شعث يتحدث عن الانتخابات وعلاقة حركة "فتح" مع الأسير البرغوثي والقيادي دحلان

شعث
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

تحدث مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، نبيل شعث، عن التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات الفلسطينية، وعلاقة حركة "فتح" مع كل من الأسير القائد في حركة فتح مروان البرغوثي، والقيادي النائب محمد دحلان.

وأكّد شعث، في تصريح لصحيفة "عربي 21، على أهمية إجراء الانتخابات الفلسطينية، مُشيرًا إلى أنّها مهمة جدًا لاستمرار السلطة الفلسطينية، وكذلك لاستمرار النضال الوطني الفلسطيني، ولتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وقال: "إنّ اللجوء للديمقراطية الفلسطينية يفتح الباب أمام جميع أبناء الشعب الفلسطيني وقواه السياسية المختلفة، للمشاركة في العملية الانتخابية بما يسمح لشعبنا أنّ يختار ويتخذ قراره فيمن يريد أن يمثله في المجلس التشريعي الجديد، الذي سيؤدي إلى تشكيل حكومة وقيادة فلسطينية جديدة". 

وفيما يتعلق بموقف حركة حماس، أوضح شعث أنه بعد موافقة حماس على إجراء الانتخابات العامة بالتتالي، التشريعي ومن ثم الرئاسة وبعدها المجلس الوطني، فإن الانتخابات تفتح الباب أمام إعادة بناء السلطة الوطنية على أسس ديمقراطية، وهذا أمر ملح وضروري في المرحلة الحالية، حيث إننا نواجه عدوًا إسرائيليًا مدعومًا بشكل كبير من قبل الحكومة الأمريكية، إضافة إلى قدر عال من الضعف العربي، الذي تميز بالاستكانة لضغوط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالتطبيع مع إسرائيل.

وشدّد على أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم في الوقت الحالي بأسوأ مما قام به منذ عام 1948؛ من الاستيطان وتدمير البيوت الفلسطينية، وقتل واعتقال الفلسطينيين وحصارهم، ورغم كل هذه الانتهاكات، تذهب بعض الدول العربية للتطبيع مع تل أبيب دون أن تقدم أدنى شيء لشعبنا الفلسطيني أو حتى لأمتنا العربية".

وأشار إلى أنّ الانتخابات القادمة تمثل حجر أساس في بناء الوضع الفلسطيني والوحدة الفلسطينية الداخلية، وأيضا بناء قدرتنا على مواجهة "إسرائيل".

أما عن التحديات والمعيقات التي تواجه العملية الديمقراطية الفلسطينية، قال شعث: "حتى الآن لم نر أي معوقات من حماس، والمعوقات الأساسية هي من قبل إسرائيل، ونحن سنستخدم كافة الضغوط للسماح لأبناء شعبنا في القدس وفي كل مكان آخر من أجل التصويت بحرية في هذه الانتخابات؛ سواء التشريعية أو الرئاسية أو لاستكمال أعضاء المجلس الوطني". 

وردًا على سؤال "كيف يمكن ضمان نزاهة العملية الانتخابية خاصة بعد حاثة تزوير والتلاعب بأماكن سكن بعض المقترعين بالضفة؟"، ذكر شعث أن "السلطة قامت وستقوم بكل ما هو ممكن لحماية العملية الانتخابية، كما أننا نسعى إلى تجميع عدد كبير من المراقبين؛ العرب والدوليين، كي يسهموا أيضا في التأكد من تحقيق كل الشروط اللازمة لضمان انتخابات ديمقراطية وصحيحة". 

وحول إمكانية مساهمة الانتخابات في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لفت شعث، إلى أن "جهود تحقيق المصالحة متواصلة من قبل الإعلان عن إجراء الانتخابات، وكانت هناك لقاءات مع قيادة حماس في قطر وتركيا والقاهرة والأردن، وأماكن أخرى عديدة، شارك فيها أيضا قيادات فصائلية أخرى ومستقلين". 

وتابع: "التواصل مستمر، وآخر ذلك كان اجتماع القاهرة الهام، وعليه فإن العمل على تحقيق الوحدة بدأ قبل الانتخابات وسيستمر أثناء الانتخابات، ونتيجة للانتخابات ستتحقق فرصة ديمقراطية لأبناء شعبنا لاختيار قياداته.. وعندما يتحقق ذلك ويتم تشكيل حكومة على أسس ائتلافية وحدوية تعكس نتائج الانتخابات، فسيسهم هذا في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية". 

وتعقيبًا على سؤال آخر حول "ما الذي يجري داخل فتح، في ظل عزم الأسير القائد مروان البرغوثي على الترشح للرئاسة ووجود تيار للقيادي في الحركة محمد دحلان"، أجاب شعث بأن حركة فتح تنظيم شعبي مناضل، قاد العمل الفلسطيني مدة طويلة، وفي داخله دائما حرية أكبر للنقاش واتخاذ قرارات قد لا تكون جميعها تنسجم مع ما تريده القيادة، وهذا أمر جيد، لأنه يتيح فرصة للتعددية.

وقال: "أعتقد أن الأخ مروان يمكن أن يرشح نفسه، كما أنه يمكن لأي شخص أن يرشح نفسه للرئاسة أو للتشريعي، وأنا لا أري في هذا التوجه خطأ، ولكن من المهم أن تكون العملية الانتخابية ديمقراطية سليمة تحت رعاية دولية كافية، وهذا يحقق للناس الضمانة، أن شعبنا هو من سيقرر". 

وعند السؤال "هل يُفهم من ذلك، أنه يمكن أن تشارك فتح بأكثر من قائمة انتخابية؟"، رد شعث: "يمكن ذلك، ولكن هناك قائمة رسمية واحدة، وهناك مرشحون رسميون ضمن هذه القائمة، يعكسون نتائج لقاءات طويلة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري وأيضا في المجلس الاستشاري وفي كافة المحافل التنظيمية التابعة لـ فتح، ولكن من الممكن بعد كل هذا أن يفكر البعض في أمر مختلف، ولكنني أعتقد أن الإطار الرسمي لـ فتح هو من سيفوز". 

وتساءلت "عربي21": "هل يمكن جمع تيارات فتح في قائمة واحدة، بما فيها تيار دحلان والبرغوثي؟"، فأوضح شعث أن "تيار البرغوثي داخل الإطار، أما تيار دحلان فخارج الإطار، هناك فرق بين الاثنين، ويجب عدم الخلط، فالبرغوثي ما زال جزءًا من هذا الإطار ونحن على اتصال به بشكل دائم"- على حد تعبيره-

وبشأن إمكانية ضم تيار دحلان لقائمة "فتح" الرسمية، قال شعث في نهاية حواره مع "عربي21": "أشك جداً، لمعرفتي بصعوبة ذلك". 

يُذكر أنه تجري في الأراضي الفلسطينية، التحضيرات لإجراء الانتخابات الفلسطينية العامة التي بحسب المرسوم الصادر عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في 15 كانون الثاني/ يناير 2021، ستجرى انتخابات المجلس التشريعي في 22 أيار/ مايو 2021، والرئاسية في 31 تموز/ يوليو 2021، على أن تستكمل المرحلة الثالثة الخاصة بالمجلس الوطني الفلسطيني، التي تعد نتائج انتخابات التشريعي هي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس يوم 31 آب/ أغسطس 2021.