ليكون للمستوطنين موطأ قدم فيه

خطيب الأقصى لـ"خبر": الاحتلال يسعى للسيطرة على المسجد زمانيًا ومكانيًا

الأقصى
حجم الخط

القدس المحتلة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

كشف خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ إسماعيل نواهضة، أنّ الهدف الحقيقي من محاولات إخلاء الأثقصى من المُصلين والمعتكفين فيه هو تقسيمه زمانيًا ومكانيًا؛ حتى يكون للمستوطنين والمتدينين واليهود موطأ قدم فيه.

وقفة عربية إسلامية لردع الاحتلال الإسرائيلي

وقال نواهضة في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الإثنين: "إنّ الهدف مما يجرى في الأقصى الآن، هو السيطرة عليه ومحاولة إظهار أنّهم أصحاب الحق الشرعي، وأنّ المسلمين لا حق لهم فيه".

واستدرك: "إنّ المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي بقرار رباني مهما حاولوا أنّ يُسيطروا عليه فلم ولن يستطيعوا"، مُبيّناً أنّ المسجد الأقصى بحاجة إلى وقفة عربية إسلامية ودولية كاملة؛ من أجل ردع الاحتلال وأنّ يشعر بأنّ الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم بل للمسلمين والعرب كافة.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، صباح اليوم الإثنين، واعتدت على المعتكفين في مواجهات عنيفة، خلَّفت عدداً كبيراً من الإصابات وفق ما أعلنه الهلال الأحمر الفلسطيني.

وأطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي عند المسجد القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني، وحاصرت المعتكفين داخل المسجد القبلي الذي تركزت عنده المواجهات. وقال شهود عيان إنّ جنود الاحتلال اقتحموا مُصلى باب الرحمة.

من جهته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم، أنّ 215 فلسطينياً أُصيبوا في المواجهات بالمسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة، بينهم أفراد من فرق الإسعاف.

لا عهود ولا مواثيق للمحتلين

وبالحديث عن إصرار الاحتلال على عقد مسيرة "رقصة الأعلام" المقررة للمستوطنين بمناسبة ما يُسمى "توحيد القدس"، قال نواهضة: "بدون أدنى شك فإنّ الوضع في غاية الخطورة ويحتاج لوقفة عربية إسلامية، لأنّ اليهود إذا ما صمموا على شيء يفعلونه ولا عهود لهم ولا مواثيق فيما يقولون".

وأضاف: "لذلك نتمنى السلامة لأهلنا في القدس والمسجد الأقصى، وأنّ يشعر بقية الفلسطينيين في جميع مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزّة والدول العربية كافة، بالفلسطينيين وما يُعانونه وحصار المقدسيين ومحاولة تهجيرهم من بيوتهم الشرعية".

وقد عززت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قواتها بالقدس وفي محيط المسجد الأقصى بنحو 3 آلاف عنصر، قبل مسيرة "رقصة الأعلام" التي من المتوقع أنّ تخرج اليوم الإثنين في المدينة المحتلة بمشاركة 30 ألف مستوطن بمناسبة ما يُسمى يوم "توحيد القدس".

وتعتبر المسيرة الاحتفالية الأبرز للمستوطنين، ومن المقرر أنّ تنطلق عصر اليوم من أمام مقبرة مأمن الله غرب البلدة القديمة، بتجمع المشاركين هناك والسير باتجاه باب العامود، ومن المتوقع أنّ تحدث مواجهات مع الفلسطينيين المحتجين في هذه المناطق.

الاحتلال لا يلتزم بالقرارات الدولية 

أما عن خطورة ما يجرى على نظام "الستاتيكو" الذى يدعو لحماية المقدسات في المدينة المحتلة، تساءل نواهضة: "كم من قرار دولي وغيره، اُتخذ بحق الأقصى والقضية الفلسطينية، والمحتل لم يلتزم بها على مرأى ومسمع دول العالم؟!".

وما يُعرف بقانون الوضع الراهن "الستاتيكو" هو قانون صادر عن الدولة العثمانية التي كانت تحكم القدس والبلاد العربية بتاريخ 2 أغسطس/آب 1852 ويقوم على تثبيت حقوق كل طائفة وجماعة دينية كانت موجودة في القدس دون السماح بإحداث تغيير فيما كان عليه الوضع منذ ذلك التاريخ.

وبالتالي تم حفظ حقوق الطوائف والجماعات الدينية من مختلف الأديان، وعلى رأس ذلك الحقوق الطائفية في كنيسة القيامة، وما زال هذا القانون معمولاً به إلى حدٍ كبير حتى اليوم.

وختم نواهضة حديثه، بالقول: "إنّهم لا يرقبون في مؤمنٍ إلاً ولا ذمةٍ".