إسرائيل، ابنة الـ 73 عاماً، لا تزال بعيدة جداً عن الاستقلال!

حجم الخط

بقلم: نحاميا شترسلر

 



عشية يوم ذكرى الاستقلال، سيلقي بنيامين نتنياهو خطاباً. والمجهول الكبير هو، هل سينجح في تحطيم الرقم القياسي للعار الذي وضعه في خطابه السابق عشية يوم الكارثة؟
كان الخطاب خطاباً لمن يعتبر نفسه مركز العالم. الشمس التي توفر لنا الضوء والحياة، أما الكارثة فدفع بها الى الزاوية، وتحدث بالاساس عن نفسه. وقد تحدث مرة اخرى، للمرة الألف، عن اللقاح الذي أحضره، وعن اتفاقات السلام التي صنعها، وكيف تحدث مع البرت بوريلا. السؤال هو هل في هذا المساء (أمس) سيحول ايضا الـ 24 ألفاً من للذين سقطوا في معارك إسرائيل الى لاعبين ثانويين صغار في العرض الكبير الذي سيقدمه؟
في الخطاب عشية يوم الكارثة لم ينس موضوع إيران وقال: «الاتفاق مع إيران لن يلزم إسرائيل». ولكن في النقاشات حول الموضوع مع وزير الدفاع الأميركي، لويد اوستن، فهم أنه ليس هو من يقرر. العالم لا يدور حوله. وادرك أن الأميركيين يعارضون نشاطات إسرائيل ضد إيران. هم يعتبرونها تخريبا للمفاوضات غير المباشرة التي يقومون باجرائها مع إيران بهدف العودة الى الاتفاق النووي. لا يهم ادارة بايدن أن بيبي يعارض الاتفاق ورفع العقوبات عن إيران ويريد أن يمنع إيران من تطوير صواريخ بعيدة المدى. بايدن ببساطة لا يحسب له حساباً في كل ما يتعلق بإيران. هو يريد العودة الى الاتفاق القديم حتى بثمن رفع العقوبات، وبيبي لا ينجح في اقناعه بخطورة هذا على إسرائيل وعلى العالم.
ايضا التسريبات لوسائل الاعلام عن عمليات مهاجمة نتانز تمس بمصالح إسرائيل. ليس من الحكمة ادخال اليد الى عين إيران من اجل أن يضطروا الى الرد. الحكمة الحقيقية هي ابقاء هذه العمليات في الظلام من اجل أن تسمح للإيرانيين بالبقاء في مجال الانكار وعدم الرد. الآن الإيرانيون مضطرون ايضا الى التحقيق في الحادثة بصورة عميقة، الامر الذي سيصعب اكثر تنفيذ عملية مشابهة في المستقبل.
يجب الادراك ايضا بأن هذه العمليات لن توقف إيران، بل هي ستؤخر وستضر، ولكن ليس أكثر من ذلك. أي أنه عشية عيد الاستقلال الـ 73 بقينا الدولة الوحيدة في العالم المهددة بالتدمير، وهذا هو الفشل الذريع لبيبي.
عشية عيد الاستقلال يجدر ايضا الادراك كم نحن نعتمد على الولايات المتحدة. فهي التي تعطينا التفوق العسكري، والطائرات المتقدمة جدا، ومحركات دبابة المركباه والتمويل لـ «القبة الحديدية» وصواريخ الحيتس. هي التي تزودنا كل سنة بأنظمة سلاح بمبلغ 3.5 مليار دولار، وتعاون في مواضيع المخابرات والعلوم.
نعتمد على الولايات المتحدة ايضا في المجال الاقتصادي. وليس صدفة أنهم لم يخفضوا تصنيف الائتمان لنا، رغم الارتفاع السريع في العجز والديون، في الوقت الذي لا يوجد عندنا حكومة عاملة ولا توجد ميزانية أو أي برنامج لتقليص الدين. لم ينخفض التصنيف لأن الجميع يعرفون أن الولايات المتحدة تقف وراءنا. الجميع يذكرون ايضا أنه في مرات سابقة، عندما تعرضنا لازمات اقتصادية حصلنا دائما على المساعدة من العم سام على شكل هبات أو قروض، وهي حقيقة تمنح من يستثمرون في ارجاء العالم الهدوء النفسي لمواصلة تقديم الائتمان لحكومة إسرائيل.
اضافة الى ذلك، الامكانية الكامنة في الفيتو الأميركي هي التي تمنع مجلس الامن من أن يفرض علينا عقوبات اقتصادية تؤدي الى الشلل في اعقاب السياسة في «المناطق»، حيث إن 30 في المئة من الناتج لدينا مخصص للتصدير. لذلك، مقاطعة البضائع القادمة من إسرائيل هي سم قاتل للاقتصاد. مع ذلك، تجدر الاشارة الى أنه توجد بوادر لمقاطعة كهذه على شكل مبادرة للاتحاد الاوروبي بوسم أي منتج يأتي من المستوطنات.
أي أنه بالضبط في النقاط التي يتفاخر فيها بيبي، إيران والاقتصاد، فان الواقع معاكس. فهو لم ينجح في القضاء على المشروع النووي الإيراني، ولم يوصلنا الى الاستقلال الاقتصادي. ورغم أننا سنحتفل بعيد الاستقلال الـ 73 إلا أننا ما زلنا بعيدين جدا عن الاستقلال الحقيقي، ومن غير المهم أي أساطير وتبجح ورموز ضارة عن العملية في إيران سيخبرنا بها بيبي.

عن «هآرتس»