لماذا الجيش يقتل الآن أكثر ..!

حجم الخط

هآرتس – بقلم يغيل ليفي

في اعقاب موجة القتل في الاشهر الاخيرة في الضفة، نشر أن رئيس الاركان التقى مع ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى وطلب منهم العمل على تقليص عمليات اطلاق النار. المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي لم يؤكد ذلك والغموض ليس خطأ. من اجل فهم اليد الخفيفة على الزناد يجب العودة الى الاعوام 2015 و2016، الزمن الذي تطورت فيه في الضفة انتفاضة الافراد، التي هددت باشعال انتفاضة ثالثة. جيش الدفاع الرسمي توجد له مهمة رئيسية واحدة في الضفة وهي ضمان أن سيطرة اسرائيل لن تتضعضع بسبب اعمال العنف التي سترفع مستقبل الضفة الى جدول الاعمال الدولي وتجر ضغوط من اجل ايجاد حل سياسي. ولكن جيش الشرطة غير الرسمي الذي يعمل في الضفة على قاعدة النواة للواء كفير ومليشيات المستوطنين، يوجد له دور مختلف وهو التمكين من سيطرة يهودية تدريجية على الضفة. 

بين هذين الجيشين يوجد توتر دائم. ولكن عندما اندلعت انتفاضة الافراد نجح قائد الجيش الاسرائيلي الرسمي، غادي آيزنكوت، في فرض سيطرة جزئية على جيش الشرطة. فقد فهم بصورة افضل من المستوى السياسي الامكانية الكامنة للاشتعال ونجح في منعها. من اجل ذلك عملت قيادة المنطقة الوسطى على الحفاظ على نمط حياة سليم لمعظم السكان وركزت على معالجة بؤر العنف. كجزء من هذا الجهد تم وضع تعليمات ضابطة لاوامر فتح النار.

التعبير عن ذلك يمكن ايجاده في اقوال قائد المنطقة الوسطى في حينه، روني نوما، الذي كتب في مقال بأن “في عملية استخدام القوة التكتيكية تم تعزيز قدرة المواجهة للجندي على تحييد نشاطات الارهابي دون قتله (على فرض أن الوضع يسمح بذلك). ومن اجل تقليص عدد الجنازات التي تتحول الى استعراض لتماهي الجمهور، ومن اجل عدم تعظيم من نفذ العملية واعتباره شهيد قدم نفسه من اجل الوطن”.

مقولة آيزنكوت “لا أريد أن يفرغ الجندي المخزن على فتاة تحمل مقص” كانت جزء من هذه الرؤية. ولكن المقاربة الضابطة تعرضت لانتقاد اليمين، بما في ذلك وزراء في الحكومة. قتل عبد الفتاح الشريف على أيدي اليئور ازاريا في تلك الفترة ودعم اليمين لمطلق النار، أحدث انعطافة في موقف الجيش.

منذ ذلك الحين، معيار نجاح الجيش لم يعد منع القتل من اجل منع توسيع العنف، بل الجيش نفسه بدأ في احصاء الفلسطينيين القتلى من اجل مواجهة الاتهامات بعدم الشجاعة. وحتى أن آيزنكوت تفاخر بأنه “في السنتين الاخيرتين قتل فقط في الضفة الغربية 171 ارهابي”. بعد ذلك تفاخر بأنه فقط جندي واحد (اليئور ازاريا) تمت ادانته مقابل عشرات آلاف حالات استخدام القوة.

الفتك الذي بشر به افيف كوخافي عند تعيينه استند الى هذه البنية التحتية الثقافية الجديدة. جديدة لأن الجنرال نوما بث رسالة معاكسة. وحتى أن بني غانتس دعم هذه الثقافة الجديدة عندما دمج في حملته السياسية فيلم تفاخر فيه بـ 1364 قتيل في عملية “الجرف الصامد”. بدرجة كبيرة “اشارات الاكس”، التي يضعها الجنود احيانا كعدد للقتلى، امتدت من اعقاب البنادق الى مكاتب القادة. جيش الشرطة هزم الجيش الرسمي.

في هذه الظروف اليد الخفيفة على الزناد هي أمر لا يمكن تجنبه. هذه السياسة توجهها ثقافة فتاكة وثقافة احصاء الجثث. من المشكوك فيه أن يحاول كوخافي السير على طريق احترق فيها من سبقوه. إلا اذا ابلغه المستوى السياسي بضرورة الحاجة الى كبح جماح جيش الشرطة، باسم تقديس الوضع الراهن الذي يتمثل بسيطرة اسرائيل في الضفة.