التصفــيــات الإسرائيلـيـة للشــبــان الفلسطينيـين غــير مــبررة

التصفــيــات الإسرائيلـيـة للشــبــان الفلسطينيـين غــير مــبررة
حجم الخط

قال شرطي سابق من اليابان، موجود الآن في اسرائيل: «أنا لا افهم، فإذا طعن احد شرطياً عندنا نمسك يده ونعتقله، لا نقتله، لماذا الامر مختلف في اسرائيل»؟. 
كيف يمكن الاجابة؟ ان الاوامر للشرطي او الجندي عندنا هي ان يقتل من يحمل سكينا على بعد مترين، او سكينا بالشنطة، او شيئا يشبه السكين في الجيب.
 اربعة ايام في الخليل لم تكفِ لمتابعة جميع قتلى المدينة. 
حيث توجد مقالات مختلفة لم يستطع ان تحتوي كل ما تجمع. العيون المطفأة لجميع الاباء الثكالى، الاقتحامات الليلية لـ»الشاباك» إلى البيوت، التهديد بهدم البيت (دون وجود قتيل اسرائيلي). اليكم عدة برقيات، كتعويض عن غياب المكان: «بعد عدة ايام من الهدوء، عملية اطلاق نار مرة اخرى» كما قالت Ynet يوم الجمعة، بعد أن قتل اثنان من الاسرائيليين جنوب الضفة، خطأ.
 الدخول الى المستشفى في الخليل، خطف المصاب من قبل احد المستوطنين، يدعى عزام شلالدة، وقتل ابن عمله عبد الله، هذا ليس هدوءا. 
وشاهدنا حديثا مشابها في موقع «هآرتس»، تطرق لعملية الطعن في القدس، الثلاثاء الماضي، كاخلال بالهدوء النسبي.
 ولكن في القدس لا يوجد هدوء: في كل ليلة تقتحم الشرطة البيوت وتعتقل الاولاد والشبان، يتجولون في الاحياء، ويبثون الخوف والرعب، بدون ذكر قتل المتظاهرين والعنف البيروقراطي بهدم البيوت وسحب الاقامة.
 طالما اننا لم نستوعب بان الاحتلال هو علمية ارهابية متواصلة فلن نعرف كيف نضع حدا للعمليات ضد الاسرائيليين. 
كُتب عن بيان عسيلة، البالغة من العمر (16 عاما)، انها وصلت الى الحاجز في 17 تشرين الاول في «اشمورت يتسحاق» بالقرب من الحرم الابراهيمي.
 هذا خطأ: لقد وصلت الى الحاجز الذي يفصل حارتها عن باقي اجزاء الخليل. في الصحافة الاسرائيلية يكون الموقع دائما عسكريا واسرائيليا. مثلا يقولون حاجز 160 وخط صهيون. وليس حارة السلايمة ووادي الحسين. 
وهكذا يختفي عشرات آلاف الناس الذين بيوتهم واولادهم هناك، وفي وعي القارئ الاسرائيلي فان محو الفلسطيني من مدينته هو تحصيل حاصل.
سألت عسيلة المجندة عن كيفية الوصول الى مكان معين، كما قال مصدر أمني للصحيفة. فقالت لها المجندة «اسألي أحد المحليين».
 فأدخلت عسيلة يدها في حقيبتها المدرسية وكأنها تبحث عن الهاتف المحمول وأخرجت سكينا وطعنت السترة الواقية.
 فقامت المجندة بابعاد الفتاة، فوقعت وجرحت يد المجندة. «الفتاة حاولت أن تنهض»، قال المصدر الامني، «فأطلقت المجندة رصاصة أو اثنتين» مباشرة الى الصدر. ألم يكن في استطاعة المجندة اصابتها واعتقالها؟.
 قتل جنود جفعاتي على حاجز غلبر في تل الرميدة كلاً من همام سعيد واسلام عبيدو، الاثنان يبلغان 22 عاما. 
متطوعون دوليون شاهدوا كيف قتل عبيدو. 
في 28 تشرين الاول مشى باتجاه الحاجز، جنديان كانا بعيدين عن باقي الجنود وقفا أمامه، رفع يديه، فقاما باطلاق عدة رصاصات عليه. 
وقد قال متطوع دولي إنه لم يشاهد أي سكين في يده، لكن صور الجيش الاسرائيلي تظهر السكين بجانب الجثة. أطلقت النار على عبيدو عن بعد متر.
 ألم يكن في استطاعة الجنود اصابته فقط؟ لم ير المتطوعون مقتل سعيد.
 لقد سمعوا اطلاق النار فقط، بعد العاشرة مساء في تاريخ 27 تشرين الاول، نظرت متطوعة من النافذة، وشاهدت الجثة ومن حولها جنود ومستوطنون.
 لم تشاهد السكين، وأبعدت لحظة عن النافذة. 
وعندما عادت شاهدت سكيناً، حسب قولها.
 هل وضع الجنود السكاكين، كما يستنتج الفلسطينيون؟ الاذن الاسرائيلية لا تصدق هذا.
 بل هو سؤال غير شرعي.
 لنسأل اذاً: ألم يسبق أن كذب الجنود والشرطة من اجل تبرير الاعتقال واطلاق النار والقتل غير المبرر بحق الفلسطينيين؟ الاذن الاسرائيلية لا تتقبل ذلك. 
الى أن ثبت عكس ذلك بعد أن قامت كاميرات بتصوير ما حدث بالفعل. بعد اندلاع الانتفاضة الثانية بعام أو عامين قال الخبراء العسكريون ما قاله الفلسطينيون والصحافيون غير التابعين لـ»الشباك»: استخدمت اسرائيل سلاحا قاتلا لا لزوم له لتفريق المظاهرات ولهذا حدث التصعيد.
 حتى سيأتي من يقول: اخطأنا، لم يكن من المفروض الطلب من الجنود قتل بنات بجيل 16 سنة وشبان يمكن أنهم حملوا السكين على بعد متر أو مترين.
 لكننا لسنا في المستقبل بعد، وفي الحاضر لا تتم رؤية عشرات القتلى وآلاف الجرحى الفلسطينيين. خلال شهر ونصف لا يتم احتسابهم خلال هذا التدهور الذي يعود علينا بالمآسي.
 عن «هآرتس»