قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إنّ الحضور العربي في محتوى الإنترنت لا يتجاوز 3%، فالعرب وللأسف الشديد، لا زالوا مجرد مستهلكين للمحتوى، وليسوا منتجين له، الأمر الذي يضعف قدراتنا من الوصول إلى الآخر والتأثير فيه.
جاء ذلك في في كلمة المسجلة، ألقاها أمام الجلسة الافتتاحية للدورة (17) للملتقى الإعلامي العربي بالكويت، اليوم السبت، بحضور عدد من الوزراء والمختصين في مجال الإعلام، بالإضافة إلى نخبة من الإعلاميين العرب.
وأضاف أبو الغيط، أنّ الجولة الأخيرة من المواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة شكلت نقلة كبيرة في توصيل الرسالة الفلسطينية إلى العالم.
وأوضح أنّ الأحداث الأخيرة في مدينة القدس وقطاع غزة، والضفة الغربية، أكدت أهمية العمل الإعلامي، بكافة صوره وبتنوع منصاته في التصدي للدعاية المضادة، وكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، وممارساته العنصرية.
ولفت إلى أنّ الأحداث الأخيرة لعبت دورا كبيرا في العديد من المنصات الإعلامية والرقمية المختلفة، بالإضافة إلى ما يُعرف بصحافة المواطن التي تعمل على توثيق الحدث، ونقله بصورة لحظية لملايين المتابعين.
وتابع: "لمسنا جميعا حالة من التعاطف الدولي المتزايد مع قضية الفلسطينيين ومع حالة النكبة المستمرة التي يعيشونها بصورة يومية على أرضهم ووصلت رسالتهم، بسيطة وواضحة، إلى العالم ليدرك أنهم مثل كل البشر كل ما يرغبون فيه هو العيش بكرامة في وطن مستقل، لا يطردون فيه من بيوتهم أو أراضيهم، أو تنتزع ملكيتهم، أو يُحال بينهم وبين أداء شعائرهم الدينية".
ودعا إلى مواصلة هذا الجهد في نقل الصوت الفلسطيني والعربي من أجل كسب الرأي العام الدولي لصالح قضيتنا العادلة وألا تترك هذه الساحة أبدا لرواية زائفة يعرضها الطرف المحتل.
ووجه أبو الغيط، التحية لكل الصحفيين والإعلاميين من كافة الجنسيات الذين واجهوا الموت في قطاع غزة، لينقلوا للعالم بالصوت والصورة حقيقة ما تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من وحشية الاحتلال الإسرائيلي، في اعتدائه الغاشم على المدنيين.
وأشار إلى أنّه إذا كانت هناك حروب تستخدم فيها أدوات القتل، فإن الأخطر اليوم هو التلاعب بالعقول وتوجيه الرأي العام من خلال معلومة خاطئة، أو صورة مفبركة ومركبة.
نوّه إلى أنّ الأرقام والإحصائيات تشير إلى أنّ الحضور العربي في محتوى الإنترنت لا يتجاوز 3%، فالعرب وللأسف الشديد، لا زالوا مجرد مستهلكين للمحتوى، وليسوا منتجين له وهو ما يضعف قدراتنا من الوصول إلى الآخر والتأثير فيه، كما أننا نجد أنفسنا في موقع المستقبِل لما ينتجه الآخرون من محتوى يستهدفنا ويؤثر فينا ويشكل وعينا.
وحثّ على توفير استثمارًا أكبر في صناعة محتوى عربي على الانترنت بلغات أجنبية ذات تأثير واسع، الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، بالإضافة إلى لغات ذات صلة بقضايانا كالفارسية وحتى العبرية، وذلك بهدف الوصول إلى عقل الآخر والتأثير فيه والدفاع عن صورة المجتمع العربي وقضاياه، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.