دعا مدير المسجد الأقصى المبارك، عمر الكسواني، كل من يستطيع شد الرحال والوصول للصلاة في المسجد الأقصى، من أجل إرسال رسالة للعالم أجمع بأنّه حق خالص للمسلمين لا يُشاركهم فيه أحد ولا يقبل القسمة ولا الشراكة.
وأكّد الكسواني، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الإثنين، على أنّ الأقصى حقٌ للمسلمين بقرارٍ رباني، وما يجري بقوة الاحتلال والسلاح فيه لا يُعطي شرعية ولا حقًا لليهود به.
وقال: "إنّ تصريحات وزير حكومة الاحتلال نفالتي بينت، بحرية العبادة لليهود في الأقصى، خطوة خطيرة؛ لأنّه يُريد تغيير وضع "الأستاتيكو" القائم في مدينة القدس مًنذ احتلالها عام 1967".
وأضاف: "الاحتلال يُريد تقويض دور الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى، من خلال منع وصايتها على الأقصى وفرض ستاتيكو جديد يسمح بالصلوات التلمودية للمتطرفين اليهود، في إرهاب واضح ضد شعب أعزل؛ لفرض واقع مرير في المسجد الأقصى".
وما يُعرف بقانون الوضع الراهن "الستاتيكو" هو قانون صادر عن الدولة العثمانية التي كانت تحكم القدس والبلاد العربية بتاريخ 2 أغسطس/آب 1852 ويقوم على تثبيت حقوق كل طائفة وجماعة دينية كانت موجودة في القدس دون السماح بإحداث تغيير فيما كان عليه الوضع منذ ذلك التاريخ.
وكان رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، نفتالي بينيت، قد أوعز أمس، بمواصلة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وذلك في ختام جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية، عقدت عقب اقتحام أكثر من 1500 مستوطن للمسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال، التي سبق واقتحمت المصلى القبلي للمسجد واعتدت على المرابطين داخله.
وتحدث بينيت للمرة الأولى عمّا سمّاه "حرية عبادة اليهود" بالمسجد الأقصى.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيانٍ له: "تحدث رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، ومفتش الشرطة الإسرائيلية العام كوبي شبتاي، وشكرهما على إدارة الأحداث في الحرم القدسي بمسؤولية واحترام، مع الحفاظ على حرية العبادة لليهود في الحرم".
وأشار الكسواني، إلى أنّ ردود الأفعال العربية والإسلامية تقتصر على الشجب والاستنكار، رغم قدرتهم على التحرك ضمن الجهود الدبلوماسية لوقف الانتهاكات بحق المسجد الأقصى التي تصدر من أعلى هرم في دولة الاحتلال الذي يمضى نحو تغيير الواقع في المسجد الأقصى.
وبيّن أنّ اقتحام 151 مستوطنًا لباحات المسجد الأقصى المبارك، وأدائهم صلوات تلمودية، بحماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة.
وعن اقتحام المتطرفين للأقصى يوم أمس واذلي وصف بالأضخم، قال الكسواني: "إنّ اقتحام البارحة للأقصى بدأ بعد الفجر، بإطلاق قنابل الصوت والرصاص المطاطي باتجاه المصلين من أجل إخراجهم من المسجد؛ لتفريغه تمهيدًا لاقتحام المتطرفين الذي بدأ عند الساعة السابعة لمجموعات كبيرة لأكثر من 25 مجموعة تضم من 50 إلى 70 متطرفًا".
وتابع: "الشرطة الإسرائيلية، اعتقلت خلال الاقتحام 13 فلسطينيًا من داخل باحات الأقصى، بالإضافة إلى إصابة العشرات من المصلين أثناء المواجهات واقتحام المسجد القبلي ومحاصرة المصلين العُزل".
وفي ختام حديثه، أوضح الكسواني، أنّ الاقتحام تم على مرحلتين، الأولى من السابعة حتى الحادية عشر ظهرًا، والثانية من الواحدة والنصف حتى الثانية والنصف من ظهر أمس، في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين في أيام التروية ويوم عرفة، وبالتزامن مع قدوم عيد الأضحى المبارك يوم غدٍ.