أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم السبت، عن توقيف 22 شخصًا مشتبه بهم في حرائق الغابات التي مست العديد من المناطق في مختلف أنحاء البلاد.
أوضح الرئيس تبون، في كلمة له، أنّ 11 شخصًا من المشتيه بهم من تيزي وزو، 4 من عنابة، والباقي في ولايات المدية وعين الدفلى وجيجل، مؤكّدًا على أنّ "التحريات مستمرة للقبض على كل الضالعين في هذه الحرائق"، وفق ما نقل موقع (فرانس 24).
وقال في رسالة وجّهها للمواطنين: "إنّ العدالة ستأخذ مجراها في هذا الشأن"، مبيّنًا أنّ "جزءًا من الحرائق سببه الأحوال الجوية، لكن أغلبها بأياد إجرامية، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء الجزائرية".
ودعا الرئيس تبون، المواطنين إلى التحلي بـ"الوحدة واليقظة والحذر والتصدي لكل المغرضين الذين يعملون على بث التفرقة بين الجزائريين".
ولفت إلى أنّ فرق مكافحة الحرائق تعززت بطائرتي إطفاء وصلتا الخميس من فرنسا وبدأتا العمل فورًا في غابات "تيزي وزو"، بانتظار وصول طائرات أوروبية أخرى.
ووصف الأوضاع التي تمر بها الجزائر حاليًا بـ"الكارثة"، معلنًا عن "وصول ثلاث طائرات إضافية لإطفاء النيران من إسبانيا ومن سويسرا في الأيام القليلة المقبلة" وعزا تأخر المساعدات إلى الانشغال بالحرائق في بلدان أخرى.
وأشار الرئيس الجزائري، إلى أنّ "حجم الحرائق مست تقريبا 14 ولاية في نفس الوقت"، موضحًا أنّ "لسنا متعودين عليه".
وتابع: "في أول يوم من اندلاع هذه الحرائق، قمت بإسداء تعليمات للوزير الأول وحتى على مستوى الرئاسة للاتصال بكل الدول الأوروبية الصديقة من أجل اقتناء طائرات إخماد الحرائق، حيث كنا نعلم بأن التضاريس لا تسمح بإطفاء النيران بوسائل تقليدية، غير أنه مع الأسف، ولا دولة استجابت لطلبنا لأن كل الطائرات الأوروبية من هذا النوع كانت آنذاك متمركزة في اليونان وتركيا التي عرفت هي الأخرى اندلاع حرائق مهولة".
وأكّد الرئيس تبون، على ضرورة الوحدة الوطنية والتلاحم بين جميع الجزائريين، مضيفًا بقوله: "الشعب واحد موحد من تيزي وزو إلى تمنراست ومن تبسة إلى تلمسان".
وشدّد على أنّ "الدولة الجزائرية دولة واحدة موحدة والشعب واحد موحد من تيزي وزو إلى تمنراست ومن تبسة إلى تلمسان، وهذه المسائل مفصول فيها وسنتصدى بكل الوسائل المتاحة لكسر هؤلاء الناس الذين يحاولون المساس بالوحدة الوطنية".
وحذر تبون، من الوقوع في "فخ المنظمتين الإرهابيتين (يقصد الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل التي يترأسها فرحات مهني ومنظمة رشاد الإسلامية ومقرها لندن) اللتين تحاولان الدخول من هذا الباب للمساس بالوحدة الوطنية".
وقال: "يجب أن نتصدى جميعنا إلى كل الذين يريدون إثارة التفرقة بين الجزائريين وبين منطقة وأخرى، وهي المحاولات التي تعد إجرامًا في حد ذاته".
وفيما يخصّ الشهداء، ذكر أنّ "الضحايا الذين استشهدوا ينتمون إلى أغلب المناطق والولايات، وكل الجزائريين سارعوا بكل وسائل الإطفاء المتاحة لديهم لتخفيف وطأة الحرائق على سكان تلك المناطق".
تستمر جهود إخماد النيران التي اجتاحت شمال الجزائر خصوصًا في منطقة القبائل منذ أربعة أيام بمؤازرة طائرات من فرنسا ونشر آلاف الجنود ومشاركة السكان، وأسفرت هذه المأساة عن مقتل 71 شخصًا.