اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني

سميح شبيب
حجم الخط

التحضير لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني، عملية صعبة ومعقدة في آن. ذلك أن هذا المجلس كان غائبا لفترة طويلة، تراكمت خلالها ملفات كثيرة، وجرت تطورات طالت البنى السياسية والتنظيمية الفلسطينية كافة، وبرزت خلالها قوى وفصائل، وتراجع دور قوى وفصائل أخرى. هنالك فرصة عظيمة الآن، كي تكون اللجنة التحضيرية، لعقد مجلس وطني قادم، لجنة لتأسيس انطلاق مرحلة سياسية جديدة، والا يقتصر دورها على التحضير لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني، وعلى نحو سريع ... المسألة هنا، لا تتعلق بعقد دورة للمجلس الوطني فقط، بل تتعداه لدراسة المستجدات السياسية والتنظيمية كافة، وبالتالي دراسة الأسس اللازمة، لتكريس وتقوية الكيان الوطني الفلسطيني، على أسس الشراكة الحقيقية، ما بين القوى الحية في المجتمع الفلسطيني. اللجنة التحضيرية، للمجلس الوطني، وكما هو مفترض، ستكون موسعة، بحيث تضم ممثلي القوى كافة، بما فيها حركتا الجهاد الإسلامي وحماس. وبالتالي، فإن البحث جدياً عن نقاط التلاقي، سيكون في سلم الأولويات. نقاط التلاقي السياسي، ستكون القاسم المشترك الأعظم وستكون أساس التحرك الجدي، نحو عقد مفصلية للمجلس الوطني. هناك فرصة حقيقية، أمام اللجنة التحضرية للمجلس الوطني، لممارسة دور تاريخي تلتئم من خلاله القوى كافة نحو برنامج سياسي وتنظيمي جديد، يلبي حاجات المرحلة الراهنة، وهذا أمر ممكن الحصول في حال توافرت النوايا الصافية والإرادة الوطنية، التي تجعل من المتطلبات الوطنية، متطلبات أعلى من أية متطلبات فصائلية، ضيقة. لعله من البداهة القول، انه من العملي والمفيد واللازم في آن، أن يكون أمام اللجنة التحضيرية ملفات عدة، ابرزها: * العضوية في دورة المجلس الوطني القادمة، وكيفية تشكيل المجلس بحيث يكون قادراً على تمثيل الجميع من فصائل وقوى وهيئات المجتمع المدني كافة. مبررات المجلس الوطني الفلسطيني، ومنذ تأسيسه ان يكون برلماناً للفلسطينيين كافة، وهذا ما تمكن مؤسس م.ت.ف، احمد الشقيري، من تحقيقه، في الدورة الأولى للمجلس الوطني في القدس ١٩٦٤. * تحديد نقاط اللالتقاء السياسي، فلسطينياً ما بين القوى كافة، أكانت قومية، او وطنية، او إسلامية وطنية .. ذلك ان غياب او تغييب تلك النقاط، سيجعل من المجلس الوطني، لوناً واحداً، غير قادر على تحقيق التمثيل الفلسطيني، وعلى نحو حقيقي. * وضع الأسس الجديدة، لتشكيل المجلس الوطني، مستقبلاً، استناداً لما شهدته م.ت.ف من تطورات ومتغيرات كثيرة، تجاوزت حدود الإنابة الثورية، والمحاصصة وغيرها من اعتبارات أصبحت جزءاً من الماضي! * مكان وزمان عقد دورة المجلس الوطني، صحيح أننا، وفي الجزء المتاح لنا من وطننا فلسطين، نحب ونرغب ان تكون نشاطاتنا الفلسطينية كافة، على تلك الأرض المتاحة. لكن علينا أن نتذكر، وفي كل لحظة بأن الحدود، لا تزال تحت الإرادة والسيطرة الإسرائيلية المباشرة، وبأن ما هو متاح، هو عرضة للانتهاك الإسرائيلي. قد تفضي دراسة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، عقده خارج ما هو متاح لنا من الوطن، بحيث يتمكن الجميع من المشاركة فيه! نأمل للجنة التحضيرية، لعقد دورة المجلس الوطني، ان تتوج جهودها، بالنجاح ... ولكن على أسس واضحة!!