في ظل تزاحم الانباء حول الجهود المصرية للإتمام المصالحة الفلسطينية على الصعيد الداخلي الفتحاوي ما بين الرئيس محمود عباس، والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، وفي الجانب الاخر بين حركة حماس في قطاع غزة ومحمد دحلان، فإن المؤشرات لا تدل على قرب اتمام أي من هذه المصالحات.
لا مصالحة مع دحلان
وبعد فشل الجهود المصرية في اتمام المصالحة بين عباس ودحلان ، وردود الفعل السيئة التي اثارها بيان اللجنة المركزية لحركة فتح وتصريحات القيادي في الحركة أحمد عساف، والتي أكدت على نسف الجهود المصرية وان القرار قد حُسم ومحمد دحلان فُصل بلا رجعة.
يؤكد أحمد عساف لوكالة خبر، أن هذا الموضوع قد انتهى ولا عودة للحديث عنه وقد مضى قرابة العشر أيام على انتهاءه ولا داعي للحديث عنه، في اشارة أنه مُصّر على موقفه من تصريحاته بشأن محمد دحلان .
مؤشرات المصالحة بعيدة جداً
وبالإشارة الى المصالحة ، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني ، أنه وعلى الرغم من الأثر الذي سينعكس عن إصرار الرئيس على موقفه بشأن محمد دحلان وفشل الجهود المصرية بتغييرها فإنه لن يكون كبيراً، مشيرا الى أنه سيؤثر سلباً على علاقة مصر بالرئيس محمود عباس، و مصر لن تتوقف عن ممارسة الضغوط من أجل اتمام المصالحة، ذلك تقديراً منها لأهمية المصالحة الداخلية .
وأشار إلى أن التعقيدات أكبر من قدرة مصر على إبرامها لأن المسألة أصبحت مرتبطة بشخص الرئيس ، ومرتبطة أيضاً بقرارات اللجنة المركزية.
واستبعد "الدجني" قُرب هذه المصالحة إلا بانتهاء ولاية الرئيس عباس سواء بخروجه الطوعي أو حتى بوفاته لأن المسألة أصبحت شخصية ومؤسساتية وهذا ما يعقد المسألة.
ما زال لديه أمل بالمصالحة
ومن جهته، يُشكك الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل في أن تتم المصالحة بين حماس ودحلان على ضوء فشل المصالحة بين دحلان وعباس، لأن موقف دحلان هو مصالحة مع الكل وليس مع طرف بعينه.
ومع هذا فإن عوكل يرى أن دحلان مازال لديه الأمل بالمصالحة مع عباس وتحوله بالمصالحة مع حماس ما زال مبكرا، ومع قرب مؤتمر حركة فتح السابع يتجدد أمل محمد دحلان بالمصالحة حتى في ظل قرارات اللجنة المركزية بحقه فهو مازال يتعاطى بتفاؤل مع الموضوع .
وأضاف: لا نستطيع ان ننتظر من المجتمع العربي والدولي اهتمام يزيد عن اهتمام الفلسطينيين بأنفسهم ، لافتا الى أن المؤشرات تبقى لإتمام أي مصالحة "ضعيفة" .
بينما يرى المحلل السياسي حسن عبدو أن ملف المصالحة الفلسطينية هو احدى الملفات المغلقة ولا يوجد جهد حقيقي من اجل اعادة فتح هذا الملف ، ومن غير المتوقع ان يكون هناك مصالحة في المدى القريب .
وإستبعد "عبدو" أن يكون هناك مصالحة تؤدي لعودة دحلان لغزة و ان العلاقات بين الطرفين ستبقى في هذا المستوى الانساني.
ويشار إلى القيادة المصرية، قادت حراكاً الاسبوع الماضي من أجل اتمام المصالحة الداخلية لحركة فتح والوطنية بصفة عامة رزمة واحدة ، واستدعت كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي محمد دحلان إلى القاهرة، لكن بيان اللجنة المركزية الذي أصاغه ثلاثة أفراد منها وهم" جمال محيسن، محمود العالول، الطيب عبد الرحيم" ، أفشل كل الجهود.