دعا مركز الميزان لحقوق الإنسان، الخميس، جهات الاختصاص إلى فتح تحقيق في وفاة الطفل سليم محمد سليم النواتي (16عامًا)، من سكان مدينة غزة، والذي توفي في رام الله يوم الأحد الماضي؛ نتيجة مرضه بسرطان الدم والنخاع الشوكي، وعدم حصوله على العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
وقال المركز الحقوقي، في تصريح صحفي إنّ الطفل النواتي حصل على تحويلة طبية وحجز في مستشفى النجاح في مدينة نابلس بتاريخ 24 نوفمبر 2021 بعد تشخيص حالته في مستشفى الرنتيسي المتخصص بغزة على أنّه مصاب بسرطان الدم.
وذكر أنّ دائرة العلاج بالخارج قامت بتحويل الطفل النواتي إلى مستشفيات تعلم الوزارة "أنّها لا تتلقى، كما ادّعى مستشفى النجاح مثلًا، حالات جديدة من طرفها بسبب الديون المتراكمة على الوزارة أو بسبب عدم اختصاص بعض منها".
وأكّد على أنّ هذا الإجراء "يضع مسئولية كبيرة على الوزارة تستوجب التحقيق فيها"، مشدّدًا على "أن رفض مستشفى النجاح ومجمع فلسطين الطبي استقبال الطفل النواتي، لا يمكن تبريره أخلاقيًا وقانونيًا، ويستوجب أيضًا التحقيق فيه وفي ملابساته".
وأفاد "الميزان" بأنّ كثيرين من مرضى قطاع غزة يشكون من تأخير دائرة العلاج بالخارج في وزارة الصحة منحهم التحويلات الطبية والتغطية المالية، وأحيانًا التأخر في تجديد التحويلات للمرضى الذين أمضوا سنوات في العلاج، واقتربوا من التماثل للشفاء؛ ما يسهم في انتكاس حالاتهم.
ولفت إلى أنّ سلطات الاحتلال ماطلت كعادتها في منح موافقة للمرور إلى المستشفى للطفل ومرافقه، ولم يتمّ منحه تصريح مرور حتى يوم 26 ديسمبر 2021.
ونوّه إلى أنّ سلطات الاحتلال تمارس سلوك المماطلة والتسويف مع الغالبية العظمى من مرضى قطاع غزة، بحيث إن لم يفارق المريض الحياة بسبب تأخير وصوله لتلقي العلاج، تتدهور حالته الصحية وتتضاءل فرص شفاؤه.
وذكر المركز الحقوقي أنّه وثق وفاة 63 مريض/ة بينما كانوا ينتظرون الحصول على موافقة سلطات الاحتلال للمرور عبر حاجز بيت حانون/"إيرز" خلال الفترة من 2017 حتى 2021، من بينهم 8 أطفال و22 سيدة.
ودعا المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات والوكالات إلى السعي لتطوير قدرات المستشفيات في قطاع غزة، ورفدها بالتجهيزات الضرورية؛ لتوفير خدمات الرعاية الصحية لمرضى السرطان وغيره من الأمراض الخطيرة.
كما طالبهم بالضغط على الاحتلال لوقف وإنهاء العراقيل والمعوقات التي تحول دون وصول المرضى إلى المستشفيات الفلسطينية في الضفة بما فيها القدس وداخل الخط الأخضر، وإزالة العراقيل التي تحول دون تزويد مستشفيات قطاع غزة بالأجهزة التشخيصية والعلاجية الضرورية لعلاج المرضى وإنقاذ حياتهم. وضمان حرية الحركة للمرضى ومرافقيهم دون أي تأخير أو إبطاء.
وأعاد "الميزان" التأكيد على أنّ تهيئة الخدمة والاستثمار في تطوير قدرات مستشفيات قطاع غزة الحكومية والأهلية من شأنه أن يجنب مرضى القطاع هذه المعاناة وفي الوقت نفسه يوفر ملايين الدولارات على خزينة الحكومة.