أكّد مدير المسجد الأقصى المبارك، فضيلة الشيخ عمر الكسواني، رفض وعدم اعتراف الأوقاف الإسلامية في القدس بقرار محكمة الاحتلال السماح لليهود بأداء ما تُسمى بـ"الصلوات التلمودية الصامتة" في المسجد الأقصى، مُشدّداً في ذات الوقت على أنَّ ما تفرضه دولة الاحتلال بقوة السلاح لا يُعطي أيّ شرعية لها في المسجد المبارك.
144 دونم حق خالص للمسلمين
وقال الكسواني، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الخميس: "إنَّ المسجد الأقصى بكل مساحته 144 دونم، تحت الأرض وفوق الأرض، حق خالص للمسلمين، ولا تقبل القسمة أو الشراكة".
وحمَّل الكسواني، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ردود الفعل على القرارات المستفزة لمشاعر المسلمين، في أنحاء المعمورة؛ مُردفاً: "المسجد الأقصى لا يخص فقط أهل فلسطين، بل هو لملياري مسلم حكام ومحكومين في جميع أنحاء المعمورة".
وشدّد على أنَّ قرار محكمة الاحتلال، السماح لليهود بأداء "صلوات تلمودية صامتة" في الأقصى، اعتداء على عقيدة المسلمين في أنحاء المعمورة؛ لذلك يتطلب الأمر موقفًا عربيًا وإسلاميًا داعمًا لموقف الأوقاف الإسلامية في حفاظها على إسلامية المسجد الأقصى؛ وأنّ يكون هناك لجمًا للاحتلال في انتهاكاته بحق الأقصى الذي يخص 2 مليار مسلم.
وأعطت قاضية "إسرائيلية" الضوء الأخضر لـ"صلاة صامتة" لليهود أثناء اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وهو ما ينسف مزاعم الحكومة "الإسرائيلية" بشأن عدم تغيير الوضع القائم في المسجد.
وجاء قرار قاضية محكمة الصلح "الإسرائيلية" في القدس، بيلها يهالوم، بعد أنّ شرعت شرطة الاحتلال في الأشهر الأخيرة بغض الطرف عن قيام مستوطنين "إسرائيليين" بأداء طقوس تلمودية أثناء اقتحاماتهم للمسجد.
وكانت القاضية "الإسرائيلية" ترد على التماس الحاخام المتطرف، أرييه ليبو، الذي أبعدته الشرطة "الإسرائيلية" عن الأقصى بسبب أدائه طقوساً تلمودية خلال اقتحامه للمسجد.
الأقصى حق 2 مليار مسلم في الأرض
وبالحديث عن تداعيات السماح للمستوطنين وجيش الاحتلال باقتحام الأقصى لأداء "صلوات تلمودية صامتة"، قال الكسواني: "إنَّه نتيجة لقرار محكمة الاحتلال، أصبح كل من يقتحمون الأقصى يؤدون صلوات تلمودية؛ لأنَّ قضاء الاحتلال يسمح لهم بذلك ولا يحاكمهم".
وأضاف: "إنَّ الأوقاف الإسلامية لا تعترف بقضاء الاحتلال ومحاكمه التي تُعد أذرع لتنفيذ سياسته التهويدية للأقصى والمقدسات في المدينة المحتلة، ولم تلجأ ولو لمرة واحدة له"، لافتًا إلى إثبات كافة انتهاكات الاحتلال لدى المسؤولين في الأوقاف الإسلامية في القدس؛ باعتبارها الجهة صاحبة الاختصاص".
المقتحمون يستبيحون بوابات الأقصى كاملة
وفي رده على سؤال حول خط سير المقتحمين من المتطرفين والمستوطنين للأقصى، أوضح الكسواني، أنَّ "دورة الاقتحام للأقصى تستغرق ساعة، وتبدأ من باب المغاربة ومن ثم يسير المتطرفون اتجاه المسجد الأقصى في ساحة المسجد القبلي ومن أمام المسجد الأقصى عند القبة".
وتابع: "ومن ثم يتجهون للساحة الشرقية من المسجد المرواني ومن ثم يتجهون إلى جهة السور الشرقي من المصلي المرواني حتى يصلوا إلى مصلي باب الرحمة ومن ثم التوجه إلى باب الأسباب".
وأردف: "بعد ذلك يتجهون إلى جهة باب حطة ومنه إلى باب فيصل ومن ثم إلى باب المجلس ومن ثم إلى باب الحديد ومن ثم إلى باب القطانين حتى يخرجوا من باب السلسلة"، لافتاً إلى أنَّ المقتحمين يتوقفون عند الجهة الشرقية للمسجد؛ حيث مكان هيكلهم المزعوم؛ لهدم الأقصى.
وأشار إلى أنَّ اقتحامات الأقصى بدأت مُنذ عام 1967، بثلاثة إلى أربعة أشخاص؛ لكن بعد اقتحام شارون واندلاع انتفاضة الأقصى توقفت الاقتحامات حتى العام 2003،؛ وبعد ذلك فتحت قوات الاحتلال باب المغاربة رغمًا عن الأوقاف وأدخلت المتطرفين بأعداد كبيرة على اعتبار أنّهم سياح وسهّلت لهم أداء "صلوات تلمودية" داخل ساحات الأقصى.
وختم الكسواني حديثه بالتحذير من مغبة، اقتطاع المستوطنين والمتطرفين، تحت حماية جيش الاحتلال وقواته الخاصة، جزءًا من المسجد الأقصى، على مرأى ومسمع العالم العربي والإسلامي؛ مُشدّداً على أنَّ الشعب الفلسطيني حذر وسيمنع أيّ مساس بالأقصى الذي يخص كل مسلم على وجه المعمورة.