تغلبتا على الظروف

شاهد: متفوقتان من غزّة حصدتا ثمار النجاح وجمعتهما كلية الطب البشري

تكريم
حجم الخط

غزة - خاص وكالة خبر - فدوى نصار

من رحم المعاناة والمأساة يُولد الأمل والفرح، ومن باطن الغيوم السوداء ينشق شعاع النور، ومن أرحام المحن تأتي المنح، ومن أعماق البلايا تخرج العطايا، وأشد ساعات الليل سوادًا هي التي تسبق طلوع الفجر، ولحظات اليأس هي الأقرب للانتصار.

صعنوا الأمل والنجاح بأيديهم رغم الظروف التي عانوا منها طوال سنواتٍ مضت، وحققوا طموحاتهم بإصرارٍ وعزيمة لا تلين، وبثوا بتفوقهم الأمل والبهجة في نفوس آبائهم وأمهاتهم، تلك هي غزّة التي تجد السُبل لتواصل حياتها رغم ويلات الحروب والحصار.

المتفوقة "رهف غسان نعيم مهدي" الحاصلة على المركز الأول على مستوى الوطن بالفرع العلمي بمعدل 99.7%، من مدرسة مريم بنت عمران، والتي أعربت خلال حديثها لمراسلة وكالة "خبر" أثناء حفل تكريم نظَّمه قائد تيار الإصلاح في حركة فتح النائب محمد دحلان، عن سعادتها الغامرة بتفوقها وإدخالها البهجة والفرحة على عائلتها.

تكريم3.jpg


وأكّدت على أنَّ فترة انتشار فيروس "كورونا" في قطاع غزّة من أصعب الظروف التي مرت على طلبة الثانوية العامة بشكلٍ عام، كونهم اعتمدوا على التعليم المدمج، وما صاحبه من صعوبات في التواصل مع المعلمين عبر البرامج التعليمية عن بعد.

وأضافت: "كما أنَّ ظروف الحرب الأخيرة على قطاع غزّة في مايو الماضي والتي استمرت 11 يوماً، أثرت بشكلٍ كبير على طبيعة متابعة الدروس، فكل منطقة بالقطاع كانت مستهدفة، لكني تغلبت على تلك الظروف بحمد الله".

وأوضحت أنّها خلال الشهور الأخيرة من العام الدراسي قامت بتنظيم وقتها، من خلال إعطاء كل مادة حقها في المراجعة، مُنوّهةً إلى أنّه كلما اقترب موعد الامتحان كانت تقوم بتقليل الأيام المحددة لكل مادة كي تتمكن من الإلمام بكافة المواد حسب ما يتسع معها الوقت.

وأشارت إلى أنّها التحقت بكلية الطب البشري في جامعة الأزهر بغزّة، مُعربةً عن رغبتها منذ البداية بدراسة الطب كونها مهنة إنسانية، إضافةً إلى أنّها مطلوبة بشكلٍ كبير في فلسطين وخاصةً في فترة الحروب والأزمات بما فيها انتشار جائحة "كورونا".
تكريم1.jpg

أما الطالبة سارة أحمد السمك الحاصلة على معدل 99.6% الفرع العلمي، من مدرسة دلال المغربي، فأكّدت خلال حديثها لمراسلة وكالة "خبر" الفلسطينية، على أنَّ فترة انتشار جائحة "كورونا" كان له تأثير سلبي على الطلبة بشكلٍ عام وطلبة الثانوية العامة بشكلٍ خاص، من خلال التواصل مع الطاقم التعليمي عن بعد، وهو ما انعكس بالسلب على معرفتهم بالمقررات المطلوبة أو التي تم إلغاؤها، إضافةً إلى مدى توفر الإنترنت على مدار الساعة.

وتطرقت إلى فترة العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، حيث أوضحت أنَّها كانت مرحلة مفصلية واجهت خلالها صعوبة في متابعة الدروس والمراجعة، أو المتابعة مع المدرسين، لكنّها على الرغم من ذلك أصرت على استكمال مسيرة التفوق والجد والاجتهاد.

وأوضحت أنَّ متابعتها للدروس في بداية العام الدراسي كانت من خلال المراجعة والتحضير فقط بحدود ساعتين يوميًا، ومع اقتراب الامتحانات بدأت بزيادة الوقت المتاح لكل مادة.

ولفتت إلى أنَّها التحقت كسابقتها بكلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزّة، مُوضحةً أنَّ الدافع الأساسي لاختيارها كلية الطب يعود لوالدتها، وأيضاً إلى رغبتها الشخصية كونها مقتنعة بأهمية هذه المهنة الإنسانية.

تكريم4.jpg