بات ظلم الصهاينة وتعسفهم وقاحتهم وجشعهم مشهدا مصورا وثابتا ومعروضا امام العالم والفلسطيني ضحية تكبدت المعاناة طوال مسار مأساته مع الاحتلال
بدأت المواجهات في حي الشيخ جراح عندما إقدام سلطات الاحتلال الصهيوني على استكمال جهودها في تنفيذ عملية الترحيل الجماعي في حي الشيخ جراح مستندة لقرار محاكمها العنصرية، فمنذ عقود خلت تحاول محاكم الاحتلال بشتى الأساليب والوسائل إخلاء عائلات مقدسية تقطن حي الشيخ جراح، حتى باتت 28 أسرة في الحي خلال العام2021 يتهددها خطر التشريد .
كم مرة على الفلسطيني ان يهجر فكان لا بد ان يرفض هذه المرة أهالي حي الشيخ جراح الانصياع لأوامر سلطات الاحتلال فبدأ الصراع بين هؤلاء الأبرياء مع المستوطنين فهم يتعرضون لشتى أنواع الاعتداءات من قبل المستوطنين للضغط عليهم لإفراغ الحي. ونظم المقدسيين وقفات تضامنية مع أهالي الحي تخللها كثير من الاعتداءات والاعتقالات من قبل الاحتلال ومستوطنيه بحق المقدسيين.
وهذه المرة سرعان ما زادت وتيرة الاحداث وبدا المستوطنين بحماية شرطة الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان تصدى لهم مئات الفلسطينيين المعتكفين لمنع المستوطنين من الدخول إليه وشهدت باحات المسجد اشتباكات عنيفة ألقت فيها القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية على المتواجدين داخل المسجد الاقصى ما أسفر عن سقوط أكثر من 200 جريح فلسطيني بينها إصابات حرجة بالراس والعيون وهذه دوامة نعيشها منذ عقود طويلة
فبدا نداء المقدسيين " مشان الله يا غزة يلا" فوسط هذا المشهد سرعان ما لبت غزة النداء فاستنكرت غرفة العمليات الفلسطينية المشتركة الانتهاكات الصهيونية المستمرة في المسجد الأقصى وحذرت من استمرارها ولكن الاحتلال استمر في جوره على المقدسيين ففي مساء 28 رمضان أطلقت المقاومة قذائف محلية الصنع باتجاه الأراضي المحتلة لعلها تتوقف عن جورها ولكن جيش الاحتلال اطلق طائراته الحربية وبدا بشن غارات جوية كان أولها على مجموعة من الأطفال ومن ثم الأبراج السكنية والمنازل على رؤوس قاطنيها وهم نيام فيها
و هذا أتاح فرصة لولادة فلسطينية بعد انسداد مديد أصاب القضية فبدات المظاهرات والاحتجاجات في مدن الداخل الفلسطيني المحتل، تنديدًا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشيخ جراح والقدس والقصف المتواصل على قطاع غزة، بالإضافة إلى اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في بلدات الداخل.
وشهدت كل من الناصرة وسخنين والرينة وشفاعمرو والطيبة وعرعرة المثلث وطمرة وحيفا والبعنة ودير الأسد وكفر قرع وقلنسوة وعرابة وباقة الغربية وكوكب أبو الهيجاء وطوبا الزنغرية وكفر مندا وجديدة المكر ويافة الناصرة وكفر كنا وشعب ويافا، وبلدات أخرى احتجاجات ومواجهات اعتدت خلالها شرطة الاحتلال واطلقت النار على الفلسطينيين ونفذت اعتقالات إضافية في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات.
و كانت هذه المرة الأولى التي يلتحم فيها الفلسطينين في الضفة وغزة والداخل المحتل مع المستوطنين وتحدوا سلطة الاحتلا