يتصدر نبأ الإعلان عن نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، عناوين كافة المواقع والصحف العبرية والمحلية والدولية، لاسيما وأن الحديث يدور حول تقدم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بنسبة كبيرة من التصويت مقارنة بباقي الأحزاب الإسرائيلية، في ظل حالة من الشك فيما كانت هذه الأصوات حقيقية أم لا.
ومع تدفق النتائج من كل أرجاء دولة الاحتلال إلى لجنة الانتخابات المركزية يتم فحصها والتحقق منها قبل نشرها كنتائج مرحلية غير رسمية إلى أن يتم جمع نتائج كافة الصناديق في البلد لتحديد النتيجة النهائية، وبعد إخضاعها للفحص من قبل مختصي لجنة الانتخابات المركزية يتم الإعلان عنها رسميا من خلال تسليمها لرئيس الدولة في غضون سبعة أيام من يوم إجرائها وفقا للقانون.
نتنياهو يتصدر بـ57 مقعداً
في صبيحة اليوم الأربعاء، كشفت النتائج الأولية لانتخابات الكنيست “الإسرائيلية” الـ24 بعد فرز 80% من الأصوات، عن حصول المعسكر الداعم لرئيس لحكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو على 57 مقعداً، بينما المعسكر المناوئ لنتنياهو حصل 59 مقعداً، فيما حصل حزب “يمنيا” على 7 مقاعد، والقائمة المشتركة 6 مقاعد، والقائمة الموحدة 4 مقاعد.
وبحسب النتائج المرحلية الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية، فقد حصل حزب الليكود على 31 مقعداً، “يش عتيد” 18 مقعداً، شاس 9 مقاعد، “يهدوت هتوراة” 8 مقاعد، “أزرق أبيض” 8 مقاعد، حزب العمل 8 مقاعد، “يمينا” 7 مقاعد، “يسرائيل بيتنو” 7 مقاعد، المشتركة 6 مقاعد، الصهيونية الدينية 6 مقاعد، “تكفا حداشا” 6 مقاعد، “ميرتس” 6 مقاعد والقائمة الموحدة تحت نسبة الحسم.
كما وتم فرز 3.1 مليون من الأصوات الحقيقة من أصل 4.4 مليوناً من أصحاب حق الاقتراع الذين شاركوا بالانتخابات، علماً أنّ النسبة العامة للمشاركة بالانتخابات بلغت 67.2%.
سيناريو نتنياهو
تأتي هذه النتائج الأولية والمرحلية للانتخابات خلافاً لنتائج العينات الانتخابية التي بثتها القنوات الإسرائيلية، التي أظهرت هيمنة أحزاب اليمين لكن دون حسم بشأن الائتلاف الحكومي، بحيث أنّ النتائج الحقيقة المرحلية تظهر إمكانية أنّ يشكل نتنياهو حكومة يمين فاشي ضيقة (61 من أعضاء الكنيست) بحال أنضم لحكومته حزب “يمينا”.
وتظهر النتائج المرحلية تعزز السيناريو الذي سيمكن نتنياهو من تشكيل حكومة يمين فاشي تعتمد على 61 من أعضاء الكنيست بحال أنضم “يمينا” للائتلاف الحكومي، فيما سيشكل المعسكر المعارض لتشكيل نتنياهو الحكومة 59 من أعضاء الكنيست.
عباس منصور يتحدث
خرج رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس عن صمته بعدما تجاوز حزبه نسبة الحسم، في الانتخابات الإسرائيلية، بالقول:" لن أكون في جيب أي من الأطراف، مُؤكّداً على عدم وجود حالياً اتصالات مع أي من الأحزاب الأخرى".
وبنظره يجب على كل من يريد منع إجراء انتخابات خامسة أنّ يتواصل معنا، ونحن مستعدون للاتصال بالطرفين، ومع أي شخص يريد تشكيل حكومة ويعتبر نفسه رئيس وزراء المستقبل.
فيما كان لميكي زوهار من حزب “الليكود” رأي أخر، ألا وهو أنّ حزبه لن يشكل حكومة تعتمد على عباس، مشيرًا إلى أنّ هناك تفاؤل اتجاه الوصول لكتلة يمينية خالصة تعمل على تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد.
قيادي فلسطيني يعلق
فور إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية، خرجت تعليقات كثيرة عليها لعل من أبرزها تعقيب الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، بأنها أظهرت هيمنة كاملة لليمين العنصري المتطرف، ومناصري نظام (الأبرتهايد) المفروض ضد الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحٍ صحفي له رأى أنّ أنصار العنصرية موجودون في معسكر نتنياهو، وفي المعسكر المعارض لنتنياهو مثل ساعر وليبرمان ونفتالي بينت، وهم جميعاً معادون للسلام، وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأوضح البرغوثي أنّ نتائج الانتخابات الإسرائيلية، تظهر انعدام أي فرص لمفاوضات مجدية مع الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وأننا لسنا في مرحلة حل مع الحركة "الصهيونية، بل في مرحلة نضال وكفاح.
الرباعية تدعو لاستئناف مفاوضات السلام
لعل هذا اليوم مليئ بزخم الأحداث خاصة التي تتعلق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث وبالتزامن مع إعلان النتائج الأولية لانتخابات الكنيست، دعت اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط، في ختام أول اجتماع لها منذ تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن مهامه قبل شهرين إلى استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبحسب بيان صادر عنها، أن مبعوثي الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتّحدة) عقدوا اجتماعاً افتراضياً للبحث في سبل "العودة إلى مفاوضات هادفة تؤدّي إلى حلّ الدولتين"، مؤكداً على أنّ المجتمعين دعوا الطرفين إلى "تجنّب أيّ عمل أحاديّ الجانب من شأنه أن يعقّد تنفيذ حلّ الدولتين"، في إشارة إلى التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلّتين والمحاولات التي تبذلها الدولة العبرية لضمّ أجزاء من الضفّة.
ويعتبر هذا الاجتماع هو الأول للوسطاء الأربعة منذ سبتمبر 2018، بعد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأن يجتمع الرباعي إثر وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، إذا من سيفوز بالكنيست وهل ستستأنف المفاوضات وما هي انعكاساتها، أسئلة تجيب عليه الأيام المقبلة.