اُفتتحت، مساء أمس الجمعة بالرباط، فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي لوثائقي حقوق الإنسان (25-27 يونيو)، بحضور أسماء مرموقة في عالم الفن السابع، وشخصيات بارزة من عوالم الثقافة والفن والإعلام.
ويسعى المهرجان الذي يُنظمه مركز الجنوب للفن السابع والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تحت شعار "السينما لغتنا المشتركة"، إلى توظيف ثقافة الصورة والصوت بشكل عام وما يرتبط بالفيلم بشكل خاص كأداة للتربية والحوار، والمساهمة في التعريف بالإبداعات والترويج للأفلام الوثائقية ونشرها ودعمها وتشجيعها، وعلى الخصوص، تلك التي تخدم القضايا العربية والإفريقية والإنسانية بشكل عام، وتساهم في توثيق الذاكرة العربية ورموزها بحثا وتصويرا وعرضا ومناقشة لهاته الأعمال الفنية و تكريما لأصحابها.
كما يهدف المهرجان إلى تشجيع الاهتمام بالثقافة السينمائية وخدمة القضية الوطنية في إطار الدبلوماسية الموازية فضلاً عن الترويج السياحي للمنطقة.
وأكّد المُكلف بالعلاقات الدولية والتواصل بالهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، عبد الرحمان البدراوي، على أنّ هذه الدورة تروم التعريف بالفيلم الوثائقي، وسبل توظيفه كأداة للتواصل ومعالجة قضايا حقوق الإنسان والتغيير الاجتماعي وقضايا الديمقراطية والذاكرة الوطنية وحرية التعبير والتنوع الثقافي والحريات الفردية.
وأوضح السيد البدراوي، في كلمة بالمناسبة، أنّ الأفلام التي تتنافس في المسابقة الرسمية في هذه الدورة تتناول مواضيع تهم بالأساس الدفاع عن حقوق الإنسان ومساندة قضايا الأقليات وحماية حقوق المهاجرين واللاجئين، ودعم حقوق الطفل والمرأة ومقاربة التنوع الاجتماعي والمساهمة في إرساء مبدأ المساواة والإنصاف.
من جهته، بيّن رئيس المهرجان، المخرج ماهر حشاش، أنّ هذه الدورة تسعى إلى تسهيل تبادل الخبرات والتجارب بين المهتمين بمجال التمثيل و الإخراج السينمائي، وتشجيع الاهتمام بالثقافة السمعية البصرية.
وأضاف رئيس المهرجان، في كلمة عبر تقنية المناظرة المرئية، أن الأفلام المشاركة في هذه الدورة ستتبارى على ثلاث جوائز، وهي جائزة المهرجان للفيلم الوثائقي الطويل وجائزة المهرجان للفيلم الوثائقي القصير وجائزة لجنة التحكيم.
وتميز حفل الافتتاح بتكريم الفنان المغربي الراحل حسن ميكري، والمخرج والمنتج الفرنسي، أودي روز، كما تم بالمناسبة منح السيدة مارية أومنيس جائزة حقوق الانسان، عرفانا بإسهاماتهم في مجال السينما والفن وثقافة حقوق الإنسان.
كما عرف حفل الافتتاح تقديم أعضاء لجنة تحكيم الدورة التي يرأسها المخرج ورئيس مهرجان مالمو للسينما العربية (السويد)، محمد قبلاوي، وتضم في عضويتها كلا من المخرجة عزة الحسيني، مديرة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية (مصر)، والمخرج سيرن ماركوس (الدنمارك)، والمخرج والمنتج، رفائيل ميرتس، (إيطاليا)، والباحثة في السينما، إنصاف أوهيبة (تونس).
وتتناول الأفلام الوثائقية المشاركة في المهرجان تيمات الحقوق والحريات الأساسية للأفراد وتبرز أهمية الحوار والتسامح في العلاقات بين الشعوب والثقافات، كما تلقي نظرة جديدة على الموضوعات الراهنة مثل خطر الإرهاب والتطرف والأمن والسلم والانتماء والهجرة.