب السيبرانية ستزداد في السنة المقبلة في موازاة الصراع السياسي الإسرائيلي ضد الاتفاق النووي، ومحاولات إسرائيل منع التمركز العسكري لإيران و»حزب الله» في سورية. لقد تحولت الحرب السيبرانية إلى جزء لا يتجزأ مما يسمى في الجيش الإسرائيلي «المعركة بين الحروب». رئيس الحكومة قال، مؤخراً، إن «الهجمات السيبرانية الإيرانية هي أمر يومي»، وفي كانون الأول الماضي تطرق رئيس الأركان، أفيف كوخافي، إلى موضوع الحرب السيبرانية الهجومية للجيش الإسرائيلي في جبهات متعددة، وهذه مسألة اختار الجيش حتى الآن، عدم التطرق إليها بصورة علنية. وذكر رئيس الأركان بواسطة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن «مجال القتال الأهم الذي تغير هذه السنة هو المجال السيبراني، حيث نفذنا فيه عمليات هجومية كثيرة».
في السنوات الأخيرة، كان المجال السيبراني الهجومي تابعاً لمسؤولية شعبة الاستخبارات العسكرية، والمجال الدفاعي تابعاً لمسؤولية شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والدفاع في السايبر. حالياً تدرس قيادة الأركان العامة إقامة شعبة سيبرانية تُعنى بالدفاع والهجوم في هذا المجال.
للهجمات السيبرانية دور مهم في الردع الإسرائيلي إزاء إيران، التي تكتشف شيئاً فشيئاً القدرات الهجومية الإسرائيلية. بالاستناد إلى مصادر أمنية، تملك إسرائيل القدرة على القيام بهجمات سيبرانية على منشآت نووية لإيران، وعلى أهداف عسكرية ومدنية في وقت واحد. هذه الهجمات تجري دون أن تترك «توقيعاً»، وهي تُستخدم لممارسة ضغط على إيران بموازاة الضغط السياسي في موضوع الاتفاق النووي.
في تموز 2010 جرى تسريب فيروس «ستاكنسيت» إلى حواسيب منشآت نووية في بوشهر ونتانز، وفي تموز من هذه السنة حدث انفجار كبير دمر منشأة أجهزة طرد مركزي متطورة في نتانز. في البداية اعتقد الإيرانيون أن عبوة ناسفة كبيرة هي التي تسببت بالانفجار، لكنهم يدرسون، الآن، احتمال أن يكون الانفجار حدث إثر هجوم سيبراني إسرائيلي. خلال شباط 2020 تعرضت شبكة الإنترنت في إيران لهجمات سيبرانية كثيرة شلّت نحو 25% من نشاطها، وفي تقدير الإيرانيين أن إسرائيل تقف وراءها.
الإيرانيون أيضاً لم يقفوا مكتوفي الأيدي، وفي السنة الماضية هوجمت مئات المواقع الإسرائيلية على الإنترنت على يد قراصنة إيرانيين من أجل خلق إرباك وبلبلة في شبكة الإنترنت. يملك الإيرانيون قدرات سيبرانية جيدة جداً. إيران دولة متقدمة جداً في مجال التكنولوجيا وإسرائيل قلقة جداً من هذه القدرات، والتقدير هو أن الإيرانيين سيزيدون هجماتهم السيبرانية على بنى مدنية وخدمات حيوية في إسرائيل، مثل المياه والكهرباء، وسيحاولون المس بالاقتصاد الإسرائيلي، وفي وقت الحرب سيحاولون ضرب الجبهة الداخلية في إسرائيل بوساطة الهجمات السيبرانية.

عن «نيوز1»