أكّد القيادي في حركة فتح بمدينة جنين، وعضو مجلسها الثوري، جمال حويل، على أنَّ ما يجري يوميًا على حاجز الجلمة شمالي الضفة الغربية من اشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال "الإسرائيلي"، عبارة عن تعبير عن واقع ثقافة المقاومة وغضب الشارع الفلسطيني في جنين، تجاه العدو المجرم الذي يتوعد المدينة باستمرار، بعد انتزاع ستة أسرى حريتهم من خلال ما بات يُعرف بـ"نفق الحرية".
المخيم يملك روح قتالية عالية
وقال حويل في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم السبت: "إنَّ فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية "الشاباك ومنظومة الجيش" مع الأسرى بعد انتزاعهم الحرية من سجن جلبوع الأكثر تحصيناً من الناحية الأمنية؛ خاصةً مع بقاء اثنين من الأسرى طلقاء؛ دفعها لإطلاق التهديدات ضد مخيم جنين".
وحذّر من تضخيم الاحتلال الإمكانيات العسكرية في المخيم، بتصويره وكأنه يحتوي على قنبلة نووية، مُردفاً: "الإمكانات العسكرية لدى المقاتلين بسيطة؛ لكنهم يمتلكون روح معنوية عالية وإرادة قوية للدفاع عن المخيم ضد أيّ عدوان إسرائيلي".
وأشار إلى أنَّ دولة الاحتلال من رئيس الحكومة نفتالي بينت إلى ووزير جيش الاحتلال بيني غانتس، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخاف، يُطلقون تعبيرات تنم عن القذارة والعجرفة في استخدام القوة المفرطة ضد أبناء شعبنا؛ خاصة في مخيم جنين.
وبيّن أنَّ قادة الاحتلال لديهم تجارب طويلة مع مخيم جنين؛ خاصةً كوفاخي أثناء تواجده في معركة عام 2002، وبالتالي فإنّ إطلاق النار على حاجز "الجلمة" بمثابة رد على أيّ عدوان محتمل.
المقاومون أبناء أبطال معركة جنين
ولفت إلى أنَّ أبطال المخيم، هم أبناء شهداء وأسرى اجتياح مخيم جنين عام 2002، الذين هُدمت بيوتهم وهُجر أجدادهم من قبل عام 1948، وقد عاشوا على روايات الآباء والأجداد ويعيشون على نصف كيلو متر مربع.
وشدّد على خطورة الأوضاع في جنين؛ خاصةً أنَّ الاحتلال يعيش مرحلة فشل خطيرة، سواءً على المستوى الميداني أو على مستوى الوعي والرواية الفلسطينية؛ لأنَّ الفلسطيني حقق انتصاراً كاسحاً في عملية " نفق الحرية"؛ الأمر الذي انعكس على الوعي العالمي لكل أحرار العالم؛ وبالتالي ليس من السهل حرف أنظار العالم باجتياح جنين.
ونوّه إلى محاولات بيع الوهم والنجاح عبر التفوق العسكري الذي يُؤمن به الإسرائيليون الذين يطلقون على أنفسهم " شعب الله المختار" بأنهم متفوقين على الشعب الفلسطيني كله؛ بغض النظر إنّ كان الشعب الفلسطيني يُريد السلام أو الحرب.
وأضاف: "رئيس حكومة الاحتلال بينت، الذي شغل منصب رئيس مجلس المستوطنات سابقًا، لا يُريد حلاً سياسيًا"، مُشيراً إلى أنَّ كافة قادة "إسرائيل" لا يُريدون الحل السياسي أيضاً؛ لأنَّ برامجهم الانتخابية تعكس الرغبة في الحل الأمني مع الشعب الفلسطيني وبالتالي لا يؤمنون بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
مطلوب من السلطة حماية أمن المخيم
وبشأن المطلوب من المستوى الشعبي والرسمي؛ كي لا يتم الاستفراد بجنين، قال حويل: "إنَّ ما يجري في الفضاء الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي مُهم؛ ولكنّ التحرك الشعبي في الجوامع والمدارس يتطلب الزيداة فيه، من أجل التوجه نحو المواجهة الشاملة مع الاحتلال إذا تعرض مخيم جنين لأيّ مواجهة كما يحدث في أيّ مكان بالضفة ".
وتابع: "شعبنا الفلسطيني حر ولا يقبل بتهويد القدس ولا المستوطنات، وبالتالي مخيم جنين رأس الحربة في مواجهة الاحتلال"، مُستدركاً: "أطالب كل شعبنا بالتوجه لمخيم جنين، وأنّ يكون هناك تضامن شعبي على أرض المخيم".
وعلى الصعيد الرسمي، طالب حويل، القيادة الرسمية بتوفير الأمن لمخيم جنين، لأنَّ سقوطه سيؤثر على منظومة الأمن وسيكون السقوط الثاني.
وأردف: "فصائليًا، فإنَّ المخيم يحتاج للدعم بشكل عملي وليس إعلامياً، ونأمل أنّ يكون ما صدر عن غزّة سيؤخذ على محمل الجد، بالدفاع عن المخيم حال تعرضه لأيّ عدوان، في رسالة وحدة تعود عليها شعبنا بين غزّة ومخيم جنين الذي تعرض للظلم والقتل كما غزة التي تتعرض منذ سنوات للحصار والقتل".
ودعا الكل الفلسطيني إلى مقاومة الاحتلال بطريقته التي يريدها، سواء بالمقاومة المسلحة أو الشعبية؛ لكنّ على الجميع أنّ يُطبق ما يقوله ولا يبقى حديثه في إطار الكلام النظري، مُشدّداً على أنَّ الاحتلال يحاول تضخيم الإمكانات العسكرية في المخيم، للتحريض على اجتياحه.
وختم حويل حديثه، بالقول: "إنَّ رئيس حكومة الاحتلال، بينت، يُريد أنّ يخوض معركة عسكرية ضد جنين؛ لكنّه سيدفع الثمن باهظاً؛ خاصةً أنَّ المقاومين يتمتعون بروح معنوية عالية ولا يرفعون إلا علم فلسطين، وتجردوا من رايات الفصائل وهم في حالة وحدة فريدة تعود للعام 2002، وهي رسالة واضحة للعدو بأنّه سيفشل في مخططاته لطردنا من أرضنا".