صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم السبت ، إن "جيشا إرهابيا، تابعا لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قام بارتكاب ما أسماه بـ"العمل الحربي" في اعتداءات باريس مساء الجمعة، مشيرا إلى أنه تم التخطيط والترتيب للهجمات من الخارج بمساعدة من داخل فرنسا، فيما أعلن التنظيم مسؤوليته عن الاعتداءات، وأكدت الشرطة الفرنسية أنها عثرت على جواز سفر سوري بجانب جثة أحد المهاجمين.
هولاند، من قصر الإليزيه أعلن الحداد الوطني في فرنسا على ضحايا الحادث لمدة 3 أيام، إلى جانب حالة الطوارىء في البلاد.
وأضاف أنه سيتحدث إلى البرلمان يوم الاثنين في اجتماع طاريء، مطالبا شعبه بالهدوء وتضميد الجراح.
تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في بيان رسمي له تداولته حسابات تابعة له على تويتر، السبت، قال "قام 8 إخوة ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا منها ملعب (دي فرانس) أثناء مباراة فريقي ألمانيا وفرنسا، ومركز (باتاكلون) للمؤتمرات، وأهدافا أخرى."
وقال داعش إن فرنسا ستكون على رأس أهدافه مادامت تواصل سياساتها، وإن "هذه الغزوة أول الغيث وإنذار لمن أراد أن يعتبر".
وقال التنظيم "ولتعلم فرنسا ومن يسير على دربها أنهم سيبقون على رأس قائمة أهداف الدولة الإسلامية، وأن رائحة الموت لن تفارق أنوفهم ما داموا قد تصدروا ركب الحملة الصليبية، وتجرأوا على سب نبينا صلى الله عليه وسلم، وتفاخروا بحرب الإسلام في فرنسا وضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم."
التنظيم بث في وقت سابق السبت فيديو لا يحمل تاريخا يهدد فيه بمهاجمة فرنسا إذا استمر استهداف مقاتليه بالقصف، وذلك بعد يوم من هجمات باريس التي أوقعت 128 قتيلا على الأقل.
جاء التهديد على لسان أحد عناصر التنظيم والذي دعا مسلمي فرنسا لتنفيذ هجمات في الفيديو الذي بثه (مركز الحياة) ذراع الإعلام الخارجي بالتنظيم.
وقال "ما دمتم تقصفون لن تعرفوا الأمان وستخافون من مجرد الخروج إلى الأسواق."
وقتل ما لا يقل عن 128 شخصاً وأصيب 180 بجروح بينهم 80 في حال حرجة في الاعتداءات التي ضربت باريس الجمعة، بحسب ما اكدت الشرطة لوكالة فرانس برس.
كما قتل 8 مهاجمين على الأقل بينهم 7 فجروا أنفسهم وكانوا جميعهم يضعون أحزمة ناسفة.
واستهدفت باريس مساء الجمعة "اعتداءات إرهابية غير مسبوقة" تخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص، ما دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى اعلان حال الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من فيينا السبت قبل مؤتمر بحث الأزمة السورية إلى "تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب".
ولم يمر الكثير من الوقت حتى أعلنت فرنسا وقف تأشيرة "شنغن"، التى تسمح لجميع حامليها بالتنقل بين الدول الأوروبية، والسماح لمواطنى الدول الأوروبية فقط بالسفر إلى باريس، وذلك حسب ما أفادت فضائية "سكاي نيوز" في خبر عاجل، السبت.
وفي ردود أفعالهم حول الحادث طالب سياسيون فرنسيون بفرض الإقامة الجبرية على ٤ آلاف مشتبه به في فرنسا.
كما بدأت دعوات على الشبكات الاجتماعية الغربية تطالب بطرد المهاجرين من فرنسا وأوروبا.
التعليقات جاءت متفاوتة، ففي حين أرجع البعض أسباب الحادث إلى فتح فرنسا أبوابها للاجئين، قال آخرون إن هذا ليس صحيحاً، وإن اللاجئين يهربون من أمثال مرتكبي تلك العمليات، كما أن فرنسا لم تستقبل الأعداد التي استقبلتها الدول الأخرى كألمانيا.