تابعت لقاء القيادي الفلسطيني وقائد التيار الاصلاحي في حركة فتح محمد دحلان عبر فضائية روسيا اليوم في برنامج "قصارى القول" لمقدم البرنامج المخضرم "سلام" .
حقيقة كان هذا اللقاء مهما للاستماع له وللأبجديات السياسية والوطنية المستخدمة في الاجابة على الاسئلة المهمة جدا للواقع الفلسطيني والاقليمي ذو الصلة بالقضية الفلسطينية ولأن هذا التوقيت يعتبر من اهم المفاصل التي قد تؤثر على حياة الشعب الفلسطيني والوطنية الفلسطينية و ما يتعلق بالصراع مع الاحتلال الاسرائيلي .
بالتأكيد من هو متمرس في فهم الساحة الفلسطينية والواقع الاقليمي والدولي سنجد ان محمد دحلان قد وضع عدة تصورات مهمة لواقع العمل الوطني قد يختلف كثيرا عن واقع الماضب وماهو مطلوب من مستوجبات لتغيير اللوحة النضالية الفلسطينية بعد الانجازات التي حققها الشعب الفلسطيني في غزة والجليل والضفة الغربية و بالتحديد في القدس و الشيخ جراح .
كالعادة يضعنا محمد دحلان في مواقفه المنتظمة في كل المحطات السابقة التي يتطلب فيها وضوح الموقف من عدة قضايا خاصة بالشعب الفلسطيني ونضاله من اجل الحرية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية من مبادرات و مواقف واضحة لا تخرج عن المفاهيم والقواعد الاساسية للصراع مع الاحتلال ، فهو كما حدث في السابق يدعوا للوحدة الوطنية و التوافق الوطني للخروج من حالة الانقسام الذي سببه نهج وبرنامج محمود عباس بشكل شخصي كما طالب باحياء تقرير جولدستون لمحاكمة الاحتلال في الجنائية الدولية كما طالب بمحاكمة الاحتلال على جرائمه التي ارتكبها في القدس وغزة والشيخ جراح كما كان هو موقفه الداعم لاستثمار هذا النصر والانجاز الكبير الذي حققه شعبنا في غزة في تفوقه وصموده على الة الحرب الاسرائيلية رافضا مصطلح الهدنة مع الاحتلال بل كان الشعب الفلسطيني في غزة وبصموده هو الاساس في تحريك الرأي العام العالمي والدولي واعادة القضية الى اسسها الصحيحة وهي ما دعت القوى العظمى للتحرك والفهم الاكثر والتحول في السياسة الدولية تجاه الشعب الفلسطيني .
من الملفت للنظر عندما اشار دحلان و بشكل غير مباشر لتصريح الرئيس بايدن الذي اشار بمصطلحات تخرج عن الحلم الفلسطيني عندما وصف الضفة بشعب الضفة وغزة بشعب غزة ودولة للفلسطينيين ودعم امني واقتصادي للضفة الغربية وغزة تبقى بعيدة محاصرة عن الواقع الفلسطيني والدولة الفلسطينية حيث قال ورافضا فكرة دولة الضفة ودولة اسرائيل و حصار غزة ليستمر مفهوم المساعدات الانسانية واجهاض فكرة صمود ومقاومة غزة كشعب وكمقاومة ربطت واقعها وقوتها بالقدس والشيخ جراح تلبية للحُلم الفلسطيني .
بالتأكيد ان محمد دحلان يقطع الطريق دائما على كل من يشكك او يتهم او اصحاب الالسنة الفاسدة بمواقفه المبدئية التي عمل بها لسنوات عديدة وللان واستمرار للعمل في المستقبل بانتمائه الواضح لمقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال بكل الطرق الممكنة وهو موقف دائم .
بالتأكيد المرحلة القادمة هي مرحلة الحسم في قضايا كثيرة تخص الشعب الفلسطيني مبنية على اساس مرحلة التحول الذاتي في مواجهة الاحتلال والتحول الاقليمي والدولي المساند للحقوق الفلسطينية بما يستوجب تجديد ماهية النظام السياسي الفلسطيني و كما قلنا في فتح سابقا "البندقية غير المسيسة قاطعة طريق .. واللقاء دائما على ارض المعركة " ولذلك اعتقد ان ما يمتلكه محمد دحلان من امكانيات و زخم جماهيري ونضالي شارك ايضا في قطاع غزة باعتبار ان كل فرد في قطاع غزة كان عنصر في جبهة التصدي و الصمود و كان كل انسان في قطاع غزة جاهزا لدفع الضريبة والشهادة فإن العمل المسلح مع العمل السياسي والخدماتي والوطني و الميداني كل مكمل لبعضه ولا يقل احدهما قوة عن الاخر و كل في ميدانه ، فإن المرحلة القادمة تستوجب كما اشار لها محمد دحلان الوحدة الوطنية بين الفصائل والقوى التي انجزت هذا التصدي والنصر على الاحتلال وهو ما وصفه دحلان بالمفخرة التي انجزها الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والشيخ جراح و اثبت ان الشعبا لفلسطيني موحد بصرف النظر عن القيادة الفاشلة وسلوكها وبرنامجها الذي حاول ان يغيب الوعي لدى الجيل الفلسطيني ونشر مفاهيم اليأس والخضوع لدى الفلسطينيين على ان الاحتلال اصبح امرا مسلما به وهذا منافيا للحقيقة التي اثبتها هذا الجيل الذي انتفض من اجل القدس والشيخ جراح ولبت غزة النداء في عملها البطولي التي اثنى عليه القائد الفلسطيني محمد دحلان.
اما عن الانتخابات فهي استحقاق فلسطيني كما كان رده على مقدم البرنامج عندما سأله عن نيته ان يكون بديلا لمحمود عباس متهما في السؤال بأنه خيار امريكي نافيا هذا التصور عندما قال لم ازر امريكا منذ 2004 ولكن قال الخيار للصندوق .
من هنا وقبل ان يصفني البعض ممن هم في حالة اصطفاف مع الذين دمروا الوطنية الفلسطينية وعلى راسها فتح بانني ساقوم بالمديح ساقطع الطريق عليهم لاقول الوطنية الفلسطينية تتجلا في قائد يحسم امره في المفاصل الخطره في حياة شعبه وانحيازاته لخيار الشعب واستحقاقاته النضالية وها هو محمد دحلان كالعادة يقف ويصطف بل يدعم كل حالة للخروج من ماض فاشل فرض على الشعب الفلسطيني وبخياراته المختلفة مبدعا في التحليل والموقف وبارعا في اعطاء السؤال حقه في اجابة وافية تنتمي للعمق الوطني الملبي للمرحلة و ما يليها من تصورات .