أعلنت وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي في موريتانيا، اليوم الجمعة، عن لوائح نتائج كونكور عبر موريباك 2021، وكذلك عبر الموقع الرسمي للوزارة على شبكة الانترنت.
في سياق آخر يقول أحد المتابعين للشأن التعليمي في موريتانيا: إنه "لا خلاف أن التعليم في موريتانيا يعاني اختلالات بنيوية متراكمة منذ عقود، وأن جميع محاولات إصلاحه باءت بالفشل، لأنها أُعدِّت بارتجال وبغير رؤية؛ ولا خلاف أيضاً أن نهضة الدول تنطلق من التعليم".
والتعليم يقوم على أربعة أركان: المعلم، والمتعلم، والمنهاج، والمدرسة، وما لم تصلح هذه المكونات، فأي جهد لإصلاحه سيكون عبثاً، مضيفًا: "المعلمون والأساتذة عندنا في حالة سيئة معنويّاً وماديّاً، فلا يُتوقع منهم في هذه الحال أن يكونوا مُحرِّكاً للإصلاح".
معظم التلاميذ يعانون الفقر؛ لذلك لا ينخرطون بشكل فعَّال في العملية التعليمية التي يعتبرونها روتينًا يوميّاً مملاً، إن لم يكن مؤلماً؛ والمناهج لم تُراجَع منذ فترة لتلائم التطورات العلمية والتكنولوجية والفكرية الحديثة.
لكن إذا كانت تكاليف التعليم الجيد باهظة، فإن تكاليف التعليم الرديء أكثر بأضعاف، لا سيما في المدى البعيد؛ لأن هذا النوع من التعليم لا يُنتج المبدعين والمخترعين، بل يأتي بالعَجَزة والفاشلين، ويخلق بيئة خصبة لأنواع الفساد والاحتيال وسوء التسيير التي تقود إلى الخراب لا البناء.
وقال «لي كوان يو» باني نهضة سنغافورة إنه لم يأتِ بمعجزة، وإنما خصَّص الموارد للتعليم، وغيَّر حالَ المعلِّمين من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة في المجتمع، «فالمعلم هو مَن صنع المعجزة».