ستتصاعد الهبة وتمتد للأراضي الفلسطينية

مراقبون لـ"خبر": خياران أحلاهما مر أمام "إسرائيل" فإما الرضوخ أو تصاعد الهبة الشعبية

الهبة الشعبية في القدس
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

أيام حاسمة تنتظر المحطة الأولى للعملية الانتخابية "الانتخابات التشريعية" مع امتناع دولة الاحتلال الإسرائيلي عن الرد على القيادة الفلسطينية بشأن إجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة، التي تُمثل عاصمة النضال الوطني الفلسطيني، ومع اقتراب بدء الحملات الانتخابية للقوائم كما هو مقرر في الـ30 من إبريل الجاري، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن خيارات القيادة الفلسطينية في ضوء الهبة الشعبية بمدينة القدس؟ وهل تستفيد منها للضغط على "إسرائيل" لإرغامها على إجراء الانتخابات؟ أم تذهب إلى خيار التأجيل في ظل تسريبات تُفيد برفض "إسرائيل" إجرائها في المدينة المقدسة؟.

لن تتراجع الهبة إلا إذا حققت أهدافها

الخبير في الشأن الفلسطيني والكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، رأى أنّ حركة فتح هي التي تتصدر الهبة وهي التي تقودها من موقع إجبار "الإسرائيليين" على الرضوخ للمطالب الفلسطينية بإجراء الانتخابات في المدينة المقدسة.

واعتقد سويلم خلال حديثٍ خاص بوكالة "خبر" أنّ القيادة الفلسطينية لن تذهب لتهدئة الأوضاع في القدس إلا إذا رضخت "إسرائيل" لإجراء الانتخابات في القدس وليس قبل ذلك؛ وبالتالي فإنّ "الهبة" ستمتد وتتصاعد حتى تحقق أهدافها، ولن تتراجع مثل "معركة البوابات" في العام 2017.

وتشهد مدينة القدس مُنذ عدة أيام مواجهات عنيفة بين المقدسيين وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" والمستوطنين؛ بسبب تضييق الاحتلال على المصلين وتحريضات جماعات متطرفة استيطانية على قتل الشبان المقدسيين.

ورجح سويلم، عدم ذهاب القيادات الفلسطينية إلى تأجيل الانتخابات، إلا إذا أُجبروا على ذلك بسبب عدم تمكنهم من إجراء الانتخابات في القدس وسيكون ذلك بقرار وطني شامل؛ مُستدركًا: "لكنهم سيحاولون فرضها بكل السبل والوسائل".

ومن المقرر أنّ تجري الانتخابات التشريعية في الـ22 مايو المقبل؛ لكن "إسرائيل" لم تُعطي جوابًا بالسماح بها في القدس حتى اللحظة وسط تسريبات عن رفض إجراءها.

وتضمنت اتفاقية المرحلة الانتقالية "أوسلو" المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل" والموقعة بواشنطن في 28 سبتمبر/أيلول 1995، مُلحقاً خاصاً يتعلق بالانتخابات الفلسطينية.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب: "إنّ ما جرى وما يزال يجري في مدينة القدس يجب وبالضرورة أنّ يُشجع القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية على المضي قُدمًا في العملية الانتخابية، وتحويل ما يجري في مدينة القدس كمعيار على ضرورة أنّ تكون العاصمة الفلسطينية في جوهر العملية الانتخابية".

وتابع حبيب في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "حتى لو وضعت دولة الاحتلال العديد من العقبات أمام هذه العملية؛ فإنّ ما يجري من بطولة في التصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين في القدس، يُقنع الجمهور الفلسطيني بأنّ الأحداث الراهنة بمثابة عملية تصويت لصالح الشعب الفلسطيني وقدرته على منع دولة الاحتلال من عرقلة القرار الفلسطيني بالتوجه نحو انتخابات".

أما الكاتب أحمد رفيق عوض، فقد بيّن أنّ قرار التأجيل مطروح وقرار الذهاب للانتخابات مطروح أيضاً، وبالتالي المسألة مرتبطة بالضغط الدبلوماسي والسياسي والميداني على "إسرائيل" وتدخل القوى الدولية المختلفة، لكنّ حتى اللحظة لا يوجد قرار نهائي بالتأجيل.

انتخابات على الطريق المقدسية

وبالحديث عن استفادة القيادة الفلسطينية من الهبة الشعبية للضغط على الاحتلال لإجراء الانتخابات في القدس، قال عوض: "إنّ ما يجري في القدس يُرسل رسالة لإسرائيل بأنّها ليست صاحبة السيادة، وأنّ المقدسيين ليسوا رعاياها؛ وبالتالي كل ما يجري يصب في مصلحة الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية".

وأضاف عوض في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "بمعنى أنّ إسرائيل لا تستطيع فرض شروطها، والضغط الميداني يُساهم في التوصل إلى تسوية لإجراء الانتخابات إلى جانب الجهد الدبلوماسي والسياسي".

من جانبه، رأى حبيب أنّ ما يجري الآن عبارة عن عملية انتخابية يُشارك فيها الفلسطينيين بطريقة مختلفة وهي التصدي للمستوطنين.

واعتبر سويلم، أنّ "الهبة" تُرسل رسائل للإسرائيليين مفادها أنّه "سيتم فرض إجراء الانتخابات من داخل المدينة وعبر حراك شعبي بالإضافة للجهد السياسي والدبلوماسي".

تسوية لإجراء الانتخابات في القدس

وفي رده على سؤال حول إمكانية رضوخ "إسرائيل" لإجراء الانتخابات في القدس في ضوء الهبة، قال سويلم: "إنّ إسرائيل بين خيارين أحلاهما مر، فإنّ رضخت سيكون لذلك انعكاسات كبيرة جداً ضد توجهات اليمين الذي يُؤمن بالسيادة الإسرائيلية الكاملة والموحدة على القدس".

وأردف: "وإذا عاندت إسرائيل ستجد مزيدًا من الحراك الشعبي وحرجًا من الدول العربية والإقليمية والاتحاد الأوروبي؛ وبالتالي ستقوم باحتوائها وقمعها"، مُوضحاً أنّه ليس مستبعدًا أنّ تُناشد القيادة الفلسطينية لطلب التهدئة.

كما رجَّح حبيب، أنّ تمتنع "إسرائيل" عن الموافقة على ضوء ما يجري في مدينة القدس من تحدي للمستوطنين وأيضاً بسبب الخشية من نتائج الانتخابات؛ مُردفاً: "لكن هذا لا يجب أنّ يُشكل أي ذريعة للقيادة الفلسطينية باللجوء إلى إلغاء أو تأجيل الانتخابات".

أما عوض فقد رأى، أنّ "إسرائيل" ستسمح بإجراء الانتخابات في القدس بضغط سياسي ودبلوماسي من أطراف عربية وإقليمية وبضغط ميداني؛ وذلك ضمن تسوية مع السلطة الفلسطينية.