يوافق يوم الجمعة 16 أبريل، الذكرى الـ 33 لاستشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" نائب القائد العام لقوات الثورة.
واغتاله "الموساد" الإسرائيلي في بيته في تونس، بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، حيث نفذ أفراد الجهاز عملية اغتيال "أبو جهاد" في منزله بضاحية سيدي بوسعيد شمالي العاصمة التونسية في تاريخ 16 أبريل عام 1988 قرابة الساعة الثانية فجرًا.
وتمت عملية إنزال ليلة الاغتيال لـ 20 عنصرًا مدربًا من وحدة "سيريت ميتكال" من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاج في تونس، وبعد مجيئه إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار.
وتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله فقتلت الحراس وتوجهت إلى غرفته وأطلقت عليه الرصاص من مسافة كبيرة وبوجود زوجته وابنه نضال، واستقرت به 70 رصاصة فاستشهد فورًا، واغتيل الوزير على يد فريق من الكوماندوز الإسرائيلي-وحدة خاصة، التي أبحرت بحسب ما أعلن بقارب من "إسرائيل"، وبدعم على الشواطئ من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، وباستخدام بطاقات هوية لصيادين لبنانيين خطفوا للوصول لوسيلة للدخول لمجمع منظمة التحرير.
وتتهم "إسرائيل" الوزير آنذاك بتصعيد عنف الانتفاضة، التي كانت أحداثها تدور وقت اغتياله، وتحديدًا أنه كان يعتقد أنه مهندس الهجوم الثلاثي على مجمع تجاري، وتحمله المسؤولية عن أسر 8 جنود إسرائيليين في لبنان ومبادلتهم بـ 5000 معتقل لبناني وفلسطيني، و100 من معتقلي الداخل، عام 1982، ووضع خطة اقتحام وتفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي بصور، وعملية مفاعل ديمونة عام 1988.
والوزير الذي دُفن في 20 نيسان 1988 بدمشق بمسيرة حاشدة، هو أحد مؤسسي حركة فتح، والملقب أيضًا بأمير الشهداء، وتقلد عديد المناصب أبرزها عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير.
وخطط لعديد العمليات العسكرية وأبرزها فندق (سافوي) في "تل أبيب" وقتل 10 إسرائيليين عام 1975، وعملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975، وكذلك عملية قتل "ألبرت ليفي" كبير خبراء المتفجرات ومساعده بنابلس عام 1976، إضافة إلى عملية دلال المغربي التي قتل فيها 37 إسرائيليًا عام 1978، وعملية قصف ميناء ايلات عام 1979، وقصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981.
وشارك في حرب 1967 ووجه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي بالجليل الأعلى، وتولى المسؤولية عن القطاع الغربي بفتح، الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة، وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة ما بين 1976– 1982 عكف على تطوير القدرات القتالية، كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982 والتي استمرت 88 يومًا إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
وبعد حصار بيروت عام 1982، عاد الوزير مع رفيق دربه الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى طرابلس، ثم إلى تونس حيث مقر المنظمة وإقامة أسرته، وبات الوزير دائم التجوال بين العواصم العربية للوقوف عن كثب على أحوال القوات الفلسطينية المنتشرة، وكان من عادته لا يمكث بتونس بين أهله سوى بضعة أيام، لكنه مكث 15يومًا بزيارته الأخيرة لها ربيع 1988.