أعلنت وزارة الخارجية الامريكية السبت الماضي عن زيارة وزيرها "جون كيري" للأراضي الفلسطينية يوم غد الثلاثاء للاجتماع مع القادة الفلسطينيين والاسرائيليين في المنطقة لمحاولة انهاء العنف المتواصل والاتفاق على تسوية الأوضاع لإعادة الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وحثهم على العودة إلى طاولة المفاوضات .
فكيف يرى اليسار الفلسطيني زيارة كيري القادمة للمنطقة ؟ وهل تتوقع ان تكون الزيارة مجدية ؟ وما هو موقفهم من المفاوضات ؟ وبما يطالبون القيادة الفلسطينية ؟
بالإشارة الى رؤية اليسار الفلسطيني وتوقعاته لزيارة وزير الخارجية الأمريكي المزمعة غدا إلى الأراضي الفلسطينية ,قال النائب في المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل المجدلاوي : ان هذه الزيارة مشبوهة الاهداف والاليات, مضيفا ان الوضع الطبيعي يرفض الاعلان الامريكي الواضح والصريح كما جاء على لسان الرئيس الامريكي باراك اوباما بشجب ما أسماه الارهاب الفلسطيني بحق الاسرائيليين .
وأردف : "ان الهدف من هذه الزيارة هو احتواء الانتفاضة على طريق انهائها وذلك بحسب ما اعلن المتحدث باسم الرئيس الامريكي بأنه لا دولة فلسطينية فيما يتبقى من وقت للرئيس اوباما وهذا يعني ان التسوية كما راهن عليها البعض بالرعاية الامريكية قد انتهت وبالتالي لا فائدة من هذه الزيارة.
بدوره وصف عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني د. وجيه ابو ظريفة زيارة كيري بأنها ليست الزيارة الاولى له في محاولة تهدئة الاجواء وإلغاء السياسة التي يصفها الامريكيون بسياسة العنف داخل الاراضي المحتلة ووقف الهبة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي .
وأضاف : " كيري لا يحمل في جعبته أي مضمون سياسي وأي اقتراحات سياسية , وان الادارة الامريكية بأكملها لم يعد لديها أي رؤية سياسية لكيفية ايجاد مخرج سياسي لأزمة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي".
وأشار إلى ان كل هذه المعالجات تأتي ضمن المعالجات الامنية أي انه استجابة للموقف الاسرائيلي بأن السلطة الفلسطينية مسؤولة عن الاحتياجات الشعبية والاعمال التي تصفها الادارة الامريكية بالعنف .
وأردف على قوله :"زيارة كيري غير مرحب بها من الشعب الفلسطيني ولا يمكن ان تحقق أي نتائج لأن الحكومة الاسرائيلية التي تدعمها الولايات المتحدة الامريكية وتتبنى موقفها "غير معنية بوجود حلول سياسية" ,بل تريد فقط الاكتفاء بالحلول الامنية لمعالجة الانتفاضة الفلسطينية وهذا لم يؤدي الى أي نتائج .
وحول العودة الى طاولة المفاوضات , اعتبر "مجدلاوي" ان هذه المفاوضات عبثية لأنه لا نتائج مرجوة منها وضارة لأنها تدفع العالم بما فيه بعض العرب وبعض الفلسطينيون الى مواقع الانتظار السلبي الذي يراهنون فيه على مثل هذه المفاوضات الضارة.
وأوضح انه في حال كانت ضروريات العلاقات السياسية بين الدول تفرض استقبال كيري فينبغي ان يكون الموقف الفلسطيني واضحا كل الوضوح في الحديث معه وبعد الانتهاء من الحديث معه لان امريكا لم تعد من وجهة نظر الطرف الفلسطيني راعيا نزيها لهذه العملية السياسية بغض النظر عن الشكل الذي يمكن ان تأخذه لاحقا.
بينما قال "أبو ظريفة" انه لا يمكن ان يكون هناك مفاوضات على الاراضي الفلسطينية واسرائيل كل يوم تقوم بنهب الاراضي بالاستيطان وتهويد القدس, وبالتالي فأي عملية تفاوضية ان لم تكن على اسس جديدة ذات طابع شراكة بالمجتمع الدولي وبالإشراف عليه فان ذلك لم يؤدي لنتائج وبالتالي فنحن لا نقبل بالعودة الى المفاوضات بالآلية التي كانت عليها.
وعن مطالب اليسار الفلسطيني من القيادة ,دعا "المجدلاوي" الموقف الرسمي الفلسطيني بأن يعلن صراحة ان اهداف هذه الزيارة ليست مقبولة فلسطينيا وانهاء هذا العبث السياسي باستمرار المراهنة على الولايات المتحدة ودورها .
وطالب السلطة الفلسطينية بإعلان دولة فلسطين على الاراضي الفلسطينية ومطالبة العالم بكافة مؤسساته والقيام بواجباته تجاه هذه الدولة وتجاه استمرار الاحتلال الاسرائيلي بما في ذلك ايقاع العقوبات التي تنص عليها القوانين الدولية على هذا العدو الصهيوني.
كما ودعا ابو ظريفة القيادة الفلسطينية وهذا بمعيار اساسي ان تكون على مستوى الحديث الذي يدور يوميا في شوارع فلسطين وعلى مستوى مطالب الشعب الفلسطيني.
وأضاف: على القيادات ان تسعى لتدعيم قدرات الشعب الفلسطيني للعمل على الانهاء الفوري للانقسام موضحا انه لا يمكن ان يكون الشعب منتفضا يوحده الدم في ميادين المقاومة وهناك انقسام.
مطالبا لتطبيق توصيات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف التنسيق الامني ووقف أي علاقات تنسيقية مع اسرائيل.
الجدير بالذكر ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتمع مع نتنياهو في برلين الشهر الماضي بعد تصاعد حدة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وتصاعد التوتر لأسباب منها غضب الفلسطينيين مما يعتبرونه انتهاكا يهوديا للحرم القدسي.
وفي بيان لـ وزارة الخارجية الأمريكية ، إن الوزير كيري سيبحث خلال وجوده في تل أبيب والقدس ورام الله القضايا الثنائية، وقضايا الأمن الاقليمي بما في ذلك سوريا وتنظيم “داعش”.
وأوضح البيان أن كيري سيتوجه إلى أبو ظبي لبحث عددا من القضايا الثنائية والقضايا السياسية والأمنية بالمنطقة.