فلسطين هي الأرض الأم، كل من وطئ ثراها وولد من رحمها اجتمع على حبها، هي استثناء جميل عبقها يبقى ملتصقًا في ثوب الخريجين وهم يحتضنوها فرحًا بمناسبة اجتياز مرحلة ما كمرحلة الثانوية العامة مثلًا، فلسطين هي الفرحة والبسمة هي الألم والأمل.

في قطاع غزة الذي قاسى الأمرين خلال المرحلة السابقة فكورونا والاحتلال اجتمعا على قلبه، يكرم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح "ساحة غزة" برئاسة النائب محمد دحلان، كوكبة من المتفوقين في الثانوية العامة "التوجيهي 2021"، وسط حضور الأهل والأحبة والأصحاب وشخصيات فصائلية ومجتمعية.

الطيب فخر أبو عواد، عبّر عن حبه لفلسطين ولوّح بعلم بلاده فرحًا، هو طالب أنهى الثانوية العامة بمعدل 99.6% الفرع الأدبي، رفع لنا شارة النصر وقال: "بحب فلسطين هي الأرض اللي وجدنا من أجلها وهي وجدت من أجلنا، كل ما أفعل هو لأجل فلسطين".

حلم المستقبل القريب

يضيف أبو عواد خلال حديثه لوكالة "خبر" على هامش التكريم: "أسعى في المستقبل القريب إلى أن أكرس جهودي لخدمة القضية الفلسطينية من خلال دراسة القانون، وعلى وجه الخصوص الدفاع عن حقوق الأطفال المهمشين الذين يتعرضون للعنف الإسرائيلي".

"يا زملاء المهنة.. حاولوا بكل الطرق أن اخدموا القضية الفلسطينية، هي الأولوية الأولى والأخيرة، فلسطين جزء منا ومن حقها علينا أن نسعى لرفعتها، إنني قادم إليكم حتمًا لا محالة"، تلك الكلمات كانت رسالة الطيب إلى زملاءه السابقين.

 

أما نور أكرم دهمان، طالبة أنهت أيضًا مرحلة الثانوية العامة بمعدل 99.6% الفرع العلمي، اجتمعت مع زميلها الطيب على حب فلسطين حيث أجابت: "بحب فلسطين لأنها بلدي، تخصصي الذي أنوي دراسته الطب، انعرض عليا عدة منح خارج الوطن لكن رفضتها وأنا أرغب دراسة الطب في فلسطين حتى أساعدها في المستقبل القريب، أرضنا هي بحاجتنا".

دهمان تتابع الحديث لوكالة "خبر": "بلادي تستحق أن نعمل لأجلها، وسأسعى لتقديم الخدمة لكل المرضى خاصة الجرحى الذين يصابون بالحروب، لا سيما وأن قطاع غزة تعرض وما زال للعدوان الإسرائيلي الوحشي".

حرب وكورونا

وتستحضر المتفوقة نور لنا على هامش التكريم ظروف فترة الدراسة، فتوضح: "الظروف كانت صعبة جدا بسبب الحرب وكورونا، دوام المدرسة لم يكن مستمرًا، كان هناك انقطاع جزئي في الدراسة، لكن بحمد الله تمكنا من اجتياز تلك الظروف وحصدنا معدلًا نرغبه ويرضي الوطن".

 

محمد عمر أبو مسامح حصل أيضًا على معدل 99.6 % الفرع العلمي، حبه لفلسطين تجسد في  رسالة وجهها للمسؤولين فحواها أن اجتمعوا واخرجوا من نقطة مشتركة تكون بداية مشرقة لمستقبلنا وننهي من خلالها الانقسام الذي أثقل كاهل فلسطين الأم الحنون.

أبو مسامح ذكر لوكالة "خبر": "أكثر شيء بحبه في الحياة هو الفيزياء لكن نظرا لكونه تخصصا ليس له أفق في قطاع غزة، سأدرس الطب وحتمًا سأبدع فيه".

إنجاز عظيم

وعن هدف الطالب أبو مسامح بالحياة أفاد بأنه يتجسد في أن نصل لمرحلة إن كان هناك أشخاص بحاجة للتحويل للعلاج في الخارج أن نعالجهم محليًا ويقود هو تلك المرحلة التي تحمل إنجازًا عظيمًا، وقتها سيكون راضيًا عن نفسه جدًا، وفق ما عبر لنا.

 

واستحضر لنا ظروف الدراسة وقال: "الحرب وكورونا أثرتا على نفسيتنا خلال مرحلة الدراسة، لكن الحنكة تكمن في التكيف مع الأوضاع القائمة وتدارك الأمور مثلا خلال فترة كورونا حاولنا التعايش مع الظرف القائم واللجوء للتعليم الالكتروني".

حينما يجتمع حب فلسطين في قلب أبنائها، إن الناتج حتمًا لا محالة سيكون تخريج جيش عظيم يقود المستقبل، ويخرج البلاد من الظلام إلى النور.