أيام قليلة تفصلنا عن طقوس ننتظرها من العام للآخر، مثل تهنئة المُسلمين بعضهم البعض بمناسبة العيد، والذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة من طريقٍ آخر.
وجاء التوجيه الشرعي داعيًا إلى إظهار شعيرة التكبير في العيد؛ لقوله تعالى: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ على مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، حيث يستشعر المسلم معاني ودلالات التّكبير في قلبه؛ فالتكبير يتضمن شُكر الله تعالى على توفيقه للعبد؛ لأداء الطاعة التي قدَّمها.
ويضم التكبير أنواع الذِّكر جميعها؛ من حَمدٍ، وتسبيحٍ، وتهليلٍ، كما أنّ جملة "الله أكبر" تعني: تعظيم الله -تعالى- عن كلّ نقص، وتعظيمه على كلّ عظيم، وفي التكبير إعلانٌ من المسلم بمَحبّته لله -تعالى-، وشعوره بالعزّة والسعادة بقُربه منه، ويكون ذلك مُصاحباً لتكبيره عند فرحه بقدوم العيد.
صيغة تكبيرات العيد عشر ذي الحجة كاملة مكتوبة:
«الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر.. ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا».
ذهب جُمهور الفقهاء إلى أنّ التكبير في عيد الأضحى سُنّة أو سُنّة مُؤكَّدة، في حين رأى الحنفية أنّه واجب، والتكبير ورفع الصوت به من السُّنَن المُستحَبّة؛ سواء كان بشكل فرديّ، أو جماعيّ بعد الصلوات، أو بشكل مُطلَق، للمُقيم والمُسافر، وللرجال والنساء.
وذهب جُمهور الفُقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، إلى أنّ الجهر بالتكبير سُنّة في حقّ الرجال، ورأوا بأنّ الرجال كانوا يُظهرون التكبير في عهد النبيّ عليه الصلاة والسلام؛ فلو لم يُكبّر الرجال، لَما كبَّرَت النساء من خلفهم.