في ظل تردي أوضاعهم الصحية

وكالة "خبر" ترصد شهادات حيّة لعوائل الأسرى المضربين عن الطعام

الاسرى المضربين عن الطعام
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

"أخي محمد تم عزله في زنزانة مليئة بالفئران والبقع في معتقل عسقلان؛ لذلك لجأ للإضراب عن الطعام"، بهذه الكلمات وصف معتصم نوارة، الشقيق الأكبر للأسير محمد نوارة (35) عامًا، من قرية المزرعة الشمالية غرب رام الله، معاناة شقيقه داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

محمد نوارة.. إضراب في غياهب العزل

وقال معتصم في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ احتجاج أخي على ظروف عزله، دفعه للإضراب عن الطعام لليوم التاسع على التوالي من داخل العزل؛ لكنّ إدارة مصلحة السجون بدلاً من الاستجابة لمطالبه العادلة بتحسين ظروف اعتقاله المستمر مُنذ 21 عامًا، قامت بنقله عبر البوسطة (سيئة السمعة والصيت) إلى عزل معتقل بئر السبع؛ لإضعاف عزيمته لفك إضرابه عن الطعام".

ولمن لا يعلم البوسطة فهي عبارة عن سيارة مُصفحة مُحكمة الإغلاق يتم فيها نقل الأسرى الفلسطينيين من وإلى المحاكم "الإسرائيلية" أو للتنقل بين سجون الاحتلال أو للنقل إلى المستشفيات خارج السجون.

وتفتقر "البوسطة" لأدنى مقومات الآدمية والإنسانية، حيث لا يوجد مكان للجلوس كما أنّه لا يصلها أشعة الشمس أو الهواء إلا من خلال فتحات دائرية صغيرة، ويبقى الأسير مُكبل اليدين والقدمين في وضعيه واحدة لمدة تتراوح من 10 ساعات إلى عدة أيام.

وإمعانًا في تعذيب الأسرى، أدخلت دولة الاحتلال تعديلات عليها في العام 2006؛ لتصبح أكثر قسوة من خلال تقسيمها لثلاثة أقسام، اثنان على شكل زنازين لها أبواب داخلية مصفحة يتم تجميع الأسرى الذين قد يصل عددهم إلى 40 أسيرًا بداخلها، بينما يضم الجزء الأمامي مرقدًا لقوات "النحشون" المسؤولة عن نقل الأسرى مُتسلحة بالكلاب البوليسية التي تقوم بالتضييق على الأسرى وإرهابهم من خلال أصواتها.

ويرقد الأسير نوارة الذي يقضى حكمًا مدى الحياة، في عزل معتقل بئر السبع مُنذ ثماني أيام، حيث ظروف العزل أكثر صعوبة، الأمر الذي دفعه للإضراب عن الطعام وربما الماء حسب شهادات الأسرى لأخيه الأكبر معتصم.

وأشار معتصم، إلى أنّ عائلة الأسير نوارة متواجدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي الاطمئنان على صحة الأسير محمد تتم من خلاله، حيث كانت آخر زيارة له قبل تفشي جائحة كورونا في الأراضي الفلسطينية.

وطالب معتصم، الصليب الأحمر الدولي بالضغط على دولة الاحتلال، لفك عزله الانفرادي؛ كي يُوقف إضرابه عن الطعام المتواصل لليوم التاسع على التوالي، الأمر الذي يُهدد أجهزة جسده الهزيل، لافتًا إلى مشاركة الأسير في إضراب الحرية والكرامة للأسرى الذي تواصل لـ73 يومًا.

وأكّد على أنّ مسؤولية الصليب الأحمر تتوجب عليه زيارة الأسير نوارة؛ لتحسين ظروف اعتقاله وإخبار أهله حول حالته الصحية والنفسية في ظل تعذر زيارة العائلة له؛ نتيجة منع الاحتلال.

أحمد نزال.. المحكمة على موعد مع تجديد الاعتقال الإداري

من جهته، أوضح معتصم نزال، ابن أخت الأسير "أحمد حسن نزال" من قباطية قضاء جنين (53) عامًا، وأب لخمسة بنات وولدين، والمضرب عن الطعام لليوم الثالث عشر على التوالي؛ رفضًا للاعتقال الإداري؛ أنّه اُعتقل بتاريخ 9 يناير الماضي وكان من المفترض أنّ يتم الإفراج عنه بتاريخ 9 يوليو الماضي؛ لعدم توجيه الاحتلال تهمةً له لمواصلة اعتقاله.

واستدرك نزال في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "لكنه تفاجأ خلال محاكمة الإفراج يوم 9 يوليو، بتجديد الاعتقال الإداري لستة شهور، الأمر الذي دفعه للإضراب عن الطعان احتجاجًا على اعتقاله الغير مبرر".

ولفت إلى أنّ المحامي الذي شاهده من خلال الشاشات بسبب جائحة كورونا، يُعاني الهزال وقرحة في المعدة، مُحذّراُ من أنّ إضرابه عن الطعام في قادم الأيام حال مواصلة الحكم الإداري بحقه، قد يؤدي لتردي حالته الصحية.

وبيّن أنّ الصليب الأحمر الدولي لا يستجيب لنداءات العائلة، للاطمئنان على حالة الأسير نزال الذي يُعاني ظروف اعتقال تعسفية في معتقل بئر السبع.

حسام الربعي ..عقاب السجان بعد تعليق إضرابه

أما أخ الأسير حسام ربعي (31) عامًا، من مسافر يطا بالخليل، فقد أكّد على أنّ تعليق شقيقه إضرابه عن الطعام بعد توجيه الاحتلال تهمة له، بدلاً من مواصلة تجديد اعتقاله الإداري، وبالتالي سيكون هناك تهمة أمام المحكمة لتحديد مدة محكوميته بدلاً من استمرار الاعتقال الإداري.

وقال ربعي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ الاحتلال لا يعرف طبيعة التهمة التي سيوجهها لسقيقه الأسير حسام"، مُحذّراً من خبث مخابرات الاحتلال بإرجاع أخيه للاعتقال الإداري من جديد.

ونوّه إلى أنّ الاحتلال يمنع عائلته من زيارته، بالإضافة لمنع "الكنتينه" عنه كجزء من العقاب للأسير الذي بدأ الإضراب عن الطعام ثم أعلن عن وقفه، مُوضحاً أنّ تم اعتقال شقيقه ثاني أيام عيد الفطر ويتواجد حاليًا في معتقل النقب الصحراوي.

والاعتقال الإداري هو اعتقال بدون تهمه أو محاكمة، يعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يُمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويُمكن حسب الأوامر العسكرية "الإسرائيلية" تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات غير محدودة، حيث يتم استصدار أمر اعتقال إداري لفترة أقصاها ستة شهور قابلة للتجديد.

ووفقًا لإحصائيات هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإنّ 4850 أسيرًا يقبعون داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي" من بينهم 43 أسيرة و225 طفلاً و540 معتقلاً إداريًا و5 نواب و600 من الأسرى المرضى و547 من الأسرى من صحاب المؤبدات و16 من الصحافيين و86 من الأسرى القدامي.