زيارة عباس ورسائل حماس المتلبسة..."الانفصال هو الخيا

1622458077-1144-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 كلما كثر "البرم السياسي" لشخصيات فلسطينية دون تدقيق في جوهر النص، تكتشف أن الفصائلية تنتصر بقوة على المظهر الوطني العام، بعيدا عن "الحشو" المرادف أنهم يسعون نحو وحدة الصف.

سلوك الرئيس محمود عباس وقيادات من فتح (م7) بالذهاب الى منزل وزير جيش العدو القومي غانتس، وتصريح رئيس حكومة الإرهاب السياسي في تل أبيب بينيت، أنها زيارة خالية من "الدسم السياسي"، وتقتصر فقط على بعد أمني بملمح اقتصادي، أكدت أن القادم ذهاب الى خطوات لا تقيم وزنا لأي من أطراف الحركة الوطنية، بل لجزء هام من حركة فتح ذاتها، التي احتفلت بذكرى انطلاقتها خلال الـ48 ساعة أخيرة.

وبالتوازي، أطلق رئيس حركة حماس إسماعيل هنية من مستقره في الدوحة، رسائل لدولة الكيان مخاطبا بعناوين مختلفة، أبرزها ما يتعلق بـ "صفقة أسرى"، يمنحك شعورا أنها باتت القضية المركزية لحركة حماس، بعيدا عن "الخطابية المرادفة"، ووضعها كقضية في ذلك الإطار، يمثل محاولة حمساوية لـ "اقتناص ربح" عله يساعدها في أزمتها السياسية، وإشكالية حكهما في قطاع غزة، ضمن أزمات متشابكة.

خطاب يحمل كل ملامح "الانفصالية" بغطاء لغة "مقاومة"، وليس غريبا أن تتجاوب حكومة "الإرهاب السياسي" بقيادة الثنائي ونصف (بينيت لابيد ومعهم عباس)، بأن تحقق لها إطلاق سراح قيادات مركزية شرط الابعاد الى قطاع غزة، او خارجها وبالتحديد القيادي في فتح مروان البرغوثي وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات، كرمزية سياسية لدولة الاحتلال بأن الافراج مكسور القيمة بشرطية الابعاد، ولو وافق مروان على ذلك، يكون حقق مراد بعض من "خصومه" في داخل الحركة من إمكانية المنافسة على ما بعد عباس.

تضخيم قضية الأسرى في الوقت الراهن، بشكل مفاجئ واحتلالها مكانة مركزية راهنا، ليس كلاما عابرا، بل انها تأكل من جوهر المعركة الوطنية الكبرى، ونقلها من "مواجهة عامة شاملة"، الى جزئية لها أبعاد نفسية وعاطفية، وملمح كفاحي، ولكن الدعاية التي يتم الحديث عنها، لا تبشر خيرا سياسيا أبدا، وكأنها محاولة سحب بساط اهتمام المركزي بقضية أخرى، دون النيل من أهمية العمل على صفقة لتحرير أسرى، ضمن حسابات وطنية وليس لغيرها.

ولأن الحلقات السياسية مترافقة، فما كشفه رئيس لجنة الانتخابات المركزية د. حنا ناصر حول "شروط حماس السياسية" لإجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة، ليست سوى حلقة تعزيز، ان "البعد الانفصالي" يتنامى بقوة ضمن "الرؤى البديلة" لكل من طرفيه، رغم المحاولة التفسيرية من الحركة ما بعد كشف د. ناصر.

لو أن حماس تبحث كسرا للمسألة الانفصالية، كان لها أن توافق فورا على الانتخابات المحلية، بعيدا عن الفائز كونها بالنهاية مسألة مرتبطة بالخدمة السكانية، ولن تحمل بعدا سياسيا، وهي ليست كانتخابات البلديات عام 1976، بين أنصار "الحل الوطني – منظمة التحرير" والروابط البديلة لها وعنها، من صناعة المحتلين وأطراف أخر، التي كانت انتخابات وطنية بامتياز، فيما الراهنة خدماتية بامتياز، لكنها تعطي مؤشرا ما على مدى الرضا عن "الحكم القائم".

التطورات الأخيرة، سلوكا وممارسة ومواقف من طرفي المعادلة السياسية تقود بقوة لتنفيذ "الانفصالية الكيانية" بين الضفة وقطاع غزة، ولن يعجز أي من طرفي تنفيذ المعادلة الإسرائيلية عن تبرير ما يذهب اليه، وكل غلافه "المصلحة الوطنية"، والحقيقة الثابتة نقيضها تماما.

هل ما يحدث "قدر سياسي" لا فكاك منه بالتأكيد لا، بل أن القوة الكامنة لمقاومة ذلك أعلى بكثير من ظاهرة، وربما المفاجأة أن جوهر حركة فتح، هو من سيكون رأس حربة لمواجهة الحالة الانفصالية التي تنطلق في مسارها، وهي من يمكنها تعزيز دور وموقف قوى وطنية، خاصة من بين "بقايا اليسار" وحركة "الجهاد" الرافضين عمليا وموضوعيا للمعادلة الانفصالية، وذلك مشروط بـ "هبة فتحاوية" خاصة تمنح الآخرين قوة تصد وتحد ومواجهة لكسر الخطر القادم.

لا فكاك لهزيمة "الانفصالية السياسية" كطريق لهزيمة العدو القومي ومشروعه التهويدي، دون "قوة مركزية غير تابعة" لأي من طرفي الانفصالية...بعيدا عن الشعارات الوهمية الخادعة.

ملاحظة: متى كانت آخر زيارة لمسؤول سلطة أو فتح (م7) او عضو تنفيذية من حملة البطاقات إياها زار القدس والمدينة العتيقة...طيب مين أقرب عرام الله "باب العامود" أم "باب غانتس"...وبتقولوا القدس عروس وطنتيكم يا..بلاش من مظفر وحكمته!

تنويه خاص: هشام أبو هواش...جسد وإرادة وقرار صنع من جوعه ملحمة شعبية دون ضجيج أو "زعبرة"...فلسطين الشعب والوطن كم بك تفتخر!