بصراحة... حول مشاركة "اليسار الفلسطيني" في الانتخابات القادمة؟!

حجم الخط

بقلم: محمد النوباني

 

طالما أن اليسار الفلسطيني التقليدي هو جزء من منظمة التحرير الفلسطينية وبعض فصائله مشارك في السلطة وكله يتلقى مخصصاته من الصندوق القومي الفلسطيني أو من جهات تمويل غربية (ان جي اوز) فهو جزء من منظومة آوسلو ويتحمل قسطاً من المسؤولية عن حالة التردي والانهيار التي وصلنا إليها حتى لو ادعى بعض اقطابه بأنهم معارضة.

هذا اليسار لم يعد ثوريا، رغم وجود تاريخ مشرف وشهداء وأسرى وعناصر مناضلة محترمة لا احد يستطبع ان يزاود عليها او ينتقص من قيمة ما قدمته، بل بات مدجناً بالمعنى الحرفي للكلمة، ولا يستطيع ان يتخذ مواقف او ينتهج سياسات تغضب اولي الأمر لانه لو فعل ذلك سوف يفقد مصدر التمويل ويذهب بمتفرغيه إلى البيت ويحل نفسه.

وبما أن الوزن الجماهيري لليسار بمختلف فصائله محدود جداً فإنه حتى لو شكل قائمة موحدة لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة فإنه لن يحصل سوى على عدد محدود جداً من المقاعد التي لن تؤهله للعب اي دور مؤثر في الحياة السياسية الفلسطينية ولكنها بألتأكيد سوف تساعد على شرعنة ما هو قائم.

وعليه فإن من يبيع الأوهام بأن مشاركة "اليسار" في الانتخابات التشربعية والرئاسية القادمة سوف تؤدي ربما إلى إحداث تغيير ايجابي في الواقع المأساوي الراهن فهو مخطيء ولا يعي ما يدور حوله.

فهكذا يسار وإن ادعى بأنه معارض فهو مثل المعارضة التقليدية التي كانت في روسيا القيصرية قبل انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية فيها عام ١٩١٧ من القرن الماضي، معارضة للقيصر وليست معارضة ضد القيصر .

وآسف سلفاً إن كنت بكلامي هذا قد اثرت غضب من يتضايقون من قول الحقيقة أو يعتبرون النقد تجريحاً فالحقيقة دائماً مرة والنقد البناء ليس تجريحاً ، والسياسة كما الطبيعة لا تحب الفراغ ولا تطيقه!