في ظل التصعيد القائم من قبل جيش الإحتلال الاسرائيلي يطل علينا المسؤوليين الفلسطينين بالعديد من المسميات للهبة الجماهيرية في الاراضي الفلسطينية فتختلف التسميات ,فالبعض أطلق عليها هبة جماهيرية ,والبعض الآخر أطلق عليها إنتفاضة القدس ,وظل الإعلام حائراً بين المسميات , فهل هي إنتفاضة أم هبة جماهيرية ؟! وكيف يمكن للقيادة السياسية إستثمارها لتحقيق مكاسب سياسية ؟ ومن يقودها ؟ أسئلة عديدة تدور في ذهن المواطن والمسؤول ويختلفون في التسمية.
وكالة خبر ناقشت ما يدور من أحداث ميدانية في كافة الأراضي الفلسطينية مع العديد من المحللين السياسيين.
إنتفاضة أم هبة جماهيرية؟
وبالإشارة إلى المسمى لما يدور من أحداث ميدانية ,أوضح الكاتب والمحلل السياسي د. هشام أبو هاشم لمراسل وكالة خبر: أننا لا نستطيع أن نصف هذه الهبة الجماهيرية بانتفاضة، لأن الانتفاضة لها مراحل وبرامج متفق عليها بين الفصائل الفلسطينية ,لافتاً إلى أن مقومات الإنتفاضة لم تتحق حتى الآن، وأنها بحالة تصعيد أحيانا وهدوء في أحيان أخرى.
بينما إعتبر الكاتب والمحلل السياسي د. هاني العقاد أن ما يدور على الأرض وفي الميدان ليس هبة جماهيرية فقط بل هي انتفاضة حقيقية وهي "انتفاضة القدس" ,موضحا أن المواجهة مع العدو الإسرائيلي بهذه الضراوة فاقت مسمى الهبة الجماهيرية.
وأضاف العقاد: أن الانتفاضة لا زالت أمامها مراحل ستصل إليها ، وأن السبب الرئيسي في تطورها هو المحتل الاسرائيلي المصر علي جبروته واحتلاله وعدم اعترافه بحقوق الشعب الفلسطيني ,والإستمرار بممارساته التعسفية ضد الفلسطينيين وارتكاب المزيد من الإعدامات الميدانية والمجازر.
كيفية إستثمارها سياسياً؟
وعن استثمار الهبة الجماهيرية أشار أبو هاشم إلى أن استثمار الهبة الجماهيرية يكون علي الصعيد الدولي أكثر من المحلي، ,مشيرا الى أن استمرار المواجهات يفضح جرائم الاحتلال أمام العالم من قتل واعتقالات واقتحامات بحق الفلسطينيين ،أما علي الصعيد المحلي فإن جهودها يجب أن تستثمر في التوحد بين الفصائل الفلسطينية وهذا الأمرمتوقفة تماما ً مما أدي إلي ركود الهبة الجماهيرية.
وبدوره اعتبر د هاني العقاد أن إمكانية استمرار الانتفاضة وإستثمارها قال العقاد يتطلب منا بأن الانتفاضة ستكون طويلة الأمد، مشيرا الى أن تجاربنا السابقة علمتنا ان المعركة مع المحتل تريد نفس طويل.
وأضاف علي الكل الفلسطيني أن يدفع باتجاه استمرار الانتفاضة، وحمايتها من السرقة ومن تجيرها لحساب أي فصيل فلسطيني .
ودعا العقاد الأحزاب السياسية الفلسطينية لتعزيز صمود الشباب وتعزيز كافة الإجراءات والوسائل التي يستخدمها الشباب في مواجهة المحتل الإسرائيلي.
وأشار إلى أن انتفاضة القدس حققت نجاحا على المستوى الإقليمي والدولي ,مشيرا الى أن المجتمع الدولي اليوم بدأ يؤمن بأن للشعب الفلسطيني له الحق في المقاومة ومطالبته بحقوقه، خاصةً بعد الشلل الذي مُنيَ به نتنياهوا أمام المجتمع الدولي ,وخاصة الاتحاد الأوربي الذي أقر مقاطعة منتجات المستوطنات.
كيفية تطويرها؟
وحول تطوير الهبة الجماهيرية إلي مرحلة الانتفاضة دعا أبو هاشم الفصائل الفلسطينية إلي التوحد والإتفاق علي برنامج يهدف لما وراء الهبة الجماهيرية وتطويرها ولوضع خطة تنتهي بمطالب أساسية لإنهاء الإحتلال الاسرائيلي.
ونوه أبو هاشم إلي أن الكيان الاسرائيلي يستغل الفرصة العسكرية ليسيطر علي المزيد من الأراضي الفلسطينية.
من يقودها؟
وبالإشارة إلى السؤال الذي حيّر الجميع بمن يقود الهبة الجماهيرية ,قال أبو هاشم بأن لا أحد يستطيع أن يتحكم بالهبة الجماهيرية وان الشباب الفلسطيني هم من يحركونها، وهم ليسوا "متحزبين" وإنما هم شباب فلسطينيون ضاعت أحلامهم وسرقت أرضهم واعتدى الإحتلال علي مقدساتهم.
ورأي د هاني العقاد أن الجميل في الانتفاضة هو عدم وجود قيادة لها ،وأن هذا السبب قد أربك الشباك وجيش الإحتلال والمجتمع الإسرائيلي كله ،مشيرا إلى أن من يقود الانتفاضة الأن هم خيرة شباب فلسطين.
يشار الى أن حصيلة الشهداء منذ مطلع أكتوبر وبحسب تقرير وزارة الصحة الفلسطينية لليوم الإثنين الأول من ديسمبر 2015 بلغت 108 شهيداً بينهم 24 طفلاً وطفلة و5 سيدات، إضافة إلى و13,500 مصاباً.