في ظل استمرار المواجهات بين الشباب الفلسطينيين و القوات الإسرائيلية بكافة بقاع فلسطين و تزايد الأوضاع توترا بالساحة الفلسطينية، بدأت المباحثات الدولية للتدخل وتهدئة الأوضاع وفرض الشروط على الفلسطينيين.
قامت وكالة خبر الفلسطينية للصحافة بمقابلة محللين سياسيون، و طرح تساؤل هل القيادة الفلسطينية سوف تتعاطي مع ما سيطرحه وزير الخارجية الأمريكية جون كيري خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الاثنين المقبل.
وأشار المحللون خلال أحاديث منفصلة مع مراسل وكالة خبر الفلسطينية إلى أن الزيارة لن تأتي بأي تغيير ايجابي يصب بالمصلحة الفلسطينية، بقدر ما هي جهود أمريكية اعتدنا عليها لاسترضاء إسرائيل وتقديم لها، مزيداً من المكافآت والمحفزات المادية والمعنوية، و هذا يأتي في الوقت الذي لا تمتلك القيادة الفلسطينية أي خيار بديل سوى الموافقة نتيجة ضعف موقفها جراء غياب وحدة الصف الفلسطيني من جهة وعدم رغبته بالتخلي عن الدعم الأمريكي، لكن المحللون أكدوا أن القيادة لن تتراجع عن ثوابتها بشأن استئناف عملية السلام.
وبدوره اعتبر جابر الجرباوي المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ السياسية في جامعة بيرزيت ، أن زيارة كيري للمنطقة تعني الكثير بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين، لأنها تدل على قناعة الإدارة الأمريكية بتواجد صراع قائم بين الطرفين، و عملية السيطرة عليه يشكل مؤثر مركزي لاستقرار وهدوء الشرق الأوسط.
وقال "أن أمريكا تبحث من خلال هذه الزيارة أحداث ما يمكن وصفه بـ"حلحلة"، للأمور وليس بالضرورة إحداث حل جذري للصراع، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية لا تطمح بـ"حلحلة" الأمور بقدر ما تطمح لإيجاد حل حذري، وهو ما يريده أيضا الشارع الإسرائيلي".
وفسر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال بأنه لا يمكن تحقيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيلي خلال فترة ولايته، بأنه يدل على أمرين، الأول ضعف أمريكي واضح بالتفاهم مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، والثاني عدم رغبة الإدارة الأمريكية لبذل مزيد من الجهود لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبشأن توقعه لموقف القيادة الفلسطينية مما سيطرحه كيري خلال الزيارة، بين لوكالة خبر أن موقف القيادة سيكون ضعيفا، لاسيما وأنها تعيش حالة من الصراع الداخلي و عدم وحدة القرار السياسي الفلسطيني، نتيجة غياب أي آفاق لمصالحة حقيقية فلسطينية، بالتزامن مع تلقيها لدعم الأمريكي، لكنه اعتبر أن ذلك لن يدفعها نحو التخلي عن ثوابتها بشأن استئناف عملية السلام.
وأوضح "إلى أن غياب الدعم العربي للقيادة الفلسطينية سيدفعها نحو التعامل مع طرح كيري، خاصة في ظل عدم وجود إجابة لسؤال الأساسي ما هو البديل الذي يمكن يجعل موقف القيادة قوي.؟، معتقدا أن القيادة عليها المناورة في خيارين الأول اخذ أكبر ما يمكن مما سيعرض عليها وطلب المزيد، والثاني هو بذل جهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية".
ومن جانب أخر استبعد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أن تحمل زيارة وزير الخارجية الأمريكي كيري أي تطورات ايجابية بشأن دفع عملية السلام، موضحاً أن أي تطور مرتبط تغير طبيعة السياسية الأمريكية مع الإسرائيليين اتجاه عملية السلام.
وأشار إلى أن تغيير السياسة الاسرائيلية لا يمكن إلا في حال ضغط أمريكا بشكل قوي على إسرائيل من أجل استئناف عملية السلام عبر بوابة المفاوضات بشروط مقبولة من قبل الفلسطينيين، بالتزامن مع توفير إمكانية خروج المفاوضات بنتائج، مؤكداً أن ما يجري على الأرض من هبة جماهيرية هو نتيجة للممارسات الإسرائيلية التي بسببها توقفت علمية السلام.
وبين عوكل "أن الإدارة الأمريكية تعمل دائما باسترضاء إسرائيل وخاصة بظل حكم أوباما وتقدم لها المكافآت بكافة أشكالها، و كان أخرها الإفراج عن الجاسوس اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد، إضافة إلى الدعم السياسي والعسكري، بالمقابل لم تقدم إسرائيل أي خطوات للأمريكان تمكنهم من التقدم اتجاه عملية السلام".
وأوضح "أن خيارات الفلسطينيين في هذه المرحلة تحصر في انتظارها لتحرك دولي فاعل وجدي، بالتزامن مع استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروطها، معتبراً أن القيادة الفلسطينية ستتعاطى مع زيارة كيري بشكل إيجابي".
وكان المبعوث الأمريكي وصل لإسرائيل الخميس، والتقى قادة الاحتلال وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لبحث التسوية وعودة الهدوء.
وكان نتنياهو قد بحث مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن الأسبوع الماضي، سلسلة من الخطوات التي قال: "إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قد أقرها دون الإفصاح عنها".
ولم تكشف الحكومة الإسرائيلية حتى الآن عن طبيعة هذه الإجراءات ولكن مصادر دبلوماسية غربية قالت "إن جزءًا مهمًا منها يتعلق بالمناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية.