التقى أعضاء من المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، اليوم الإثنين، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي دوارت باتشيكو، في مقر المجلس بمدينة رام الله.
وأطلع الأحمد، الضيف، على آخر التطورات الفلسطينية، وما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من انتهاكات يومية من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، واقتحاماته المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، والاستيطان، وغيرها من الانتهاكات التي تتعرض لها كافة الأراضي الفلسطينية.
وقال: إنّ "الوضع السياسي مع "إسرائيل" متأزم جدًا منذ أكثر من 10 أعوام في ظل حكومة نتنياهو، والآن جاءت حكومة يمينية متطرفة برئاسة نفتالي بينيت، الذي يعلن باستمرار المضي نحو بناء المستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمة، وأنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية".
وأضاف: إنّ "حجم النشاط الاستيطاني تضاعف عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، رغم كل الاتفاقيات الدولية التي تؤكد عدم شرعيتها، خاصة القرار 2334، ورغم البيانات المتواصلة ومعارضة كل العالم، وحتى الولايات المتحدة برفض سياسة الاستيطان".
وتابع: إنّ "مبدأ حل الدولتين الذي أقرته الشرعية الدولية والمجتمع الدولي منذ سنوات، أصبح يبتعد كثيرًا، خاصة أن دولة الاحتلال تعلن دائمًا عدم التزامها به، ما يؤدي لمزيد من التوتر في المنطقة".
وأكّد أنّ شعبنا يقاوم بكافة الوسائل الشعبية المتاحة، والتي بدأت تتسع وتتصاعد في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس، سيما المناطق التي تشهد نشاطًا للمستوطنين، ومحاولة للاستيلاء على الأراضي، وهدم البيوت، واعتقال المواطنين، ففي القدس يتصدى المواطنون لسياسة الاحتلال في هدم منازلهم ومحاولة طردهم، إلى جانب اقتحام الأماكن الدينية خاصة المسجد الأقصى المبارك.
وشدد الأحمد، على أنّ شعبنا ومن خلفه القيادة لا يلجأ للعنف أبدًا، وإنما جيش الاحتلال هو من يمارس الارهاب والعنف بحقنا، ويستخدم الرصاص الحي، والذي يسقط جراءه الشهداء، إضافة لسياستها في احتجاز جثامين الشهداء في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.
وأردف: "في خطاب الرئيس محمود عباس الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تساءل عن سبب عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وعن استمرار التعامل بازدواجية مع اسرائيل، وكأنها فوق القانون والشرعية الدولية".
وبين الأحمد أن القيادة الفلسطينية تقوم الآن بحركة دبلوماسية نشطة مع العالم كله، وفي نفس الوقت نستعد لعقد اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني الذي هو الحلقة الوسيطة بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وقد يعقد بصفته مجلسا وطنيا، لإعادة النظر في كل ما وافقنا عليه سابقا من حل الدولتين، وحتى قرار التقسيم 181 الذي صدر عام 1947 وما زال قرارا شرعيًا.
وتطرق الى حكومة الاحتلال الحالية والتي تعد حكومة عنصرية أكثر من مثيلاتها، والتي دائما تحرض على القتل والعنف، وقال: ربما شركاؤهم في داخل الحكومة مؤمنون بحل الدولتين، ولم يتراجعوا عن موقف مؤيد لإقامة سلام مع الفلسطينيين في إطار حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
واختتم: هذه الزيارة مهمة جدًا وتأتي في الوقت المناسب، حتى يتمكن رئيس الاتحاد البرلماني الدولي من رؤية الوضع في فلسطين بأم عينه قبيل انعقاد اجتماع الجمعية العامة لاتحاد البرلمان الدولي في 24 الشهر الجاري في مدريد، ومن أجل أن يقدم تقريرًا عن الأوضاع هنا، آملا أن تكون قرارات الاتحاد منسجمة مع قرارات الأمم المتحدة.
بدوره، قال باتشيكو: إن الاتحاد يؤمن بحل الدولتين، وأن يعيشا جنبًا الى جنب بسلام واحترام متبادل وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، وكنا نأمل أن يحدث تغير في الحكومة الاسرائيلية الجديدة، وأن تسير بمسار مختلف، لكن الوضع ما زال كما هو، ولم يتغير أي شيء.
وقدم اقتراحًا بأن يتم الترتيب لعقد لقاء للجنة الشرق الأوسط في الاتحاد البرلمان الدولي برام الله، لتعاين عن قرب الحواجز والمستوطنات، وتلتقي بالعائلات الفلسطينية، ما سيكون له تأثير أكبر من قراءة البيانات والوثائق بحد ذاتها، ولن ندخر جهدًا في المساعدة على ذلك.
من جانبه، قدم رئيس نادي الأسير قدورة فارس شرحًا تفصيليًا عن معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال، خاصة الأسرى المضربين، والمرضى والكبار، وسياسة التنكيل الاحتلالية بحقهم.
وقال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم، إن هناك ازدواجية في القرارات التي يتخذها العالم، فمنذ 25 عاما أكد أنه ينبذ العنف والارهاب، ومع ذلك لا تزال حكومة الاحتلال تمارس عنفها بحق شعبنا الفلسطيني، وترفض التفاوض معنا.
أما عضو المجلس نجاة الأسطل، فأكدت أن الوضع في قطاع غزة صعب جدًا، وهم بحاجة الى دعم الجميع، وتوفير الحماية الدولية لهم، خاصة في ظل الهجمات الاسرائيلية المستمرة على القطاع.