ناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" يوم أمس، عدة قضايا تتعلق بشأن التعامل مع قطاع غزّة في ظل الحديث عن ملف التهدئة وإمكانية تثبيت بنوده.
وبحسب موقع "واي نت" العبري، فإنّ الكابنيت ناقش مُخططاً تم صياغته تتعلق بالرد على البالونات الحارقة، والاستعدادات لحملة عسكرية جديدة، وتحديث القائمة الخاصة بالمواد الإنسانية التي سيُسمح بإدخالها لغزّة ضمن عملية إعادة الإعمار، وملف تبادل الأسرى.
كما ناقش المجلس بحسب الموقع مخطط جديد لنقل المنحة القطرية إلى غزّة والبالغة 30 مليون دولار شهريا، دون تحديد الآلية النهائية لتحويلها، ولذلك لن يطلب من الكابنيت الموافقة بشأن هذا المخطط.
كما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، عن عدة تسهيلات مقدمة للمواطنين في قطاع غزّة، في أعقاب الهدوء الأمني السائد في الفترة الأخيرة، وعقب تقييم الوضع الأمني العام.
وبيّن أنّ المستوى السياسي صادق على توسيع مساحة الصيد في قطاع غزة من 9 إلى 12 ميلًا بحريًا ابتداءً من صباح اليوم، كما سيسمح باستيراد مواد طبية، مواد خاصة بالصيد، مواد خام للصناعة والنسيج من "إسرائيل" إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.
فيما كشف الصحفي الإسرائيلي في صحيفة "معاريف"، تال ليف رام، أنَّه رغم التسهيلات التي أُعلن عنها صباح اليوم، كانت القصة الرئيسية ولا تزال هي "المال القطري"، مُوضحاً أنّ حمـاس وقطر ترفضان المسودة التي اقترحتها "إسرائيل" بهذا الشأن.
حكومة إسرائيلية هشة لن تذهب للتصعيد
المختص في الشأن الإسرائيلي، باسم أبو عطايا، اعتقد أنّ الحكومة "الإسرائيلية" الحالية التي وصفها بـ"الهشة" لن تذهب للتصعيد مع قطاع غزّة بالمطلق؛ مُرجعاً ذلك إلى أسباب يضعها على القطاع من أجل تقليل الإنجاز الذي حققته المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الأخير عليه في الـ11 من مايو في معركة " سيف القدس".
وأضاف أبو عطايا في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّ "إسرائيل" تضغط باتجاه تقليل خسائرها، من خلال في ملف المنحة القطرية بمحاولة للظهور بثوب مختلف عن حكومة نتنياهو السابقة، التي كانت تتعرض للانتقاد من جانب رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينت.
وأشار إلى أنّ "بينت" أكثر من كان ينتقد نتنياهو في إدخال الأموال إلى حماس عبر الحقائب من أجل شراء الهدوء مع غزّة، مُستدركًا: "لكن بينت يقوم اليوم بإدخال الأموال بنفس الأسلوب مع تغييرات بسيطة في الآليات جديدة، ما يعني أنّ التغيير في الشكل وليس المضمون".
المنحة القطرية خطوة نحو ملف الإعمار
وبالحديث عن فتح المنحة القطرية الباب أمام إعادة إعمار غزّة، قال أبو عطايا: "إنّ إعادة إعمار غزّة ثمن يجب على الاحتلال أنّ يدفعه، لأنّه وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال تم تضمين ملف الإعمار".
واستدرك: "لكنّ الاحتلال يُحاول الضغط في الملف وربطه بآليه عبر الأمم المتحدة"، مُشيراً إلى أنّ الاحتلال يُحاول تغيير آلية المنحة القطرية لكنّه سوف يُمررها إلى غزة، وكذلك ملف إعادة الإعمار سيكون الخطوة القادمة.
ورأى أنّ المقاومة منحت الاحتلال مهلة من الوقت للبدء في إعادة الإعمار ما كان ينبغي أنّ تتم؛ مُعتقداً أنّ الأصل بأنَّ تتحكم المقاومة في ملف إعادة الإعمار وليس الاحتلال.
المقاومة جاهزة لأيّ تجاوزات إسرائيلية
.من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، احتمالات العودة للتصعيد، لأنّ الأمور تتجه نحو التهدئة؛ خاصةً في ضوء المفاوضات التي أدت إلى إنهاء الاتفاق على المنحة القطرية، مُعتبراً أنّ موافقة الاحتلال على إدخال المنحة القطرية يُبيّن أنّنا ذاهبون نحو الهدنة وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار.
وتابع عبدو في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّ "التوافق على ملف المنحة القطرية، يُبشر بالتوافق على كافة الملفات، كون باقي الأطراف الدولية حصلت على تعهدات بعدم عودة الطرف الفلسطيني إلى موجة جديدة من التصعيد".
وأردف: "بالتالي فإنّ فرص العودة للهدوء أكثر ترجيحًا؛ لكنّ تبقى احتمالية العودة للتوتر قائمة كون المقاومة تقول إنّها جاهزة للرد على أيّ اعتداءات كما جاء في بيان سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي".
وختم عبدو حديثه بالقول: "إنّ ملف الأسرى والمفقودين للاحتلال في قطاع غزّة، طويل وشائك ويحتاج إلى مفاوضات طويلة، في حين أنَّ باقى القضايا مثل التهدئة تحتاج إلى آنية وسرعة".
وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قد أكّدت في بيانٍ لها على أنّ ما قصفت به مدينة تل أبيب المحتلة على امتداد معركة البنيان المرصوص، أنجزته خلال دقائق في معركة "سيف القدس" البطولية.
وقالت السرايا: "إنّ المقاومة ما زالت بألف خير وما أطلقته من صليات صاروخية خلال واحد وخمسين يوماً أطلقت أضعافه خلال أحد عشر يوماً في معركة سيف القدس".
وشدّدت على أنّ قدرات المقاومة وإمكانياتها بعد "البنيان المرصوص" أصبحت أكثر دقةً وإيلاماً، والجميع شاهد ذلك في معركة "سيف القدس" الأخيرة، لافتةً إلى أنَّ أداء المقاومة في أيّ معركة قادمة سيكون مختلفاً كماً ونوعاً وتكتيكاً.