هل تسلل "الانقسام السياسي" الى الوعي الوطني الفلسطيني؟!

1625121147-434-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور 

يوما بعد آخر، تتكشف "القيمة الاستراتيجية" للمؤامرة الكبرى التي بدأ تنفيذها في فلسطين منذ عام 2006، تطويرا لمخطط خلق بديل لم يكتب له النجاح، لحساسية الفلسطيني نحو التمثيل العام، فبدأت بتطوير الرؤية نحو تعزير "البديل الموازي" عبر مظهر "ديمقراطي" قاد موضوعيا الى خلق حالة انقسامية تتطور نحو الانفصالية بمظاهر مختلفة.

وليس صدفة أبدا، ان اعتبرت غالبية قيادات دولة الكيان، أمنيا وسياسيا، ان "الانقسام هو الدجاجة التي تبيض ذهبا" لخدمة المشروع التوراتي – التهويدي في الضفة والقدس من جهة، وحصار قطاع غزة من جهة خرى، توازى معها حركة تطبيع غير مسبوقة، منها الرسمي جدا، وآخر تطبيعا بلا بروتكولات رسمية.

وفي السنوات الأخيرة، ظهرت مخاطر جديدة، للمؤامرة الكبرى، من خلال التسلل لزرع "الانقسامية – الانفصالية" في الوعي العام لجيل جديد في فلسطين، يبدو أنه" ثوري – حماسي – مقاوم" وبعضه جدا، بالحديث عن "ثورية" منطقة على حساب أخرى، بل تصل الى حالة اتهامية دون حساب، ويمكن ملاحظة تلك "الظاهرة" خلال محطات مواجهة ما مع دولة العدو.

ويترجم ذلك المظهر الجديد في "الوعي الانقسامي" الى سلوك وممارسة في محطات معينة، وتلك مسألة تتزايد بشكل خطير في السنوات الأخيرة، يصاحبها جانب من "التعظيم" لمكان على آخر، دون تفكير عن المخاطر الكبرى التي تتحكم في ذلك وعيا وممارسة، وخدمته المباشرة للمشروع المعادي للمشروع الوطني.

في محطات متعددة، من المواجهة مع دولة الكيان وقوات احتلالها، تبدو وكأنه هناك فجوات في التفاعل تبتعد عن تلك الرابطة التي ميزت الحالة الكفاحية الثورية تاريخيا، بل في لحظة ما، تبرز نزعات انعزالية التفكير، تصل الى حد الاتهامية والسخرية تفوق كل ما يمكن اعتباره "جهلا سياسيا" او "نقصا في الوعي"، لكنها تشير الى مظهر من مظاهر تسلل "الانقسامية السائدة" الى كل مناحي الحياة في فلسطين، بخطورة يجب التصدي السريع لها.

تجاهل مخاطر "انقسام الوعي" هو أسرع الطرق لطعن الوطنية الفلسطينية ما يفتح كل أبواب تشويه القضية والمشروع، خاصة لو تم الاستخفاف، كما هي العادة السائدة، بما وراء تلك المسألة، وتجد من يبررها بطرق مختلفة، دون إدراك أن "التبرير" هو جزء من تسويقها وتعزيزها بل ونشرها، فتبدوا "مرضا سرطانيا" يصعب حصاره.

بالتأكيد، في ظل الانقسام السياسي، تبرز مظاهر اجتماعية خطيرة متنوعة، وخلال مسار الثورة تكونت ظواهر سامة، ولكن دوما كان بالإمكان حصارها وتطويق آثارها، لكن الظاهر المستحدثة هي الأشد فتكا بالجسد الوطني، لأنها تسللت الى "الوعي" ما يخلق "تعقيدا" في المعالجة والمحاصرة، مع بروز سلوك يساعدها على الانتشار، في أي لحظة "سلبية" بالمشهد العام، كما حدث مؤخرا بعد قضية "العبور الكبير" لنفق سجن جلبوع، بغياب الوحدة والتفاعل الذي كان له ان يربك العدو، ويقدم جدارا واقيا لمن كسر هيبة دولة الكيان، وصنع مجدا وطنيا يضاف رصيدا للثورة والشعب.

ما حدث من خلل الوعي وتسلل "الانقسامية" لا يجب ان يمر مروا عابرا، لأنه لو أصبح ظاهرة منتشرة في "بقايا الوطن"، قد يتسلل الى مناطق الوجود الفلسطيني في كوكب الأرض، تكون بداية نهاية مرحلة بكسر العامود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني، وهو ما يجب على "القيادة الرسمية" ومجمل فصائل العمل السياسي، الذهاب سريعا للتفكير في حصار "انقسامية الوعي"...قبل أن يصبح وقت العلاج فات آوانه..!

ملاحظة: اعلان الخارجية الأمريكية أن الوقت غير مناسب لتفاوض فلسطيني – إسرائيلي رسالة تعزيز لموقف حكومة بينيت – لابيد، على حساب السلطة في رام الله...معقول الرئيس عباس يفاجئ العالم ويرد عليهم رد خارج "صندوق البلادة السائدة"..واو لو صار!

تنويه خاص: بعض من مكونات الحالة الفلسطينية عايش على "الخطف"..مستفيد من غطاء ما ليسرق كل ما ليس له ويبدو أنه صاحبه...رغم الربح لمظهري لكن دايما تذكروا "حبل الكذب قصير