الرئيس عباس: أوقف ظاهرة "التسول العلني" بنقاب المناشدة!

1625121147-434-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 منذ أن حلت "النكبة الانقسامية" على بقايا الوطن، ولم تبق مسألة خارج السلوك الإنسان السوي لم تطرق، وبقوة، المجتمع الفلسطيني، وربما سيجد أهل البحث والمعرفة كل ما يساعدهم على نيل أعلى التقدير فيما لو قرروا تناول ظاهرة مجتمعية – سياسية ما، غير مألوفة، ظواهر تدمر الروح الوطنية، أي كانت "مغلفات الخديعة" التي تحاول عدم مواجهتها، والهروب منها نحو "قضايا" أخرى.

ولعل الظاهرة التي تثير الانتباه مؤخرا، حجم انتشار "المناشدات" التي تطالب الرئيس أو رئيس الحكومة وتصل الى أدنى موظف يمكن أن يجد طريقا لـ "حل مشكلة ما"، أو "توفير" لقمة خبز تحمي ما يمكنها أن تحمي، أو بحثا عن خدمة ما، وقاية ما.

وتكتمل المأساة الوطنية، عندما يستجيب الرئيس أو غيره لبعض من تلك "المناشدات" ولا يستجيب لبعضها، دون أن تعلم معايير ذلك "التقسيم الخاص" في القبول أو الرفض، سوى مزاجية غير معلنة، لا يعلم "سرها الباتع" سوى من قرر ذلك.

بالتأكيد، لن تجد في أي نظام سياسي "سوي"، مثل تلك "الظواهر غير الإنسانية"، التي لم تجد لها بابا سوى إعلان صريح بما بها، دون أن تصاب بخجل ما تعرضه خصوصية للعامة، كون الخدمات تقدم في بلدان سوية "خارج الفردانية" عبر بوابات "الرسمية" بكل مؤسساتها، والتي وجدت لخدمة أهل البلد وليس لغيرهم، ونشر تلك المناشدة يكشف كل "مبيقات" واقع النظام السياسي القائم.

وكي تكتمل "الفضيحة"، يعيد من تم الاستجابة لطلبه تقديم كل "آيات الشكر والتقدير" للرئيس وطواقمه، كل من هب ودب ساعدهم في إيصال ما طالبوا وساعدوهم في الاستجابة لهم، بدلا من البحث عن سبل محاسبة من أوصل الحياة الإنسانية الى مثل ذاك الدرك الشاذ وطنيا واجتماعيا.

لو كان القاعدة أن تصبح حركة الاستجابة لحاجات الناس عبر ذلك "السلوك الفضائحي"، فلما لا يتم توفير أموال مؤسسات وجدت لتلبية حاجات الناس ومتطلباتهم، خاصة "مسلسل المحافظين"، المفترض أن وظيفتهم التفاعل مع متطلبات أهل المحافظة، وليس قضاء زمن البقاء في مدح وشكر ودعاء.

ربما يشهد قطاع غزة انتشارا أوسع لتلك الظاهرة الشاذة إنسانيا، بحكم الحصار المركب، وقطع رواتب آلاف الموظفين، والتمييز بين أبناء الوظيفة الواحدة، الى جانب عدم توفر فرص عمل في السوق الإسرائيلي أو الاستيطاني لمئات آلاف من عمال، كما الضفة، ولذا فالقطاع يشهد كثيرا مما هو خارج "صندوق الحياة الطبيعية".

والمفارقة الكبرى، أن غالبية من يلجأون الى استخدام "المناشدة" العلنية خارج الأطر الرسمية والحزبية، هم من لا وسيط ولا حسيب لهم، لتصبح تلك الصرخة الغريبة صوت من لا حزب له، من لا وسيط له، من لا قريب صاحب سطوة له، هي وسيلة "عامة الناس" من لا يملكون غيرها سلاحا.

لا لوم لجائع أو مريض أو محتاج في نشر "حاجته الإنسانية" علانية، بل ويرفقها بكل عبارات الترجي علها تجد طريقها للحل، دون تفكير بأن ذلك يمس إنسانيته وخصوصيتها، لكن العار كل العار لنظام يستبدل طريق الحق بطريق الإهانة الذي لا مثيل له في أنظمة سوية، والأغرب أنك لن تجدها سوى في بلدان عالمنا العربي والإسلامي، استمرارا لثقافة "الوالي والرعية" وليس الحاكم والقانون والمواطن.

المناشدات المنتشرة هي مظهر لـ "التسول العلني"، أي كانت تبريراته، فلا تسمية غيرها...وحماية لـ "المناعة الوطنية" و"الكرامة الإنسانية" ابحثوا حلا لها حماية لما تبقى من روح "شعب الجبارين"!

ملاحظة: الاتحاد الأوروبي بيقلك لن يستطيع الصمت أكثر على هدم بيوت الفلسطينيين واستمرار الاستيطان..أووووف، طيب شو اللي مانعكم فرض عقاب على دولة الإرهاب والعنصرية..اعتبروها زي إيران..مع أنها أسفل بكتير وافرضوا عليها ما يجب فرضه..بس شكلكم صرتم زي فصائل نكبتنا "الإنترنتية".

تنويه خاص: حكي الحمساوي خليل الحية كان رسائل تفجيرية للوضع الداخلي..كأنه مستقوي بشوي مش معلن..كلامه عن المنظمة لا يبشر بخير وطني بل بهدم وطني...هل ننتظر لنرى أم نتحرك ليروا..اختاروا!