يقدم المخرج الشاب ميرجان بوشعيا أسلوبا جريئا في إنجاز فيلمه الطويل الأول "فيلم كثير كبير"
متلاعبا بحدود الواقعية والفانتازيا، الدراما والكوميديا، لرسم ملامح وجه لبنان، البلد المنهك بالأعطاب الاجتماعية والسياسية.
وعرض الفيلم -وهو إنتاج مشترك لبناني قطري- برعاية مؤسسة الدوحة للأفلام في إطار المسابقة الرسمية من الدورة الحالية للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش، وقوبل بتجاوب طيب من لدن جمهور متعدد الجنسيات.
وتكمن جرأة العملية الإخراجية في إقدام ميرجان بوشعيا -وهو خريج الأكاديمية اللبنانية للفنونببيروت- على المزج بين الأنواع الفيلمية داخل العمل ذاته الذي ينطلق في شكل يوحي بأنه فيلم حركة وتشويق يدور حول عالم عصابات المخدرات، ثم لا يلبث أن يدخل عالم السخرية والموقف الكوميدي ذا النبرة الناقدة للواقع الاجتماعي والسياسي اللبناني.
هي قصة الأخوة الثلاثة، كبيرهم زياد، ثم جو وصغيرهم جاد، يديرون مطعم بيتزا إرثا عن الوالد المتوفى، وخلف المطعم تنمو عمليات اتجار في المخدرات التي تدس مع علب البيتزا المسلمة إلى الزبائن، هنا لا يخرج الفيلم عن الصيغة المعتادة في السينما العالمية التي تتمثل في خلق الاختلاف في الخيارات بين الإخوة لتفجير صراعات درامية تخدم الفيلم.
فعلا، يحاول زياد المضي إلى الإمام في التجارة الممنوعة وضمان مستقبل جيد لأخيه الأصغر الذي كان قد دفع سابقا ثمن مواجهة تورط فيها شقيقاه بحيث قضى في السجن خمسة أعوام. في المقابل، يسعى جو إلى النأي بنفسه عن هذا العالم والاكتفاء بمردود عمله في فرن البيتزا.