يبزغ فجر الأمل من بين ثنايا الألم، وتظهر المنح بين طيات المحن، ومن رحم الكرب يُولد الفرج، تلك هي غزّة التي تجد السُبل لتواصل حياتها رغم الحصار المفروض منذ أكثر من 14 عاماً، وويلات الحروب، وإجراءات فيروس كورونا.
وعلى الرغم من الحصار والحروب المتتالية، استطاعت إبداعات العقول الشابة أنّ تُذلل الصعاب في تميز يتلوه تميز، جعل من قطاع غزّة منارةً للإبداع والتميز، بحصاد معدلات مرتفعة في نتائج امتحانات الثانوية العامة للعام الحالي 2021م.
المتفوقة منار أحمد أبو عيطة الحاصلة على معدل 99.6% الفرع العلمي، والأول على شمال قطاع غزّة، قالت لمراسلة وكالة "خبر" على هامش احتفالٍ تكريمي لأوائل الثانوية العامة أقامه النائب محمد دحلان، أول أمس السبت: "إنّ هذا النجاح كان بفضل رب العالمين ثم بجهود والدي والمعلمات والمدرسة و كل إنسان ساندني ودعمني".
وأضافت: "أتقدم بالشكر لكل شخص كان له بصمة في هذه السنة"، مُردفةً: "هذا العام كان شاق بسبب ظروف كورونا والعدوان الأخير على غزّة، و لكنّ بحمد الله استطعنا أنّ نتخطى الظروف بالعزيمة والإصرار والتحدي".
وتابعت: "كانت الدراسة صعبة ولكن بفضل الله تغلبنا عليها، فنحن أصحاب عزيمة وإصرار وتحدي ووصلنا للهدف الذي رسمناه لأنفسنا، وأتمنى من كل طالب الاهتمام بهذه السنة المصيرية في حياته".
وعن ميولها الدراسية في المرحلة الجامعية، قالت المتفوقة منار: "إنّني أعتزم الالتحاق بكلية الطب البشري، حيث كان حُلمي أنّ أصبح طبيبة وأخدم بعلمي وطني وأبناء شعبي".
أما المتفوقة ندى نعيم سعيد برهوم، الحاصلة على معدل 99.6% الفرع العلمي، من مدرسة شهداء رفح الثانوية للبنات، قالت لمراسلة "خبر" على هامش الاحتفال: "إنَّ الثانوية العامة تجربة جميلة جداً، وسهلة على عكس ما يعتقد البعض".
وأردفت: "هذه السنة تحتاج إلى تنظيم الوقت والتوكل على الله، وستكون الأمور على ما يرام بإذن الله، وأتمنى عاماً دراسياً موفقاً لجميع المقبلين على الثانوية العامة في العامل المقبل".
وبالحديث عن رغبتها في الدراسة الجامعية، أوضحت أنّها سجَّلت بالفعل في كلية الطب البشري بالجامعة الإسلامية بغزّة، وذلك تحقيقاً لحُلمها بأنّ تُصبح طبيبة، وتمكنت من تحقيق المرحلة الأولى من هذا الحلم.