الأهداف واحدة: لايمكن لداعش أن تضرب إسرائيل

تقرير مراقبون: داعش لا تستطيع ضرب إسرائيل لأن الحدود السمراء التي رسمها التحالف بعيدة عنها

almaghrebtoday-طيران_روسي1
حجم الخط

تخوض روسيا الى جانب دول التحالف العالمي حربا ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا والعراق , بعد الجرائم التي ارتكبها عناصر التنظيم ,والتي كان آخرها تفجيرات باريس ,وتبعها إصدار تسجيل بإسم التنظيم هدد فيه 65 دولة بينهم للمرة الأولى "إسرائيل" ،فهل هناك بالفعل خطر حقيقي علي اسرائيل من داعش ؟ وهل ستضرب داعش اسرائيل في يوم ما ؟! ومتي ستضرب داعش اسرائيل ؟! ولماذا لم تضرب داعش اسرائيل من قبل ؟!

وكالة خبر وفي متابعتها الدقيقة لمجمل التطورات، طرحت عدة أسئلة علي عدد من المحللين السياسيين  والخبراء في الشأن الإسرائيلي في محاولة منها للتوصل الى فهم ما يدور من تطورات ميدانية في الإقليم وعلاقتها بالوضع العام في المنطقة.

وحول المخاوف الاسرائيلية من احتمالية ضرب داعش لإسرائيل قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية د. عمر جعارة أن داعش لن تضرب اسرائيل في الوقت الحالي، وأن اسرائيل قد دست نفسها في الجبهة المعادية لداعش فهي تعتبر نفسها رأس حربة في مواجهة التنظيم كما يظهر في الإعلام الإسرائيلي.

واعتبر جعارة وصف نتنياهوا ونعته لكل من يعادي اسرائيل بداعش هو دليل علي ذلك فتارة يقول أن لا فرق بين حماس وداعش، وتارة أخري لا فرق بين اعداء اسرائيل وداعش، وبالتالي كل من هو ضد اسرائيل هو داعشي.

 وعن تدخل اسرائيل في الحرب مع داعش أوضح جعارة أن مصلحة اسرائيل في زج نفسها بالصراع مع داعش، تكمن بطموح نتنياهو  لجلب أنظار اليهود في أوروبا لإسرائيل فقد دعا خلال كلمة له بعد هجمات باريس في "كنيس" يهودي فرنسي اليهود في فرنسا إلي حزم حقائبهم وأن يأتوا لإسرائيل مما أثار غضب الفرنسيين واعتبروه تدخل كبير في شؤونهم الداخلية، مما أدي إلي عدم احترامه في البروتوكول ووقوفه في الشارع فترة طويلة بدون توصيل للفندق ، ووضعه في الخط الأخير من رؤساء العالم، لكن وقاحته جعلته يتقدم  السطر الأول ويتجاهل الطلب الفرنسي ، وقد تلقت اسرائيل صفعة قوية بعد خطاب نتنياهوا ووصفه أن الارهاب كله ارهاب فرد عليه الوزير الفرنسي أن هناك فرق بين المقاومة والإرهاب.

مستقبل اسرائيل والأحداث العالمية

وبالإشارة الى مستقبل اسرائيل وعلاقته بالأحداث العالمية أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي د جهاد جعارة أن اسرائيل تحرص علي  أن تكون في مقدمة الحرب علي داعش لان  الإعلام العالمي سمي هذه الحرب "بالحرب العالمية علي داعش" وأن دويلة إسرائيل أتت نتيجة الحرب العالمية الأولي، وبالتالي فأن أي حدث عالمي يجب ان تضع اسرائيل نفسها فيه لتزيد مكاسبها من القوة ،فإسرائيل اليوم  تقوم علي الأحداث العالمية وليست الأحداث الخاصة، مثالا ً علي ذلك " تدخل اسرائيل في الضربات الروسية لداعش بسوريا، فقد زار نتنياهوا بوتين وقال يجب علينا أن نشكل قيادة موحدة من الجيش الروسي والاسرائيلي وخاصة فيما يتعلق بتنسيق الطلعات الجوية الروسية " والأن سيذهب نتنياهوا مرة أخري لتعزيز ذلك بموسكو، وبالتالي فإن مستقبل اسرائيل في المنطقة تحدده الأحداث العالمية.

وعن  توقعات وإمكانية ضرب داعش لإسرائيل استبعد  جعارة ضرب داعش للإسرائيل عن طريق جيش منظم وإنما تستطيع عن طريق خلايا سرية  مثل هجوم فرنسا وقال : أن داعش ليست جيشا ً وإنما فكرة ، فهي تحاول الضرب بخلايا وأفراد وتمتلك الامكانية لذلك لأن البعد السري والتنظيمي ليس محظور عند أي نظام قوي في العالم.

ورجح عدم امكانية داعش لضرب اسرائيل ,مشيرا الى أنها ليست جيشا ًمنظما، وأنها محاصرة من كل العالم والعالم اليوم بصدد تجفيف جميع مصادرها البشرية والمالية.

توقيت ضرب داعش لإسرائيل

وعن التوقيت الذي يحتمل فيه ان تكون اسرائيل تحت نيران داعش أوضح جعارة أن داعش لا تستطيع اليوم ضرب اسرائيل ، لأن الحدود السمراء التي رسمها العالم لداعش بالأراضي السورية هي بعيدة الأن عن اسرائيل وإن تعرضت اسرائيل لضربات لن تكون اقوي من هجمات باريس وبنفس الطريقة .

مصالح مشتركة

بالمقابل لا يعتقد المحلل السياسي محسن أبو رمضان أن اسرائيل تخشي داعش ,وأضاف أن التحليلات السياسية تقول أن داعش والحركات الأصولية تصب بشكل مباشر بالمخطط الاسرائيلي وتجزئة الوطن العربي.

وعن امكانية مهاجمة داعش لإسرائيل قال أبو رمضان أن اسرائيل يمكن ان تستغل بعض الارهاصات لبعض الخلايا والتوجهات، من أجل خلق حالة ربط بينها وبين الغرب المستهدف الأن من داعش، ولكن لن تصل إلي مرجلة الهجوم المباشر علي اسرائيل،

وأكد  أبو رمضان أن داعش هي مخطط خارجي علي الوطن العربي فهي تهدف إلي تعزيز الطائفية والذي تستغله اسرائيل وفق شعار الدولة اليهودية وباتجاه مساهمة تفتيت وتقسيم الوطن العربي ، وبالتالي هناك التقاء بصورة غير مباشرة بين أهداف اسرائيل وبين داعش، وبالتالي لا يمكن لداعش أن تضرب اسرائيل

وتوقع أبو رمضان أن تتصنع اسرائيل أفكار بأن هناك خلايا إرهابية نائمة حتي تبرز نفسها وتستغلها كضحية للإرهاب، كما هي فرنسا وبلجيكا وأمريكا ، وكما هي بلدان أوروبا أيضا ً،وتحاول خلق علاقة ترابطية معنويا بينها وبين الغرب تحت شعار أن" الجميع مستهدف" معتبرة نفسها من المجتمع الأوروبي الديمقراطي .

يذكر أن اسرائيل اتهمت تركيا بأنها تقف وراء دعم تنظيم داعش بالرجال والمال والسلاح ، وتريد اسرائيل خلق علاقة بين داعش وتركيا لإحداث فجوة بين أمريكا وتركيا وروسيا.