كتب د ناصر اسماعيل اليافاوي
توطئة :
مما لاشك فيه أ ن ما يجتاح العالم اليوم من موجات ارهابيه ،وانتشار القتل في كافة اصقاع الارض ، وتصاعد الهجمات الإرهابية في الفترة الأخيرة، خاصة الأحداث التي شهدتها "لبنان، وفرنسا، وروسيا، وتونس" أصبح التفكير في العقل المدبر لكل تلك الأحداث، أمراً حتمًيا.
ولابد لنا ان نسال عن الهوية للعقل المدبر، والمستفاد من تفاقم الأحداث وانهيار الأمن سواء في المنطقة العربية أو دوليًا، بالإضافة إلى إمكانية قيام حرب عالمية ثالثة.
ومن المؤكد ان نصل وبتحليل منطقي وبديهي ان "إسرائيل وأمريكا وأباطرة الاستعمار المعاصر هم العقل المدبر" وان ما نسمعه عن تبنى منظمات وهميه لتك العمليات ما هو الا مؤامرة واضحة لتمرير اهداف مشوهة ..
تجعل البشر يعيشون في حالة حرب فعلية تتمثل في الحرب الفكرية والسياسية والنفسية ..
جذور الخطاب الاستعماري الحديث وعولمة الارهاب :
تعتبر جذور عولمة الإرهاب جزء مركزي في الحروب الإمبراطورية الاستعمارية أواخر القرن العشرين وبداية الواحد والعشرين، فخلال القرنين الـ18 والـ19 ، حيث كان زيف الخطاب الاستعماري قائما على نشر الحضارة والتمدن بين الشعوب المتوحشة والمجموعات البربرية. وبالطبع ان هذه "رسالة نبيلة" بلّغت على جماجم الملايين من السود الأفارقة والعرب المسلمين والآسيويين والهنود الحمر الذين بلغتهم جرعة زائدة من الحضارة فاختفوا من فوق أرض العالم الجديد ليتركوا المكان لواحدة من أكثر الحضارات إنسانية في التاريخ الحديث بلغت إنجازاتها سماء هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، في واحدة من أكثر الجرائم إرهابية في التاريخ الحديث....
ومن المفارقات العجيبة ان اسرائيل تلعب نفس الدور وتزيف خطابها العالمي وتضلل الرأي العالمي بروايات وافتراءات مختلقة ؟....
اسرائيل وراء تفجيرات باريس :
قد يكون إسراع اسرائيل بالمطالبة بحماية المراكز اليهودية في فرنسا، بعد هجمات باريس امر يدعو للشك والوقوف خلف دوافعهم المشبوهة ، ناهيك عن مسارعة رئيس الوزراء نتنياهو إلى المطالبة بدفن قتلى الاعتداءات على المتجر اليهودي في فلسطين المحتلة، وتوقع (إسرائيل) أن يعقب هذه الاعتداءات موجة من الهجرة الفرنسية إلى أراضيها ما قد يبلغ نحو 10 آلاف شخص.
دوافع اسرائيل وراء هجمات باريس :
اولا : محاولتها معاقبة فرنسا تحديداً وبقية الدول الأوروبية على محاولات التصويت لنيل الاعتراف بدولة فلسطين واستقلالها، لان هذا يندرج في سياق تعزيز تراجع مكانة (إسرائيل) في العالم لا سيما لدى الشعوب الأوروبية.
ثانيا : رغبة (إسرائيل) معاقبة فرنسا من خلال القيام بهذه العمليات الإرهابية والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار فيها وفي بقية الدول الأوروبية، هو تأييد فرنسا لمشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن في وقت صوتت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا ضده، ورغبتها في ايلام فرنسا جراء دعمها المعلن للطموحات الفلسطينية في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ثالثا : وباعتقادي انه السبب الرئيس ، واستنساخ تجارب الصهيونية الماضوية وهواعتراض الحكومة الفرنسية على رغبة (إسرائيل) تهجير اليهود الفرنسيين إلى الأراضي المحتلة، ، وهو ما يعبر عنه توقعات الحكومة الإسرائيلية بهجرة نحو 10 آلاف يهودي فرنسي إليها بعد الأحداث الأخيرة والاضطرابات الأمنية التي تعرضت لها فرنسا والتي سوف تتعرض لها أوروبا تباعاً.
رابعا : خلق مشاكل للاتحاد الأوروبي داخل أراضيه، مما يجعله ينشغل بمشاكله الخاصة ويشتت الانتباه عن قضية الاعتراف بفلسطين..
خامسا : نجاح الدبلوماسية الفلسطينية في تقريب الموقف الأوروبي للقضية الفلسطينية ي، هذا بالطبع إسرائيل إلى درجة جعلها تفكر جدياً في إشغال أوروبا بمشاكلها، وتهديد أمنها الداخلي، ولذلك بدأت التهديدات الأمنية انطلاقاً من السويد والهجوم على العديد من مساجدها من قبل متطرفين عنصريين كونها أول دولة من أوروبا الغربية تعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية.
سادسا : غزو العقل الجمعي العالمي وبشكل خبيث ان المسلمين هم الإرهابيون ، وكون أن الفلسطينيين مسلمون، اذا الفلسطينيون ارهابيون ..
وزيرة خارجية السويد تدعم صحة زعمنا :
ويبدو ان نقاطنا ومبرراتنا السابقة غير غريبة على شخصية دبلوماسية اوربية مميزة ، حيث خرجت وزيرة الخارجية السويدية “ما رغوت وال ستروم” بتصريح مفاجئ وربما صادم تقول فيه “إن إسرائيل تقف بشكل غير مباشر وراء الهجمات في باريس”. حيث قالت خلال مقابلة على قناة “SVT2 ” السويدية ردا على تصريحات نتانياهو وقالت إن التطرف الإسلامي سببه الصراع بين فلسطين وإسرائيل ومشاريع اسرائيل الاستيطانية وقمعها غير المبرر للفلسطينيين.
شياطين الجن تبلغ استخبارات اسرائيل بهجوم في المانيا :
ومن الحقائق المثيرة للجدل أن كشفت تقارير صحفية في ألمانيا أن جهاز استخبارات إسرائيليا كان صاحب التحذير الحاسم من وقوع هجوم إرهابي في مدينة هانوفر الألمانية أثناء مباراة المنتخب الألماني لكرة القدم أمام نظيره الهولندي يوم الثلاثاء قبل الماضي (17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 ، والسؤال المشروع ، كيف ومتى علمت المخابرات بهذا الحدث ومكانه وتاريخه ، وبهذا الوقت بالذات ؟؟
المواقف الأمريكية من الأحداث الارهابية تعزيز آخر لقراءتنا :
كون ان اسرائيل وامريكيا تربطهما علاقات ارهابيه في التركيبة السيكولوجية للنسيج الاجتماعي ، فحتمية تعاطيها مع الارهاب المدروس اضحى امر طبيعي ..
و ما يعزز اتهام إسرائيل :
- امتناع الرئيس الأمريكي عن المشاركة في التضامن مع فرنسا والحضور رسمياً إلى باريس مع بقية قادة العالم... لان الإدارة الأمريكية تعلم تماماً من يقف خلف هذه الهجمات ، و توصلت المخابرات الفرنسية إلى النتيجة ذاتها، لكنها تجد نفسها مرغمة على التناغم من القصة الدرامية المحبوكة إعلامياً في الوقت الحالي، ووجدت مع امريكيا انه من الاسهل تحميل المسئولية والصاق التهمه بحصان طروادة (الارهاب الاسلامي)
- اعدام المخابرات الامريكية للأشخاص اصحاب الاسماء البراقة والتي تحمل اسماء مثل (ابوقاعود – ابو العود ) وغير ذلك باعتبارهم الصندوق الاسود الذى يجب اخفاءه لطى ملفات استخباراتية ممنهجة .......
كاتب –باحث فلسطيني أمين عام مبادرة المثقفين العرب للدفاع عن فلسطين