صحيفة بريطانية :مناطق سيطرة داعش لا تنعم بالرفاهية التى يزعمها في إعلاناته

daesh2031324 syriaaa
حجم الخط

ذكرت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، إنه رغم الميزانية الضخمة التى يتمتع بها تنظيم الدولة إلا أنه يضع الأولوية لمسلحيه على حساب المواطنين الذين تُجبى منهم الضرائب وتُسلب مواردهم لصالح التنظيم، جاء ذلك فيما يسعى تنظيم «داعش» للظهور فى آلته الدعائية عبر الإنترنت كدولة حقيقية، 
وتضيف الصحيفة، إن التنظيم يروج فى دعايته على شبكة الإنترنت بوجود نظام رعاية صحية أشبه بخدمات الصحة الوطنية الموجود فى بريطانيا، حتى فى الشعار الخاص به وخطوط الطباعة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك وكل هذه الشعارات أوهام ولم تنطبق على جميع المواطنين الخاضعين لسيطرة «داعش».

وأشارت الصحيفة إلى أحد مقاتلي التنظيم ويدعى «أبو قتادة» تمت طمأنته بعد إصابته فى إحدى المعارك بأنه سيتلقى العلاج سواء فى إحدى العيادات الكبرى أو عبر تهريبه إلى تركيا وعلاجه على نفقة التنظيم، فى المقابل يعامل القائمون على التنظيم المواطنين كمواطنين من الدرجة الثانية فيما يتعلق بالرعاية الصحية.

ونقلت الصحيفة عن «أم إياد»، وهى مواطنة عراقية من الموصل الخاضعة لسيطرة «داعش» قولها إنها «توقفت عن التوجه للمستشفيات العامة على الرغم من صعوبة تحمل نفقة العلاج الخاص، نتيجة ما كانت تراه فى تلك المستشفيات التى كان يعالج فيها كل من هو منتمى لـ«داعش»، بينما يجب على الآخرين إحضار أدويتهم الخاصة.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسى كبير فى التحالف الدولى ضد «داعش» قوله إن نحو ثلثى عائدات التنظيم المالية، المقدرة بنحو 600 مليون دولار سنويا، يذهب لصالح القوات المقاتلة سواء لدفع رواتب المقاتلين أو لشراء الأسلحة والذخائر وغيرها.

كما ينفق التنظيم ما بين 10 و15 مليون دولار شهريا على أجهزة الأمن الداخلية، خصوصا مع تخوف الجهاديين فى الفترة الأخيرة من الأمن الداخلى، فوفقا لما نقلت الصحيفة عن مسئول بمخابرات إحدى دول التحالف، يعمل بعض عملاء التنظيم الأمنيين خارج حدود البلاد فى دول كتركيا والأردن، كما يسعى لبناء نظام تنصت محلى على الهواتف.

فيما يظهر أن المستشفيات والرعاية الصحية والمدارس فى مناطق التنظيم تتلقى أقل من عشرة ملايين دولار شهريا، كذلك الحال فى المحليات التى تتلقر رقما ضئيلا مقارنة بالقطاع القتالى.   أما فى داخل التنظيم نفسه، يُبين التقرير أنه مقسّم بدوره إلى طبقات، ففى حين يوفر التنظيم للمقاتلين الأجانب خدمات صحية خاصة، يضطر المقاتلون السوريون إلى اللجوء إلى الخدمات الصحية المجانية.

كما لا يستوى المقاتلون فى المعاملة المادية أيضا، إذ يشير التقرير إلى أن التنظيم يغدق الأموال على المقاتلين الأجانب، كما أنه يقسمهم إلى 3 فئات: المناصرين، وهم الجنود المشاة، ويتقاضون من 50 ــ 150 دولارا شهريا، والمبايعين، الذين أعلنوا ولاءهم للتنظيم، ويتراوح راتبهم الشهرى بين 200 ــ 300 دولارا، والمهاجرين، وهم المقاتلون الأجانب، ويتقاضون 600 دولارا فى المتوسط.