بارك رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، عملية هروب الأسرى الستة من سجن "جلبوع" الاحتلالي شمال فلسطين المحتلة، ومقدرتهم على مواجهة المنظومة الأمنية المتطورة والمعقدة، واختراقها في ظل انعدام الإمكانات، والتي تُثبت أنَّ العقل الفلسطيني استطاع أنّ يجترح هذا الإنجاز، وإضافته إلى كصفحة ناصعة في سجل الحركة الوطنية الأسيرة.
وبالحديث عن رمزية عملية الهروب للحركة الوطنية الأسيرة، قال فارس في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ هناك قدرة على الانتصار على الاحتلال، وهذا الحديث عينة من ما يُمكن للشعب الفلسطيني فعله في ظل إمكانات تُساوي صفر تقريباً، لكنّ بالعزيمة والإرادة استطاعوا تسجيل هذا الانتصار".
وأضاف: "هذا انتصار مكاني، أمام الاحتلال في مساحة ما، وطالما أنَّ ذلك ممكن، فإنَّ كل الشعب الفلسطيني قادر على أنّ يقف ضد المحتل".
وكانت مصلحة السجون "الإسرائيلية"، قد كشفت فجر اليوم الإثنين، عن تمكن ستة أسرى فلسطينيين من الهروب من سجن جلبوع قرب مدينة بيسان شمال فلسطين المحتلة.
وتشتبه الجهات الأمنية "الإسرائيلية" أنّ يكون الأسرى قد وصلوا إلى جنين، فيما يشارك جهاز الأمن العام “الشاباك” في عملية البحث والمطاردة الواسعة التي تجري لملاحقتهم، وسط اشتباه بتلقيهم المساعدة من الخارج، وخشية أخرى من إمكانية تسللهم إلى الأردن.
وبحسب التحقيقات الأولية لمصلحة السجون "الإسرائيلية"، فإنَّ الأسرى تمكنوا من الهرب في ساعة مبكرة من الليلة، مُشيرةً إلى أنّها بدأت تحقيقات واسعة في ظروف ملابسات الحادثة.
ووفق القناة 13 العبرية، فإنَّ الأسرى الستة تمكنوا من الهرب عبر حفر نفق، فيما ذكر موقع واي نت العبري، أنَّ أول بلاغ وصل عن هروبهم كان الساعة الرابعة فجرًا بعد أنّ لاحظ مزارعون "إسرائيليون" وجود أشخاص مشتبه بهم اعتقدوا أنهم “لصوص” في أراضيهم قبل أنّ يختفوا عن الأنظار.
وأشار الموقع العبري، إلى أنَّ حادثة الهرب تمت ما بين الساعة 3:30 إلى 4 فجرًا، مُبيّناً أنَّ تحقيقات تجري حول فشل كشف عملية الهروب وحفر النفق، والتحقيق مع الشخص الذي اكتشف الحادثة.
فيما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، أنَّ طول النفق يصل لعشرات الأمتار، وأنّه عثر على فتحة للنفق على بعد عدة أمتار من أسوار السجن.
وقال مصدر أمني لـ قناة 12 العبرية: "إنَّ هذا الحادث مُحرج للغاية بالنسبة لمصلحة السجون، حيث تمكن السجناء الأمنيون من التخطيط لهروب متطور لفترة طويلة دون تلقي أي معلومات استخبارية"، مُضيفًا: "ما تبقى هو تعلم الدروس".
أما عن إعادة الاحتلال حساباته بشأن عمليات تبادل الأسرى في ضوء نجاح عمليات الهروب، استبعد فارس الأمر، بالقول: "إنَّ الاحتلال عندما يوافق على عملية تبادل الأسرى يكون ذلك بالإكراه؛ لأنَّ عملية تبادل الأسرى ليست "حسن نية" منه بل مُجبر عليها".
وأردف: "لو تُرك الأمر للاحتلال، لن يحرر أيّ أسير، لأنّه ليس لديها إرادة لتحرير أيّ أسير سواءً حدثت عملية الفرار أو لم تحدث"، مُتسائلاً: "الاحتلال يحتجز جثامين الشهداء فما بالنا بالأسرى؟".
وبسؤاله عن دلالات الشخصيات التي هربت من الأسرى ومن بينهم قائد كتائب الأقصى في جنين زكريا الزبيدي، قال فارس: "إنَّ الشباب الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم استثنائيين، وامتلكوا الجرأة وناضلوا ضد الاحتلال في ظروف بالغة التعقيد، والاحتلال استهدفهم؛ لكسر عزيمتهم ولم تنكسر، وبالتالي هي شخصيات استثنائية، نكن لها الاحترام والتقدير العالي".
وختم فارس حديثه، بالقول: "إنّنا قلقون من أنَّ إدارة السجون التي تشعر بخيبة كبيرة، ستبدأ بالتصرف من واقع خيبتها ومن واقع الفضيحة التي تسببت بها عملية الهرب، بالانتقام من الأسرى تحت مسمى إجراءات"، مُستدركاً: "الاحتلال استغل عمليات الهرب التي تمت في الماضي؛ لتشريع إجراءات ما كانت تتخذها افي السابق، والتي تشمل جميع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال".
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين المؤسسات الحقوقية والإنسانية وتحديداً اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التوجه فوراً إلى سجن جلبوع والكشف عن مصير أكثر من 400 أسيراً تم نقلهم إلى أماكن مجهولة، في أعقاب تمكن ستة أسرى من حفر نفق والفرار من السجن.
وأعربت الهيئة عن قلقها من التعتيم الكبير حول أسرى سجن جلبوع وظروف نقلهم، مُحذّرةً من أنّ تنصب ردات الفعل "الإسرائيلية" على الانتقام منهم، وذلك في محاولة لتغطية إدارة السجون وحكومة الاحتلال على فشلها الناتج عن تمكن الأسرى الستة من التخطيط لهذا الهروب وتنفيذه، والذي تشير التحليلات إلى أنَّ ذلك استغرق فترة طويلة.