المؤتمر السابع وعودة النائب

محللون يعتبرون تصريحات "دحلان" اعتذار ضمني والرد عليها كان عنيفاً مستهجنا

1395152393
حجم الخط

في الوقت الذي تتصدر فيه الهبة الجماهرية هم الشارع الفلسطيني بأكمله ،لاتزال أصداء الصلح داخل البيت الفتحاوي-الفتحاوي الذي ترعاه مصر، تشغل شريحة كبيرة منه ، وبخاصة الفتحاوي، وكذلك تأجيل عقد حركة فتح لمؤتمرها السابع، رغم الحاجة الملحة لعقده في هذه الفترة المصيرية للقضية الفلسطينية من جهة، ومستقبل حركة فتح من جهة أخرى بأن الحركة تحيا "صراع داخلي" يقودها للهروب من عقده في موعده المحدد والاستمرار بسياسة الأمر الواقع حسب محللين .

فتح بين الحرك المصري ومؤتمرها

يقول "ناجي شراب " أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة في اتصال هاتفي "لوكالة خبر الفلسطينية للصحافة " حول الجهود المصرية المبذولة لعقد صلح داخل البيت الفتحاوي "بأن التصريحات التي أدلى بها النائب، محمد دحلان، والتي  تتضمن" اعتذار ضمني "  جاءت عقب مطلب مصري باتفاق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ".

ويتابع  أن عنف التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المتحدث باسم حركة فتح "أحمد عساف" وعضو المجلس الثوري للحركة "محمود العالول " تعكس عمق الخلافات والمخاوف من نفوذ دحلان داخل الحركة .

ويتسأل شراب لما هذا العنف في الرد على تصريحات دحلان بقوله "الرجل يقول أنه مستعد للمصالحة والحوار وطي صفحة الماضي والبدء من جديد ".

ويري أنه من الأجدر بمن يدلي بتصريحات بهذا القدر من العنف والتطرف والرافض للمصالحة داخل الحركة ان يصمت لأنه لا يتكلم باسمه كفرد أو شخص مستقل إنما يتكلم باسم حركة بأكملها.

ويشدد أن" أحد الأسباب لردة الفعل تلك هو أن هناك احساس وإدراك أن لجناح محمد دحلان ما يكفي من القوة داخل مؤسسات حركة فتح بما يمكنه من سحب البساط من تحت هؤلاء الرافضين لعودته للحركة ".

من جهته يقول أكرم عطاالله  في اتصال هاتفي مع "وكالة خبر الفلسطينية للصحافة" أن" الورقة المصرية التي تبددت في الآونة الأخيرة في تحقيق الصلح بين الرئيس محمود عباس والنائب محمد دحلان، ربما تستدعي نوع من الانتظار إذا ما كانت ستسفر هذه الرغبة المصرية، عن اتفاق بين الرجلين".

وتابع أنه "إذا ما تم عقد الاتفاق فأنه سيتم إعادة النظر في كل تركيبة المؤتمر السابع السابقة، لأنه تم تركيبها بما يضمن انعدام وجود نفوذ لدحلان وأعوانه الذين سيشاركون في انتخاب الهيئة القيادية للحركة".

أزمة قيادة

يقول ناجي شراب حول أسباب تأجيل عقد فتح لمؤتمرها السابع وارتباطه بترتب البيت الفتحاوي أن" هناك خلافات عميقة داخل مؤسسات  الحركة التي تشمل (المجلس الثوري واللجنة المركزية والمجلس الاستشاري )". ويري شراب أن "أزمة القيادة  تسيطر على كافة المؤسسات السيادية للحركة."

واكد أن من سيخلف عباس يعد واحد من اسباب ترهل الحركة موضحاً ذلك بالقول بأن  العسكرين والثوريين، يرون أنهم الأجدر والأحق بخلافة لحركة بعد عباس، من صائب عريقات .

ويوضح أن الفشل في تحديد الخيار السياسي للحركة، بين الفعل المقاوم بالمعني العسكري المسلح الذي تتباه كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح في كافة الأراضي الفلسطينية، وبين الفعل الا مقاوم بالمعني المقاومة المدينة الذي يتبناه الرئيس عباس عبر دعواته لعدم عسكرة الانتفاضة.

ويؤكد أن ما سبق من معطيات يدفع بحركة فتح للهروب من المواجهة بتأجيل عقد المؤتمر السابع، والاستمرار بسيناريو الأمر الواقع، أفضل بكثير من عقده وتحمل تداعيات وتبعات.

فيما يري أكرم عطاالله  في اتصال لوكالة "خبر" أن هناك نوع من التباينات والتعارضات تحول دون الاتفاق على تحديد موعد نهائي لعقد المؤتمر"

ويضيف أن الأمور داخليا داخل حركة فتح لم تنضج بعد وأنها تحيا فتورا، وتكلسا داخل مؤسساتها.

أزمات فتح ... والهبة الجماهرية

يقول أكرم عطالله  بخصوص فرز الهبة الجماهرية لقيادة فتحاوية جديدة أن " الأمر متوقف على استمرار الهبة أو توقفها"

وينابع أنه في حال توجه الهبة نحو تسوية فهذا أقرب ما يكون لقيادات التسوية داخل الحركة، واذا ما حدث العكس فإن تركيبة القيادة ستتجه نحو التغيير الإيجابي .

بدوره يقول ناجي شراب ،" أن الانتفاضة ليس لها علاقة اطلاقا بعقد فتح لمؤتمرها من عدمه"

وأكد أن الأسباب الملحة لعقده في هذه الفترة، ضرورة أن تكون الحركة علي مستوي تحديات هذه الهبة، وذلك بتوحد صفوفها الداخلية على أقل تقدير.

ويشدد أن وحدة الحركة ستدعم الهبة الجماهرية، باعتبارها حركة لها امتدادات جماهرية عريضة، ستنعكس ايجابا عليها بضرورة الحال.