قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس، فتحي القرعاوي، إنَّ حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنَّها الاحتلال الإسرائيلي ضد قيادات الحركة وأبرزها الشيخ حسن سلامة وأسرى محررين، تأتي في سياق استمرار ضرب الحركة الأسيرة في الضفة الغربية، وفي ظل توجيه ضربات متلاحقة للحركة الإسلامية بالضفة؛ خاصةً أنَّ الحركة تعيش حالة من الانتعاش والاستقرار في العمل الدعوي.
وأضاف القرعاوي، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الاعتقالات ضد قيادات الحركة لم تتوقف وكانت مُستمرة على الدوام"، لافتاً في ذات الوقت إلى أنّ العديد من قيادات الحركة مُعتقلين قبل حملة الاعتقالات الأخيرة.
وأكّد على أنَّ الاحتلال لا أنّ تعيش الحركة الإسلامية نوعاً من الاستقرار، ويريد أنّ يستمر شعبنا والحركة الإسلامية بحالة ارتباك، وهو أحد أسباب تنفيذ حملات الاعتقال.
وكانت مصادر محلية، قد قالت إنَّ قوات الاحتلال اعتقلت الشيخ حسن يوسف عقب اقتحام منزله في بلدة بيتونيا غرب رام الله، يوم أمس، ونقلته إلى جهة غير معلومة، علماً أنّه لم يمض على الإفراج عن الشيخ حسن يوسف من سجون الاحتلال سوى بضعة أسابيع.
وقضى الشيخ أكثر من 21 سنة في السجون حيث لا يمضي في الحرية سوى شهور حتى تعود قوات الاحتلال لاعتقاله.
ويأتي اعتقال الشيخ يوسف في سياق حملة مكثفة شنتها قوات الاحتلال على عناصر ومناصري حركة حماس، في الضفة المحتلة، حيث اعتقلت عدداً منهم واقتحمت منازل عدد منهم ووجهت لهم تهديدات بعدم المشاركة في ذكرى انطلاقة الحركة.
وبالحديث عن منع الاحتلال سفر قيادات من حماس في القدس بذريعة التواصل مع جهات إرهابية، قال القرعاوي: "إنَّ القدس جُزءاً لا يتجزأ من الضفة الغربية وفلسطين"، مُشيراً إلى أنَّ أهل القدس مُراقبين من الاحتلال على الدوام؛ لأنَّه يعتبرها عاصمة له، ولا يريدون أيّ اختراق فيها.
وأكمل: "إنَّ جُزءاً كبيراً من قيادات وأبناء الحركة في القدس في سجون الاحتلال ومراكز التحقيق، يُمارسك ضغط كبيرعليهم، ويدفعون هم وعوائلهم والحركة ثمناً باهظاً؛ لمنع أيّ أنشطة مالية واقتصادية وأمنية".
أما عن هجمة الاحتلال على عناصر الحركة في الجامعات ومنع أيّ احتفالات، قال القرعاوي: "إنَّ الاحتلال يُريد تفصيل الجامعات على مزاجه؛ لكّن الشعب الفلسطيني يملك من الوعي الذي يُمكنه من تحديد خياراته ويتحدى طوق الاحتلال"؛ لافتاً إلى أنَّ الطلاب وعائلاتهم دفعوا ثمن تحديهم للاحتلال.
وبشأن بدائل الحركة لمواجهة هجمة الاحتلال على الحركة في الضفة الغربية، أوضح أنَّ البقاء على البنية التنظيمية للحركة في الضفة من الصعوبة بمكان، في ظل وجود الاحتلال والتحقيق المركزي الشديد والقاسي منه.
وشدّد على أنَّ حركة حماس معتادة على أجواء استبدال القادة، وإيجاد بدائل في ظل حالة الطوارئ وقدرتها على التعايش في ظل الوضع الصعب الذي فرضه الاحتلال لإيصال رسالتها للشعب الفلسطيني.
وفي سياقٍ منفصل، اعتبر القرعاوي، تعامل الأجهزة الفلسطينية العنيف مع مظاهر احتفال الحركة بالأسرى المحررين بالضفة، لا يتناسب مع ثقافة الشعب الفلسطيني القائمة على التنوع والتعدد، مُبيناً أنَّ استمراره سيؤدي إلى ردات فعل أعنف في قادم الأيام؛ لأنّه يندرج في سياق الضغوط "الإسرائيلية" على السلطة التي لا تريد أيّ مظهر آخر غيرها؛ رغم قيام المجتمع على الديمقراطية والتنوع في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي.