تشهد الأراضي الفلسطينية أوضاعا ً متوترة علي الصعيد السياسي والجماهيري، وتسعي الإدارة الأمريكية جاهدة لتهدئة الأوضاع علي الساحة الفلسطينية من خلال جولة مكوكية سبق وأن قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالمنطقة ويعيد الأن زيارته مرة أخري للمنطقة في محاولة منه لتجسير الفجوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والضغط باتجاه العودة لطاولة المفاوضات .
تثار التساؤلات حول ما يمكن أن تحدثه الزيارة المرتقبة لكيري غدا ؟! فهل هناك فرصة جديدة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين ؟!
وهل يستطيع كيري دفع عجلة المفاوضات بعد خطته الفاشلة في السابق ؟!
هذه التساؤلات وأكثر أجابت عليها "وكالة خبر" من خلال الاتصالات مع المسؤولين الفلسطينيين !!
وحول الهدف الأساسي من زيارة كيري غدا ً إلي الأراضي الفلسطينية، قال الناطق باسم حركة فتح د فايز ابو عيطة لمراسل "وكالة خبر" أن السلطة الوطنية الفلسطينية أبلغت وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" والولايات المتحدة الأمريكية وكل الدول المعنية بالقضية الفلسطينية، بأن التهدئة الحقيقية تكمن في إيجاد حل سياسي حقيقي للقضية الفلسطينية، قبل أي زيارة للمنطقة.
وأضاف أبو عيطة أن أي تهدئة لا تضمن حل سياسي للقضية هي غير مضمونة، والأوضاع ستكون قابلة للانفجار في أي لحظة طالما الاحتلال الاسرائيلي ظل مستمرا ً على الأراضي الفلسطينية.
واستبعد أبو عيطة نجاح كيري بدفع عجلة المفاوضات "ورجح" السبب بأنه لا يحمل في جعبته حل سياسي، وجهوده تنصب علي تحقيق تهدئة تضمن الأمن للإسرائيليين والاستقرار لهم ، ولا تضمن أي حل سياسي للفلسطينيين يقود إلي إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية ولم تقم أيضا الولايات المتحدة الامريكية بإرغام اسرائيل علي الالتزام باستحقاقات عملية السلام.
وأشار أبو عيطة بأن زيارة كيري للمنطقة تأتي في ظل غضب كبير من الشارع الفلسطيني والعربي ناجم عن تصريحات لكيري اعتبر فيها المقاومة الفلسطينية ارهابا ً، وتفهم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها متجاهلا ً تماما ً حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه أمام الجرائم الدولية للإرهابيين الذين يقتلون الفلسطينيين في بيوتهم ، وأمام تواصل الجرائم البشعة والاعدامات الميدانية التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية .
وعن مخاطر زيارة كيري قال المحلل السياسي "حسام الدجنى" لمراسل "وكالة خبر" أن هذه الزيارة تأتي ضمن محاولات الضغط علي الرئيس أبو مازن والسلطة الفلسطينية، لاستكمال المفاوضات ولإجهاض انتفاضة القدس، ومحاولة الالتفاف عليها.
وأضاف هذه الزيارة هي استكمال للجولة الأولي التي أقر فيها تفاهمات بين "كيري نتنياهوا" في عمان، والتي كانت من أخطر تداعيتها حظر الحركة الاسلامية في الداخل المحتل .
ونوه الدجنى إلي خطورة اختيار التوقيت من حيث الدلالة السياسية وبالتالي يجب علي الفصائل الفلسطينية الخروج بموقف واضح حتي لا تضيع تضحيات شعبنا في انتفاضة القدس هباء ، من خلال الخروج بموقف أمام العالم، وافشال هدف كيري، وأن يرقىالهدف الوطني الفلسطيني بإنهاء الاحتلال .
واستدرك الدجنى فشل جهود كيري السابقة بهدف احياء المفاوضات، ومن خلال تسويق مبادرة بأنه قادر علي إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، وأن سيناريو الفشل أقرب من سيناريو النجاح الذي سيكون أمامه في هذه المرة أيضا ، نظرا لأن الحكومة الاسرائيلية اليوم حكومة متطرفة ولن تقدم أي تنازلات للرئيس أبو مازن .
من جانبها قالت المحللة السياسية ريهام عودة "لوكالة خبر" أن الهدف من زيارة كيري للمنطقة هو محاولة إقناع الرئيس أبو مازن قمع الهبة وعدم تشجيعها.
واضافت عودة أن بحسب اعتقاد الادارة الامريكية أن تأثير انتفاضة القدس علي الوضع الامني الإسرائيلي سيؤدي إلي اندلاع انتفاضة ثالثة قد تكون مسلحة ، وأن الإدارة الأمريكية تسعي للعمل علي تخفيف حدة الاوضاع الأمنية لتحقيق الأمن لاسرائيل
وأشارت عودة إلي إعلان الرئيس الأمريكي بارك أوباما "سابقا ً" عدم وجود أمل لوصول الفلسطينيين والإسرائيليين لحل نهائي أو اتفاق سلام أثناء فترته الحالية ولكنه توقع أن يتم العمل علي إعادة المفاوضات فقط لتهدئة الاوضاع وليس للوصول لحل نهائي.
واستدركت عودة قولها أن كيري يسعي اليوم لإيصال الجانبين لعلاقة باردة بعيدا عن المفاوضات الجدية بحيث يمكن أن تكون علاقة لا سلم ولا حرب علي "حد تسميتها"
وأكدت عودة بأن كيري لن ينجح بدفع المفاوضات إلي الأمام بسبب تعنت كلا الطرفين فالرئيس أبو مازن اليوم بات لا يعترف بنتنياهو شريكا للسلام كما الطرف الاسرائيلي الممثل بنتنياهو الذي لا يعترف بأبو مازن بأنه شريك للسلام .
يذكر أن جون كيري قد زار المنطقة منذ عامين وطرح خطة غير مكتوبة وهي عبارة عن أفكار تحت مسمي "اتفاق الإطار"
تضمن عودة الطرفين للمفاوضات، واحياء عملية السلام من جديد لكنه فشل ، ويحاول كيري مرة أخري إعادة إحياء المفاوضات بين الجانبين.